من "أبو الريش" إلى الوفاة.. القصة الكاملة للطفلة "جنى"

كتب: دينا عبدالخالق

من "أبو الريش" إلى الوفاة.. القصة الكاملة للطفلة "جنى"

من "أبو الريش" إلى الوفاة.. القصة الكاملة للطفلة "جنى"

بعد معاناة مع المرض دامت طويلًا، توفيت الطفلة جنى جمال، اليوم الجمعة، بحسب ما أعلن والدها، لتثير مرة أخرى حالة من التعاطف معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر".

جنى جمال صبحي.. طفلة في السادسة من عمرها، لأسرة بسيطة كانت تعيش حياة عادية للغاية كغيرها من الأطفال، قبل 3 أشهر، لتخوض فيما بعد رحلة مأساوية، بدأت بشكواها من وجود ألم في رأس، لكن أسرتها ظنته أمرا عاديا، إلا أنه زاد عليها، بالإضافة إلى القيء المتكرر، لذلك سارع والدها الثلاثيني بزيارة أقرب طبيب الذي وجهه إلى الذهاب إلى مستشفى القصر العيني، التي أرسلته بدورها إلى مستشفى أبو الريش الياباني، واستقبله فيها أحد الأطباء المعالجين.

{long_qoute_1}

حالة شديدة من الصدمة أصيب بها الأب، فور إخباره بأن طفلته الثانية تعاني ورمًا في المخ، يحتاج إلى عملية جراحية سريعة لاستئصاله، وبالفعل تم إجراءها في اليوم التالي مجانا على نفقة الدولة، وبعد نجاح العملية ظنت أسرة "جمال صبحي" أن صحة طفلتهم ستتحسن، لكن عقب عودتهم للمنزل فوجئوا بتضخم وتورم في رأس "جنى"، ليعودوا مرة أخرى للمستشفى، ليخبرهم الطبيب المعالج بأنها تحتاج لعملية ثانية، أجرتها في 6 مايو 2017، لكنها لم تسلم مرة أخرى من المضاعفات السلبية للجراحة.

وقال والدها جمال صبحي، لـ"الوطن": "لما حصل كده، أخدت بنتي وجريت بيها على دكتورة مخ وأعصاب، قالتلي إن العملية حصل فيها خطأ من الدكتور اللي عملها، فرجعتله تاني قالي إنها تعمل عملية تالتة، معرفتش أعمل أيه، ووافقت على أمل أنها تبقى كويسة"، وبصوت يملؤه الحزن الشديد محاولا كتم دموعه: "بس بعدها مبقتش ولا بتتكلم ولا بتتحرك".

لم يتمكن الأب المكلوم من مساعدة ابنته وإعادتها لحياتها الطبيعية، سوى الشكوى والصراخ داخل المستشفى، ليرد عليه الطبيب بأنها تحتاج عملية رابعة، لم تجدِ نفعا أيضا، قائلا: "أنا معرفش أي حاجة، ومعرفش في حياتي غير الشغل، بشتغل 3 حاجات في اليوم، الصبح عامل في مصنع سيارات، وبعد الظهر نقاش، وبالليل لحّام، معرفش أعمل أيه ولا أجي منين".

{long_qoute_2}

سارع جمال صبحي بالذهاب إلى مكتب وزير الصحة للاستغاثة ومساعدة ابنته، حيث التقى مدير مكتبه، الذي أخبره أن المستشفى تابعة لوزارة التعليم العالي، وأعطاه خطابا شرح للحالة موجه إلى مديرة مستشفى أبو الريش، التي أعادتهم مرة أخرى إلى نفس الطبيب المعالج، الذي ثار في وجههم وتعامل معهم بأسلوب سيء، على حد قول الأب، وهو الأمر الذي دفعه إلى إرسال شكوى مكتوبة إلى رئيس الوزراء، مطالبا فيها بمحاسبة ذلك الطبيب ومساعدة "جنى".

وخلال تلك الفترة، حاول الأب نقل ابنته إلى مستشفى معهد الأورام، إلا لم يحصل على رد بإحضارها لهم، فتوجه سريعا إلى مستشفى سرطان الأطفال 75375، لكنهم رفضوا استقبالها، لذلك قرر نشر ذلك الأمر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ليجذب الأنظار بشدة، ويعيد الكثيرون نشر تفاصيل الحالة، مضيفا أنه على إثر ذلك اتصل به أحد أطباء 57 أخبره بأهمية حذف ذلك المنشور، وأن "المستشفى مش بتاخد حالات عملت عملية برة، حفاظا على سمعتها علشان بنافس المستشفيات العالمية، وبنتك هتموت وده غلط علينا".

ومن جانبها، أصدرت مؤسسة مستشفى "57357"، بيانا كشفت فيه حقيقة قصة الطفلة جنى، قالت فيه إن "الطفلة جنى أصيبت بسرطان في قاع المخ، وخضعت لعملية في مستشفى جامعي، وفقدت النظر والسمع وتم تحويلها للمعهد القومي للأورام لتلقي العلاج الكيميائي والإشعاعي، الذي يعقب استئصال الورم".

أضافت المستشفى أن الطفلة دخلت المعهد القومي للأورام في 16 مايو 2017، تحت رقم "1384"، ولا تزال تخضع للعلاج هناك حتى الآن، غير أن والدها أتى بها إلى "57357" في العيادات الخارجية، وقرر إخفاء كل شيء عن تفاصيل علاجها في المعهد، لعلمه بإصرار المستشفى وتأكيدها مرارا، على عدم قبول أي مريض سبق له تلقي علاج في أي مكان آخر.

وشددت "57357" على أنها ترفض استقبال أي مريض خضع للعلاج في معاهد أخرى، لإصرار الأباء على إخفاء تفاصيل العلاجات السابقة لأبنائهم، مؤكدة أن والد الطفلة جنى، قرر أن يحمل ابنته وينشر صورها أمام المستشفى رغم شدة حرارة الجو، ويتم استخدام تلك الصورة "الاستخدام الأمثل"، على حد تعبير المؤسسة.


مواضيع متعلقة