«إن بى سى نيوز»: قطر ترتبط بعلاقات وثيقة مع «الإخوان» والجماعة تتبنى فكراً تخريبياً يزعزع أمن المنطقة
جانب من احتجاجات أمام سفارة قطر فى بلجيكا
نشرت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية، مساء أمس الأول، تقريراً حول علاقة قطر بجماعة الإخوان، قالت فيه «إن جماعة الإخوان الإرهابية ترتبط بعلاقات وثيقة بدولة قطر، خلافاً لما هو الحال فى الدول الخليجية الأخرى»، وأشارت إلى أن «المنظور العام للحركة فى المنطقة يتمحور حول كونها فكراً تخريبياً يؤدى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتتبنى أفكاراً وتوجهات لا تتماشى مع سياسة الشرق الأوسط الجديد الذى تتمثل أبرز معالمه فى محاربة الإرهاب والتوجهات المتطرفة».
ونقلت الشبكة فى تقريرها عن الخبير البريطانى فى شئون الخليج ديفيد روبرتس قوله «إن قطر تستغل الإخوان لتحقيق أجندتها التى تبدو غير واضحة، إلا أن الواضح فيها توجهها المخالف لدول المنطقة»، مضيفاً أن «قطر وعلى الرغم من أنها تستضيف عدداً من القيادات البارزة للتنظيم، إلا أنها فى الوقت ذاته لا تسمح للجماعة بممارسة أنشطتها فى الدولة، ما أشار إلى أنه يمكن أن يكون بسبب إدراك الدوحة أن توجه الجماعة لا يتناسب مع المجتمع الخليجى عموماً، ما يفسر أن العلاقة بينهما قائمة على استغلال الدوحة للجماعة لتحقيق أغراضها السياسية الخارجية فقط وتقوية نفوذها فى المنطقة».
وأضافت الشبكة أن «قطر تتحجج فى دفاعها عن جماعة الإخوان بالادعاء بأن عدم احتواء هذه الجماعات الإسلامية من شأنه أن يؤدى إلى تطرفها، ربما ظناً منها أن احتواءهم ربما يكون أقل ضرراً من محاربتهم واقتلاع جذورهم». ونوهت «إن بى سى نيوز» بأن قطر وعلاوة على أنها تستضيف عدداً من القيادات البارزة فى تنظيم الإخوان، فإنها توفر لهم أيضاً منصاتها الإعلامية لترويج أفكار الجماعة أياً كانت، من قنوات تليفزيونية وصحف وغير ذلك. واختتمت الشبكة تقريرها بالقول: «إنه وبالنظر إلى صغر المساحة الجغرافية للدولة، فإن علاقتها مع الإخوان يبدو أنها محاولة من الدولة لتوسيع نفوذها الإقليمى والدولى والقيام بأدوار أكبر من حجمها الحقيقى».
الشبكة الأمريكية: «الدوحة» لا تسمح لـ«الإخوان» بالعمل داخل أرضها.. و«ميدل إيست كاونسل»: تستخدم «الجزيرة» لكسب نفوذ يتجاوز حجمها
من جهته قال مركز الأبحاث الأمريكى «ميدل إيست بوليسى كاونسل»، فى تقرير مساء أمس الأول، إن «مواقف قطر من الأحداث السياسية التى اعترت المنطقة منذ اندلاع ثورات ما يسمى الربيع العربى التى أدت إلى توتر الوضع السياسى فى المنطقة، كانت دوماً على النقيض من جيرانها فى المنطقة، الذين كان هدفهم الأول المحافظة على استقرار وأمن المنطقة من التوترات التى خلفتها تلك الثورات». وأضاف: «مستخدمة فى ذلك أداتها قناة (الجزيرة) التى تغطى الأحداث بطريقة مختلفة تثير حفيظة البعض ممن لديهم أهداف مشتركة وواضحة فى المنطقة، بما يثير فى كثير من الأحيان الفتن والتحزبات التى تؤدى فى النهاية إلى توتر أكثر فى الأوضاع الأمنية والسياسية».
وقال المركز إن «قطر وفرت للداعية الإخوانى يوسف القرضاوى المنابر الإعلامية للترويج لأفكاره التى تمثل الجماعة»، مشيراً إلى أنه «وفقاً لعديد من الخبراء السياسيين، فإن قطر تحاول عبر مواقفها المناقضة لجيرانها كسب نفوذ تفتقده بحكم مساحتها الجغرافية الصغيرة»، كما أشار المركز إلى بعض الدراسات والتحليلات التى تربط بين جماعة الإخوان المسلمين والدور الذى لعبته فى إنشاء كيانات بيروقراطية فى قطر، مضيفاً «إن قطر كانت دوماً ملاذاً آمناً لكل من يعارضون حكوماتهم فى المنطقة العربية حتى وإن كانت قطر تحاول إخفاء ذلك، بحجة احتواء مختلف الأطياف السياسية والفكرية فى بلد يفتقر أساساً إلى نظام ديمقراطى يؤهله لممارسة ذلك الدور».
فى سياق متصل، احتشد متظاهرون أمام مقر سفارة قطر فى العاصمة البلجيكية «بروكسل»، للتنديد بالسياسة القطرية الداعمة للإرهاب وتمويله وذلك ضمن سلسلة من التحركات فى الدول الأوروبية رفضاً للنهج القطرى القائم على تغذية الخلافات والنزاعات حول العالم، وفق ما نقلت قناة «سكاى نيوز». وطالب المحتشدون بوقف التمويل القطرى للصراعات والتيارات المتطرفة فى المنطقة العربية والدول الأوروبية، داعين إلى تغيير السياسات القطرية التى تقف خلف زعزعة الاستقرار الإقليمى من خلال دعم وتمويل وإيواء التنظيمات الإرهابية. وأكد المشاركون فى الوقفة ضرورة أن يتحرك العالم ضد الدول التى تدعم التطرف بسياساتها وفى مقدمتها قطر، مشيرين إلى ما خلفه هذا الدعم من ضحايا ومآسٍ فى أوروبا والعالم. وأعرب المحتجون عن دعمهم للإجراءات التى اتخذتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر لمواجهة الاستفزازات والسياسات القطرية التى تعكر صفو المنطقة والعالم.
فيما ذكرت قناة «العربية»، نقلاً عن مصادر مصرفية، أمس، أن مصارف إماراتية كبرى تشترى القروض التى منحتها بنوك قطرية، لا سيما بنكى بروة والدوحة، للشركات الإماراتية. وأكدت المصادر أن البنوك الإماراتية تشترى هذه القروض بخصم، علما أن حجم هذه التمويلات يقدر بمليارات الدولارات، مضيفة أن البنوك القطرية تبيع هذه القروض تخوفاً من فرض عقوبات إضافية على قطر. كانت وكالة «بلومبرج» ذكرت الشهر الماضى أن بعض البنوك الإماراتية والسعودية والبحرينية بدأت بتخفيض انكشافها على البنوك القطرية، حيث تسحب ودائعها هناك، كما أوقفت التعامل بالريال القطرى أو شراء السندات.
من جانب آخر، نفى الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» تسلم أى طلبات من دول عربية قطعت علاقتها مع قطر الشهر الماضى لسحب استضافة بطولة كأس العالم 2022 من قطر. من جهة أخرى، أكد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان أن الحرب على الإرهاب وكل من يدعمه ويموله لا بد أن تستمر وبكل حزم، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس». جاء ذلك خلال اتصال هاتفى أجراه مع وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس هنأه فيه بالانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابى فى مدينة «الموصل» شمال العراق.