«رشيد العام»: مبنى على الطراز الأوروبى من الخارج.. وإهمال وعجز فى الأطباء والتمريض بالداخل

«رشيد العام»: مبنى على الطراز الأوروبى من الخارج.. وإهمال وعجز فى الأطباء والتمريض بالداخل
- أفراد أمن
- إعادة هيكلة
- الأطباء والتمريض
- الأنف والأذن
- التنفس الصناعى
- الساعة العاشرة
- العناية المركزة
- العيادات الخارجية
- المستشفيات الخاصة
- تحرير محضر
- أفراد أمن
- إعادة هيكلة
- الأطباء والتمريض
- الأنف والأذن
- التنفس الصناعى
- الساعة العاشرة
- العناية المركزة
- العيادات الخارجية
- المستشفيات الخاصة
- تحرير محضر
يقع مستشفى رشيد العام، على بُعد خطوات من كورنيش النيل، فى مبنى ذى طابع جميل بواجهات مميزة على غرار المستشفيات الأوروبية، يحتوى المبنى على بوابتين كبيرتين للدخول، عليهما أفراد أمن بملابس خاصة، تنسيق المبنى يعطى انطباعاً للوهلة الأولى بأنك داخل مستشفى خاص، إلا أنه فور دخولك مبنى العيادات الخارجية يزول عنك هذا الانطباع، فلا تجد سوى مشاجرات أمام غرف الكشف، وأشخاص لا تعرف هوياتهم، سواء كانوا عمالاً أم إداريين يصرخون فى وجه المرضى بصوت عالٍ، فيما تسيطر الفوضى على المكان بوجه عام.
{long_qoute_1}
وسط قسم الاستقبال يتوعّد رجل فى العقد السادس من عمره، الممرضات الموجودات بالقسم، بتحرير محضر بنقطة الشرطة الخاصة بالمستشفى، وبعد الاقتراب منه وسماع شكواه، قال: «حضرت إلى المستشفى فى الساعة العاشرة صباحاً، أعانى من أزمة صدرية حادة، وتوجّهت إلى الاستقبال بعد دفع قيمة التذكرة المقرّرة، وبعد توقيع الكشف كتب الطبيب علاجاً من خارج المستشفى، وهو عبارة عن حقنة بالعضل وأدوية شرب، ونظراً لإصابتى بضيق تنفس شديد طلب وضعى على جهاز الأكسجين، علماً بأننى أخذت جرعة قبل ذلك من جهاز التنفس المركزى بالمستشفى، لكن دون جدوى أو فاعلية، لذلك طلبت أخذ الجرعة من أسطوانة الأكسجين، فردت الممرضة، قائلة: «انت هتعلمنا شغلنا ولا إيه.. مالكش دعوة بنوع العلاج، انت تاخد اللى نديهولك وانت ساكت»، الأمر الذى دفع ابنى للغضب منها، وقرّرت التوجّه إلى نقطة المستشفى لتحرير محضر.. وأثناء ذلك حضر أحد الأطباء صغار السن من إحدى الغرف بالمستشفى، وتحاور مع المريض قرابة 7 دقائق، وانتهى الأمر بأخذ المريض إلى حجرة الأكسجين، وإعطائه الجرعة.
وبالتوجّه إلى الممرضة للاستفسار عن سبب سلوكه غير العادى مع المريض، قالت: «إحنا شايلين همّ المستشفى كله على أكتافنا، ومفيش حد بيقدر، عندنا عجز فى الأطباء والتمريض، والواحدة مننا بتشتغل فى جميع الأقسام زى الحاوى، ومع ذلك الناس مش بتقدر، ومش بتلاقى غيرنا علشان تعمل مشكلة معاه، رغم أن مش مطلوب منى غير تنفيذ أوامر الأطباء بس، لكن الناس وقت الحاجة بتلجأ لينا علشان ننقذهم، وده بيمثل ضغط شديد علينا».
وفى العيادات الخارجية، وجدنا سيدة أربعينية، تقف وسط عدد كبير من المرضى أمام حجرة الأنف والأذن والحنجرة، وتردّد كلام غير مفهوم، بالاقتراب منها وسؤالها عرفنا أن اسمها «عزيزة»، وقالت: أتردّد على المستشفى منذ 3 شهور بسبب مرض بأذنى عبارة عن حبوب وفطريات داخل الأذن، تظهر من وقت إلى آخر وتُسبب آلاماً حادة تُفقدنى القدرة على النوم، ومنذ أول مرة حضرت إلى هنا، صرف الطبيب المعالج لى دواء من الصيدلية، لم يُجدِ نفعاً مع حالتى المرضية، وتعدّدت الزيارات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وكل مرة أحضر فيها إلى هنا يُصرف لى علاج مختلف، إلى أن واجهت الطبيب بما أعانى منه بسبب تأخر حالتى الصحية، فقال لى «أنصحك تروحى تكشفى بره علشان انت محتاجة دواء مش موجود بالمستشفى»، فخرجت من غرفة الكشف، وأنا أدعو على وزارة الصحة والمسئولين بالمستشفى.
أحمد السمرى، محامٍ بمدينة رشيد، يقول لـ«الوطن»، سنوات من الصراع عشناها مع المسئولين بسبب التقصير الموجود بالمستشفى، خصوصاً قسم العناية المركزة، حيث يوجد عجز شديد فى أجهزة التنفس، ولا يجد المريض حلاً أمامه سوى الموت أو اللجوء إلى المستشفيات الخاصة، التى يتجاوز سعر إقامة الليلة بها 2000 جنيه، وكثيراً ما طالبنا المسئولين بتوفير الحماية الكاملة لمرضى العناية المركزة.
وأضاف «السمرى»: قسم الباطنة بالمستشفى محتاج إلى إعادة هيكلة، سواء للأطباء الموجودين أو المكان المخصّص لعلاج المرضى، لافتاً إلى أن عدد الأَسرّة الموجودة بالقسم لا تكفى المرضى، خصوصاً أن هناك مترددين على المستشفى من مدن ومحافظات مجاورة، بالإضافة إلى أن المستشفى يتحول إلى حالة طوارئ فى حالة وجود حادث بالبحر لا قدر الله، مثلما حدث بعد غرق مركب رشيد، حيث ظهرت جميع السلبيات بالمستشفى خلال هذا الحادث.
وقال «السمرى» إن مديرة المستشفى تُغلق على نفسها الباب، وتمنع أى أحد من الدخول إليها حتى الأطباء، ولا تتفاعَل مع المرضى الذين يريدون التقدم بشكوى أو لديهم مظلمة، وتكتفى بتكليف النواب عنها بإدارة المستشفى والتصرّف فى جميع الأمور.