قطر تتجه إلى «لغة التصالح».. وأمير الكويت فى «الرياض» لبحث الوساطة

كتب: أكرم سامى

قطر تتجه إلى «لغة التصالح».. وأمير الكويت فى «الرياض» لبحث الوساطة

قطر تتجه إلى «لغة التصالح».. وأمير الكويت فى «الرياض» لبحث الوساطة

مع بدء دخول إجراءات قطع العلاقات رسمياً بقرار 8 دول مع قطر، باتت «الدوحة» تحاول تغيير حدة لهجتها وانتهاج لهجة تصالحية فى مواجهة الإجراءات العقابية التى اتخذتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر ودول أخرى، حيث دعت «الدوحة» إلى حوار صريح للخروج من إحدى أكبر الأزمات الدبلوماسية فى المنطقة، التى سوف تؤثر على اقتصاد قطر وعلاقاتها الخارجية.

وبدأت الكويت وساطة بين «الدوحة» والدول التى أعلنت قطع العلاقات معها، حيث وصل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد السعودية، أمس، فى محاولة لتقريب وجهات النظر، فيما قال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن: «لن تكون هناك إجراءات تصعيدية مقابلة من قطر، لأنها ترى أن مثل هذه الخلافات بين الدول الشقيقة يجب أن تحل على طاولة حوار، ويجب أن تكون هناك جلسة فيها مكاشفة وصراحة وطرح لوجهات النظر وتعريف مواقع الاختلاف والعمل على تضييق مساحات الاختلاف مع احترام آراء بعضنا البعض». فى الوقت ذاته، دعت «أبوظبى»، أمس، إلى العمل على «خريطة طريق مضمونة» لإعادة العلاقات مع «الدوحة»، مطالبة إياها بتغيير سلوكها ووقف الرهان على «التطرف»، وقال وزير الدولة للشئون الخارجية فى دولة الإمارات العربية المتحدة أنور قرقاش، على حسابه على «تويتر»: «بعد تجارب سابقة، لا بد من إطار مستقبلى يعزز أمن واستقرار المنطقة». وأضاف «قرقاش»: «لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة»، من دون أن يوضح طبيعة هذه الضمانة أو ما إذا كان يشير إلى ضرورة وجود جهة ضامنة لتنفيذ خريطة الطريق هذه.

{long_qoute_1}

من جانبه، قال الخبير السياسى الكويتى الدكتور فهد الشليمى، إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد يحاول احتواء الخلاف فى ظل العروض الدولية، ولكن «لا بد ألا يخرج حل الأزمة عن البيت الخليجى». وأضاف «الشليمى» أنه يجب على قطر أن تتجنب السياسات المرفوضة والوصول إلى اتفاق سابق والتأكيد عليه والالتزام به. وأوضح «الشليمى» أن الأمير الكويتى يريد أن يعرف معلومات أكثر عن الدور السلبى التى تقوم به قطر، وذلك من العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى تتضح الصورة بالكامل ويمكن الوصول إلى نقاط تفاهم بشأنها.

فيما توقع دبلوماسيون عدم نجاح الوساطة الكويتية ومن قبل الدول الأخرى بين الدول العربية وقطر إلا بشروط، حيث اعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير، أمين شلبى، أن جهود الوساطة الجارية فى موقف معقد للغاية بين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب، وقطر من جانب آخر وليست مثل المرات السابقة. وأوضح السفير أمين شلبى أن الموقف الحالى بين الدول العربية وقطر لم يكن مثل الأزمة التى جرت فى نهاية عام 2014، حيث لم تلتزم الدوحة بتنفيذ بنود اتفاق الرياض، وفاض الكيل بالدول العربية على سياسات قطر الداعمة للتطرف والجماعات الإرهابية. وأشار السفير أمين شلبى إلى أن الدول العربية التى قطعت العلاقات مع قطر ترى أن الحل الذى سيفتح الباب لعلاقات جديدة مع الدوحة هو إزاحة الأمير تميم بن حمد عن الحكم، ولكن حدوث ذلك قد يكون صعباً داخل البلاط الأميرى، مشدداً على أن الأمر أصبح أكثر عمقاً خلال الفترة الماضية وأن قطر يجب أن تنتهج سياسات جديدة لإنقاذ موقفها.

فيما اعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة، أن استمرار الخلاف بين قطر والدول العربية سيؤدى إلى مزيد من عدم الاستقرار فى المنطقة التى تشهد أزمات فعلية تؤثر على الشعوب بأكملها. وقال «نافعة» لـ«الوطن»، إن جهود الوساطة ستنجح فى حالة وضع خطة متفق عليها بين الدول العربية وبين قطر تقوم الأخيرة بتنفيذها والالتزام بكافة بنودها، وأنه لا بد من تخلى الدوحة عن سياستها الداعمة للتطرف وأن تنتهج سياسة متفقاً عليها مع دول مجلس التعاون الخليجى. وأضاف أستاذ العلوم السياسية: «نتمنى أن تنجح الوساطة الكويتية لأن الأزمة شديدة وقوية لأن فشل الوساطة سيؤدى إلى عدم استقرار المنطقة، وعلينا أن نقوم بحساب التكلفة والعائد، ونرى إذا كان استمرار الأزمة يؤدى إلى إرباك الوضع فى المنطقة».

فى الوقت ذاته، يسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حليف قطر، لتقديم نفسه كوسيط لحل الأزمة، حيث أعلن المتحدث باسمه إبراهيم كالين، فى بيان، أن «أردوغان باشر جهوداً دبلوماسية لحل الخلاف بين الأصدقاء والأشقاء بروح شهر رمضان الفضيل». وتابع أن «تركيا مستعدة لتحمل مسئولياتها فى الأيام والأسابيع المقبلة»، لتسهيل التوصل إلى تسوية. ولم تكن تركيا وحدها التى عرضت الوساطة، حيث عرض السودان بذل جهود تهدئة ومصالحة لحل الأزمة الخطيرة بين قطر، وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن، التى قطعت علاقاتها مع الدوحة. وقالت وزارة الخارجية السودانية، فى بيان، إنها «تعرب عن بالغ قلقها لهذا التطور المؤسف بين دول عربية شقيقة»، وتدعو «إلى تهدئة النفوس والعمل على تجاوز الخلافات».


مواضيع متعلقة