بالصور| القصة الكاملة للطفلة "جنى" بعد 4 عمليات فاشلة في "أبو الريش"
بالصور| القصة الكاملة للطفلة "جنى" بعد 4 عمليات فاشلة في "أبو الريش"
- الأب المكلوم
- التعليم العالي
- التواصل الاجتماعي
- العلاج الكيميائي
- العيادات الخارجية
- القصر العيني
- المستشفيات الحكومية
- حرارة الجو
- رئيس الوزراء
- أباء
- الأب المكلوم
- التعليم العالي
- التواصل الاجتماعي
- العلاج الكيميائي
- العيادات الخارجية
- القصر العيني
- المستشفيات الحكومية
- حرارة الجو
- رئيس الوزراء
- أباء
في أحد أركان المنزل بالمرج الجديدة، وعلى مقعد صغير، استكانت بجسدها النحيل المنهك إثر 4 عمليات متتالية بالمخ في أقل من 3 أشهر، أفقدوها القدرة على الحركة والنطق وحولوها إلى "شبه جثة"، بحسب وصف والدها، ليسيطر عليها السكون التام في سن "الشقاوة" بعد أن كانت تلهو مع أشقائها الأربعة الآخرين ويعج البيت بأصوات ضحكاتهم، ليخيم الحزن والبكاء على أسرة "جمال صبحي درويش".
جنى جمال صبحي.. طفلة، في السادسة من عمرها، لأسرة بسيطة كانت تعيش حياة عادية للغاية كغيرها من الأطفال، قبل 3 أشهر، لتخوض فيما بعد رحلة لم تتبين نهايتها حتى الآن، بدأت بشكواها من وجود ألم في رأس، لكن أسرته ظنته أمرا عاديا، إلا أنه زاد عليها، بالإضافة إلى القيء المتكرر، لذلك سارع والدها الثلاثيني بزيارة أقرب طبيب الذي وجهه إلى الذهاب إلى مستشفى القصر العيني، التي أرسلته بدورها إلى مستشفى أبو الريش الياباني، واستقبله فيها أحد الأطباء المعالجين.
{long_qoute_1}
حالة شديدة من الصدمة أصيب بها الأب، فور إخباره بأن طفلته الثانية تعاني من ورم في المخ يحتاج إلى عملية جراحية سريعة لاستئصاله، وبالفعل تم إجرائها في اليوم التالي لذهابه إلى المستشفى، والموافق 28 إبريل الماضي، مجانا على نفقة الدولة، وبعد نجاح العملية ظنت أسرة "جمال صبحي" أن صحة طفلتهم ستتحسن، ولكن عقب عودتهم للمنزل فوجئوا بتضخم وتورم في رأس "جنى"، ليرجعوا مرة أخرى للمستشفى ليخبرهم الطبيب المعالج بأنها تحتاج لعملية ثانية، أجرتها في 6 مايو 2017، ولكنها لم تسلم مرة أخرى من المضاعفات السلبية للجراحة.
وقال والدها جمال صبحي، لـ"الوطن": "لما حصل كده أخدت بنتي وجريت بيها على دكتورة مخ وأعصاب قالتلي إن العملية حصل فيها خطأ من الدكتور اللي عملها، فرجعتله تاني قالي أنها تعمل عملية تالتة، معرفتش أعمل أيه ووافقت على أمل أنها تبقى كويسة"، وبصوت يملئه الحزن الشديد محاولا كتم دموعه: "بس بعدها مبقتش ولا بتتكلم ولا بتتحرك".
لم يتمكن الأب المكلوم من مساعدة ابنته وإعادتها لحياتها الطبيعية سوى الشكوى والصراخ داخل المشفى ليرد عليه الطبيب أنها تحتاج لعملية رابعة التي لم تجدي نفعا أيضا، قائلا: "أنا معرفش أي حاجة ومعرفش في حياتي غير الشغل، بشتغل 3 حاجات في اليوم، الصبح عامل في مصنع سيارات، وبعد الظهر نقاش، وبالليل لحّام، معرفش أعمل أيه ولا أجي منين".
