بروفايل: صدام حسين حكاية رحيل

كتب: محمد حسن عامر

بروفايل:  صدام حسين حكاية رحيل

بروفايل: صدام حسين حكاية رحيل

مع تكبيرات عيد الأضحى التى تملأ أركان العالم الإسلامى، سار بخطوات واثقة نحو منصة الإعدام رافعاً جبينه رابط الجأش يمسك مصحفه الذى رافقه طوال رحلة الاعتقال، رفض وضع غطاء على وجهه الذى ترسم تجاعيده ملامح رحلة عمر شاقة، سلم مصحفه، وردد عبارات «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. الموت للفُرس المجوس»، وقبل أن يكمل شهادتيه كان الإعدام هو النهاية لصدام حسين عبدالمجيد التكريتى الرئيس العراقى الأسبق، الشهير بـ«صدام حسين».

مع رحيل صدام فى 30 ديسمبر عام 2006، ظن كثيرون أن ستاراً سيسدل على حقبة فى العراق، لكن رحل صدام وبقيت سيرته حاضرة، خاصة عندما ينظر إلى الأوضاع التى يعيشها العراق، بلد مدمر يعانى الإرهاب، يشهد استقطاباً وتوتراً سنياً شيعياً وتناحراً بين الميليشيات، مفتتة أوصاله الجغرافية مع اقتراب الأكراد من الاستفتاء على مصيرهم، ويعانى مواطنوه فى مرحلة ما بعد صدام.

قرارات كانت مثيرة للجدل بل بعضها كما لو كانت جنونية لا ينساها أحد لصدام، أولها حرب السنوات الثمانى مع إيران التى بدأت عام 1980 وانتهت عام 1988، وما كاد ينتهى من الحرب الإيرانية حتى جاء قراره بغزو الكويت فى أغسطس 1990، الخطوة التى بعدها اندلعت حرب الخليج عام 1991، ومثلت المسمار الحقيقى فى نعش صدام مع انتهائها بوضعه وبلده تحت وطأة الحصار الاقتصادى والسياسى الذى تجرع العراقيون مرارته بلا رحمة، حتى دخول القوات الأنجلوأمريكية، للعراق مارس 2003، وسقوط بغداد فى أيديهم 9 أبريل من العام نفسه.

كانت حجة تحالف الغزو امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، رغم عدم وجود أدلة حقيقية، رفض صدام قبلها اقتراحات بمغادرة البلاد مقابل تجنيبها الحرب وبقى مؤكداً أنه سينتصر، لكن فجأة اختفى جيش صدام الذى طالما فاخر به العالم، ثم اعتقلته سلطات الاحتلال بعد اختفاء دام لأشهر، أعقب ذلك محاكمته بتهم الإبادة الجماعية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حتى جاء يوم 30 ديسمبر 2006 فجر عيد الأضحى ليلفظ صدام، أنفاسه الأخيرة وتكتب النهاية لواحد من ألغاز الساسة العرب.


مواضيع متعلقة