«المنزلة»: نقص فى الأدوية والأطباء والتمريض.. والمرضى يعانون طول الانتظار

07:14 م | الجمعة 28 يوليو 2017

أصوات مرتفعة تخرج من مبنى مدرسة التمريض داخل مستشفى المنزلة المركزى، متجاهلة حالات المرضى التى تملأ الغرف داخل المستشفى، أب يحمل ابنته ويهرول بها نحو عيادة الأطفال، وآخر يقف 4 ساعات أمام قسم الأشعة للحصول على «أشعته» التى أجراها قبل يومين، عجز شديد فى الأطباء، واعتماد عدد كبير منهم على عياداتهم الخاصة، ومراكزهم الطبية، حيث لا يخصصون إلا القليل من الوقت للوجود فى المستشفى.

محمد إبراهيم، ذو الـ9 سنوات، وقع على رجله أثناء لعبه هو وأصدقائه فى قرية «العزيزة»، فحملته أمه وهرعت به إلى المستشفى، وابنها لم يتوقف عن البكاء من شدة الألم، حيث وصلت المستشفى الساعة الثامنة صباحاً، وجلست فى انتظار الطبيب لأكثر من ساعة حتى يأتى، وحوله لعمل أشعة على رجله التى تؤلمه وتبين لاحقاً أنها مكسورة، وظلت الأم وابنها فى المستشفى حتى تم وضع رجله فى الجبس الساعة الواحدة ظهراً لتعود به إلى منزله. حملت الأم طفلها، رغم وزنه الثقيل، بين ذراعيها، وهو يمسك بساقه المكسورة حتى وصلت إلى موقف سيارات قريتهما لتعود به إلى البيت، وتقول: «أنا لو معايا فلوس كنت أخذته على عيادة خاصة وجبسته هناك، الأدوية هنا ناقصة جداً، ومش لاقيينها، وبنشترى نصها من بره».

هندية إبراهيم، سيدة سبعينية، تجلس أمام قسم الغسيل الكلوى، تلتقط أنفاسها بعد ساعات طويلة قضتها جالسة على جهاز الغسيل الكلوى، تبكى السيدة من شدة وحدتها مع مرضها، وتتحدث عن الألم، وتقول: «باجى هنا فى الأسبوع 3 مرات، علشان بغسل، وأنا عايشة مع جوزى لوحدنا، هو راجل كبير قوى فى السن، بيساعدنى وبساعده ونتساند على بعض، وعلشان آجى المنزلة بطلع من بيتى الساعة 5 الفجر، وبوصل هنا على الساعة 8 الصبح»، وتتابع: «الممرضات هنا كويسين قوى وبيساعدونى على طول، لأنى بقالى 5 سنين باجى المستشفى، لكن المشكلة الوحيدة هنا نقص الأدوية».

وقال أحد الأطباء: «نحن لا نعانى من نقص فى الإمكانيات فجميع الإمكانيات متوفرة، ولكن ينقصنا القوى البشرية، حيث نعانى من نقص الأطباء والتمريض، فلدينا 24 حضانة أطفال منها 3 حضانات بتنفس صناعى، وعندنا 32 ماكينة غسيل كلوى تعمل ورديتين، ولدينا 15 سريراً بالاستقبال وجهاز سونار وجهاز أشعة، ولدينا خطة لتطوير قسم العمليات وقسم الباطنة والقدم السكرى، وهذا كله غير متوافر فى أى مستشفى آخر، لكن تنقصنا القوى البشرية».