والد «جنى» يعترف: أيوه بـ«أبتز» 57357 وأى مستشفى.. المهم «بنتى تتعالج»

كتب: عبدالله عويس

والد «جنى» يعترف: أيوه بـ«أبتز» 57357 وأى مستشفى.. المهم «بنتى تتعالج»

والد «جنى» يعترف: أيوه بـ«أبتز» 57357 وأى مستشفى.. المهم «بنتى تتعالج»

صورة جابت مواقع التواصل الاجتماعى، أب يحمل صغيرته فى عز الحر أمام مستشفى 57357، أحدثت كغيرها عشرات من ردود الفعل، هذا غاضب، وهذه متعاطفة، وبينهما تفاعلات رسمية، مستشفى ينفى مسئوليته عبر بيان خلا من الرحمة والإنسانية حسب وصف المتابعين له، وجهات حقوقية تستنكر البيان والأسلوب الذى ينافى حق كل مصرى فى العلاج، وفقاً للدستور.. تحركات كثيرة وكلمات حادة واتصالات على أعلى مستوى، لم تغير كثيراً فى وضع الطفلة جنى جمال، التى لم تكمل سنواتها السبع بعد، لكنها ربما أكملت 60 عاماً من المعاناة والألم، ترقد الصغيرة دون أن تدرى ما الذى يدور حولها وبسببها، ما لم يخفف هذا من معاناتها شيئاً، ظلت كل هذه التحركات هى والعدم سواء.. سرطان فى المخ، يعجز عقل الصغيرة عن استيعاب المصطلح والمرض والأسباب والنتائج، لا تعلم معنى لكل هذا سوى الألم، تسمع الأطباء وهم يطمئنون والدها «هتاخد الجلسات الكيماوى وهتبقى كويسة»، لكنها لا تعرف متى تبدأ هذه الجلسات وما الذى ستحدثه فى جسدها الصغير.

اتهامات ضمنية للأب بابتزاز المستشفى والادعاء عليه، خرجت عبر بيان المستشفى، الذى أخلى مسئوليته عن الحالة بدعوى «طالما اتعالجت فى مكان بره لا يحق لها العلاج فى المستشفى وفقاً لبروتوكول العمل»، اتهامات لم ينفِها الأب «جمال صبحى» عن نفسه، بل أكدها وبقوة: أيوه بأبتز المستشفى، أصل دى الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة بنتى».. قالها الأب بنبرة غضب مكتومة، وأكمل: «مالقيتش قدامى حل غير إنى أشيلها وأتصور بيها، الريس والحكومة والمسئولين كلهم بيتحركوا وفقاً للسوشيال ميديا، ودى الطريقة الوحيدة اللى تحركهم لإنقاذ بنتى، ولولا الفيس بوك والضغط بتاعه مكانش حد سمع عن جنى». لا تخلو كلماته من دموع تغافله وهى تتساقط رغماً عنه حزناً على صغيرته المتفوقة: «فى أولى ابتدائى وطلعت الأولى.. نفسى أشوفها أحسن وتكمل تعليمها».

جنى الابنة الثانية لجمال، بين أبنائه الخمسة، يعولها وأشقاءها من عمله فى أحد مصانع السيارات فى 6 أكتوبر، لا يألو الرجل جهداً فى البحث عن علاج لصغيرته: «تتعالج فى معهد الأورام أو 57357 مش فارق عندى، المهم تتعالج، لو مشيت وفقاً للإجراءات البنت ممكن تروح منى، محدش هيسمع صوتى غير كده»، لم يؤلم جمال فى بيان مستشفى 57357 سوى تلك التلميحات التى اعتبرها مهينة له ولأسرته ولكل مصرى يعانى بحثاً عن علاج صغيره: «بقيت أخاف أنزل من البيت من ساعة ما لقّحوا عليّا إنى واخد فلوس عشان أشوه سمعة المستشفى».

«فى رمضان الماضى أجرت جنى جراحة بمستشفى أبوالريش، وكان المفترض أن تبدأ جلسات كيماوى بمعهد الأورام، لكنها تأخرت كثيراً»، يؤكد الأب أن التأخير فى تلقى الجلسات هو ما دفعه للتوجه إلى مستشفى سرطان الأطفال: «الناس فى معهد الأورام كتير ومش لاقيين أماكن يخشوا، فأنا مقدرتش أستحمل أشوف بنتى بتتأخر عن جلساتها يوم بعد يوم»، لمس جمال كثيراً من التعاطف، سواء بنشر قصته أو مع نشر بيان المستشفى.. لكن، وبحسبه: «مش مهم التعاطف مش هاممنى الاتهامات، المهم البنت تتعالج».

ورغم كل التفاعلات ما زال د.شريف أبوالنجا، مدير مستشفى سرطان الأطفال، لديه قناعة بأن ما يحدث حملة هجوم ممنهجة على المستشفى: «إحنا بنتهاجم وحقنا نرد، وكل شوية بيطلعوا علينا شائعات عشان يوقعونا»، مشيراً إلى أن المستشفى يقبل كل الحالات حتى لو متأخرة، لكن سياسته كانت واضحة منذ البداية فى عدم استقبال مرضى من مكان آخر: «أنا باخد عيانين على قدى، ومن أول يوم بيجيلى المريض بيتحط له برنامج علاج، لكن فيه أماكن تانية بيجيلها أعداد كبيرة وبتفضل تأجل فى الناس»، متسائلاً: «طب ليه اتصور عند 57 ومتصورش عند معهد الأورام طالما المشكلة هناك؟»، موضحاً أن علاج حالة واحدة تم علاجها فى أماكن أخرى وارتد عليها المرض تأخذ وقتاً طويلاً وعلاجاً أكثر يوازى علاج 15 آخر: «كل مستشفى قبل بمريض وعالجه وارتد عليه المرض أو حصل مضاعفات يتحمل اللى عمله ويكمل علاجه، لأن المستشفى هيساع مين ولا مين؟».


مواضيع متعلقة