وزير الخارجية السودانى: علاقاتنا مع مصر مقدسة وحوارنا كان «صريحاً وشفافاً»

كتب: بهاء الدين عياد وأكرم سامى

وزير الخارجية السودانى: علاقاتنا مع مصر مقدسة وحوارنا كان «صريحاً وشفافاً»

وزير الخارجية السودانى: علاقاتنا مع مصر مقدسة وحوارنا كان «صريحاً وشفافاً»

اختتم وزير الخارجية السودانى، أمس، جولة جديدة من المشاورات السياسية بين البلدين بهدف التغلب على الملفات الخلافية التى ظهرت مؤخراً بالتزامن مع تكرار اتهامات الرئيس السودانى عمر البشير لمصر بدعم معارضين ومتمردين ضد حكمه، فضلاً عن قرار مجلس الوزراء السودانى مؤخراً بحظر استيراد منتجات مصرية، فيما تستقبل القاهرة اليوم وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى إطار استكمال المرحلة المتقدمة من التنسيق والتعاون التى دخلتها العلاقات بين البلدين. {left_qoute_1}

وقال وزير الخارجية سامح شكرى إنه بحث مع نظيره السودانى إبراهيم غندور فرص التعاون الاقتصادى والسياسى وتعدى كافة القيود والصعوبات التى تؤثر على مسار العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن مصر تعمل دائماً من منظور المصلحة المشتركة. وأوضح شكرى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره السودانى، أمس، أن اللقاء كانت به مكاشفة كاملة وحوار صريح اتسم بالإخاء وقادر على أن يزيل أى نوع من اللبس وسوء الفهم بين الجانبين، وتم الاتفاق على تفعيل كافة الاتفاقيات المشتركة بين القاهرة والخرطوم وأن تكون هناك مشاورات سياسية مستمرة بشكل دورى تعقد كل شهر بين الجانبين.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السودانى إبراهيم غندور أن العلاقات بين مصر والسودان مقدسة وتتسم بالإخاء، وقال «التقيت فى اجتماع مغلق مع الوزير سامح شكرى وتحدثنا فيه بالصراحة والشفافية كما يتحدث أى أخوين فى قضية مشتركة والتقيت الرئيس عبدالفتاح السيسى وسلمته رسالة من الرئيس البشير لتقوية العلاقات وحملت له بعض الانشغالات السودانية والرئيس السيسى كان صريحاً وشفافاً كالعادة.

وقال غندور «وجه السيسى بأن نستمر فى اللقاءات الثنائية كل شهر سواء فى القاهرة والخرطوم، ووجه بتفعيل كافة اللقاءات على المستوى العسكرى والأمنى وكل ما يتعلق بقضايا البلدين وناقشنا كل تفاصيل العلاقات الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية وكل مجالات التنسيق على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى.

{long_qoute_1}

ودعا الوزير السودانى الإعلاميين ليكونوا جنود خير فى العلاقات بين مصر والسودان وأن يحافظوا عليها لأن الإعلام يشكل الرأى العام ويمكن أن تمر العلاقات بسحابة صيف والعلاقات بين الشعوب هى الباقية ويصنعها الإعلام وأنا لا أخشى أن نختلف كحكومتين وأخشى أن نختلف كشعبين، فنصير مثل الزجاجة التى انكسرت فلا مجال لإصلاحها وأن يحافظ الإعلام على هذه العلاقات.

وعن الوضع فى ليبيا قال الوزير السودانى إن بلاده لديها حدود مع دول أفريقية بها إشكاليات أمنية تؤثر على الأوضاع وعرضنا تجربتنا مع إثيوبيا وتشاد مع مصر لإنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود، حيث منعت القوات مع تشاد أى عمليات تسعى لزعزعة الأمن.

وقال الوزير السودانى «إن قضية الاتهامات التى أثيرت مؤخراً لم نتراجع عنها ووضعت معلومات يجب أن تدرسها الأجهزة الأمنية والاتهامات كانت مستندة لمعلومات وليس جزافاً واللقاءات الثنائية التى وجه السيسى بعقدها يمكن أن تحل تلك الإشكاليات، وسوف تستمر المشروعات المشتركة بين الجانبين وناقشنا أن نبنى على صفحة جديدة بين البلدين والتنسيق الثنائى والإقليمى.

ومن جهة أخرى من المنتظر أن يصل عادل الجبير وزير الخارجية السعودى إلى القاهرة اليوم، وسيجرى جلسة مباحثات مهمة مع سامح شكرى وزير الخارجية.

وقال السفير سيد أبوزيد، سفير مصر الأسبق فى السعودية، لـ«الوطن»، إن جولة المشاورات المصرية - السعودية سوف تركز على العديد من القضايا الإقليمية الحيوية بهدف تنسيق المواقف بين القاهرة والرياض فى هذه الأزمات التى باتت تشهد تطورات مهمة وعلى رأسها الأزمتان السورية واليمنية، فضلاً عن دعم المساعى الأمريكية لاستئناف مفاوضات عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، مؤكداً أن القضايا الثنائية ستكون أيضاً على رأس الأولويات، مستبعداً أن يهتم وزيرا خارجية البلدين بإبداء موقف ما من تطورات الأزمة مع قطر، إلا إذا تعرضا لسؤال خلال المؤتمر الصحفى المشترك بينهما، وتابع: «مصر والسعودية أكبر بكثير من أن يجلسا معاً ويقف وزيرا خارجيتهما سوياً من أجل الحديث عن دولة مثل قطر أو الانشغال بتخبطات سياستها الخارجية».

ومن المنتظر أن يتوجه سامح شكرى إلى الجزائر للمشاركة فى الاجتماع الوزارى الثلاثى الذى يضم مصر وتونس والجزائر لمتابعة الشأن الليبى، وأخيراً يستقبل وزير خارجية فرنسا الجديد جان إيف لودريان الخميس المقبل، حسبما أفاد بيان لوزارة الخارجية.

من ناحية أخرى، أوضح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن اجتماع وزراء خارجية مصر وتونس والجزائر فى العاصمة الجزائرية يومى 5 و6 يونيو يأتى فى إطار متابعة تنفيذ آلية التنسيق الثلاثية التى طرحتها تونس، ومن المتوقع أن تشهد تلك المحادثات تناولاً عميقاً لمستقبل الأوضاع السياسية فى ليبيا وجهود لَمّ الشمل الليبى فى سبيل تجاوز العقبات التى تعيق تنفيذ اتفاق الصخيرات، وكذلك مناقشة الأوضاع الأمنية فى ليبيا وتأثيراتها السلبية على دول جوار ليبيا.


مواضيع متعلقة