{long_qoute_2}
سارع جمال صبحي بالذهاب إلى مكتب وزير الصحة للاستغاثة ومساعدة ابنته، حيث التقى مدير مكتبه الذي أخبره أن المستشفى تابعة لوزارة التعليم العالي، وأعطاه خطاب شرح للحالة موجه إلى مديرة مستشفى أبو الريش التي أعادتهم مرة أخرى إلى نفس الطبيب المعالج، الذي ثار في وجههم وتعامل معهم بأسلوب سئ، على حد قول الأب، وهو الأمر الذي دفعه إلى إرسال شكوى مكتوبة إلى رئيس الوزراء، مطالبا فيها بمحاسبة ذلك الطبيب ومساعدة "جنى".
وخلال تلك الفترة حاول الأب نقل ابنته إلى مستشفى معهد الأورام إلا أنه حتى الآن لم يحصل على رد بإحضارها لهم، فتوجه سريعا إلى مستشفى سرطان الأطفال 75375، ولكنهم رفضوا استقبالها، لذلك قرر نشر ذلك الأمر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ليجذب الأنظار بشدة، ويعيد الكثيرون نشر تفاصيل الحالة، مضيفا أنه على إثر ذلك اتصل به أحد الأطباء بمستشفى 57 أخبره بأهمية حذف ذلك المنشور و أن "المستشفى مش بتاخد حالات عملة عملية بره حفاظا على سمعتها علشان بنافس المستشفيات العالمية وبنتك هتموت وده غلط علينا".
ومن ناحيتها، أصدرت مؤسسة مستشفى "57357"، بيانا كشفت فيه حقيقة قصة الطفلة جنى، قالت فيه إن "الطفلة جنى أصيبت بسرطان في قاع المخ، وخضعت لعملية في مستشفى جامعي وفقدت النظر والسمع وتم تحويلها للمعهد القومي للأورام لتلقي العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يعقب استئصال الورم".
وأضافت المستشفى، أن الطفلة دخلت المعهد القومي للأورام في 16 مايو 2017، تحت رقم "1384"، ولا تزال تخضع للعلاج هناك حتى الآن، غير أن والدها أتى بها إلى "57357" في العيادات الخارجية، وقرر إخفاء كل شيء عن تفاصيل علاجها في المعهد لعلمه بإصرار المستشفى وتأكيدها مرارا، على عدم قبول أي مريض سبق له تلقي علاج في أي مكان آخر.
وشددت "57357" على أنها ترفض استقبال أي مريض خضع للعلاج في معاهد أخرى لإصرار الأباء على إخفاء تفاصيل العلاجات السابقة لأبنائهم، مؤكدة أن والد الطفلة جنى، قرر أن يحمل ابنته وينشر صورها أمام المستشفى رغم شدة حرارة الجو، ويتم استخدام تلك الصورة "الاستخدام الأمثل"، على حد تعبير المؤسسة.
"بنتي بتموت مني قدام عيني".. بهذه الكلمات كشف جمال صبحي حالة ابنته اليوم، موضحا أنه سيتوجه إلى المستشفى الأمريكي بالجيزة لعلاجها على حسابه الخاص بعد فشله في المستشفيات الحكومية، على حد قوله، مؤكدا أنه لم يتلقى أية أموال من قطر في سبيل الظهور على قناة الجزيرة للتشهير بإبنته والبلاد، مضيفا: "أنا عملت لحد دلوقتي أكتر من 60 حديث صحفي وناس كتير جدا كلموني ومعرفش دول مين بيقولولي أسامي صحف وحاجات كتير، وده محصلش، وأنا كل اللي عايزه أن بنتي تبقى كويسة، بس اللي بيحصل وصلني لدرجة أني خايف أنزل من البيت أحسن يحصلنا حاجة".