الرئيس خلال مؤتمر الحوار السودانى: مصر حريصة على تكثيف التعاون المشترك.. ومستعدون لبذل كل جهد يدعم السودانيين

كتب: سماح حسن

الرئيس خلال مؤتمر الحوار السودانى: مصر حريصة على تكثيف التعاون المشترك.. ومستعدون لبذل كل جهد يدعم السودانيين

الرئيس خلال مؤتمر الحوار السودانى: مصر حريصة على تكثيف التعاون المشترك.. ومستعدون لبذل كل جهد يدعم السودانيين

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، فى الجلسة الختامية للمؤتمر العام للحوار الوطنى السودانى فى الخرطوم، التى حضرها رؤساء تشاد وأوغندا وموريتانيا، بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية وعدد من ممثلى الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

{long_qoute_1}

وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: «أود فى البداية أن أعرب عن بالغ سعادتى لوجودى بين أهلنا من أبناء السودان لأكون شاهداً على هذه المحطة الهامة فى تاريخ السودان الحديث، والتى جاءت بمبادرة كريمة من فخامة الرئيس البشير، وبعد جهد كبير بذله كافة الإخوة الأشقاء فى السودان لإجراء حوار وطنى يجمع مختلف أطياف وكيانات المجتمع السودانى، ملتفين حول زعامة قوية، ورؤية ثاقبة وهدف مشترك لإعلاء مصلحة السودان وتحقيق السلام والاستقرار فى ربوعه».

وأضاف «السيسى»: «لقد أولت مصر دوماً أهمية كبرى لعلاقتها بالسودان الشقيق، وهى الدولة الشقيقة والجارة التى تجمعنا بها حدود مشتركة، وترابط ثقافى واندماج بشرى فريد من نوعه يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ. وفى هذا الإطار تحرص مصر كل الحرص على تكثيف التعاون مع السودان والعمل على ترسيخ المصلحة المشتركة فى شتى المجالات، بما يسهم فى تعزيز مساعينا نحو التنمية والرخاء، وبما يحقق الأمن والاستقرار لشعبينا وشعوب المنطقتين العربية والأفريقية، وأود أن أعرب فى هذا السياق عن سعادتى وارتياحى لما انتهت إليه من نجاح أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التى عُقدت للمرة الأولى على المستوى الرئاسى فى القاهرة خلال الأسبوع الماضى، وصولاً إلى التوقيع على (وثيقة الشراكة الاستراتيجية) بين البلدين، وأثق فى أننا سنبنى على ذلك النجاح معاً صوب مزيد من تعميق هذا التعاون الوثيق وتوسيع حجم المصالح المشتركة بين بلدينا».

وتابع: «لقد دعمت مصر كافة الجهود التى بذلتموها لإرساء الاستقرار والسلام فى أرجاء بلدكم العزيز، وكانت مصر من أولى الدول التى رحبت بدعوتكم لإقامة حوار وطنى مجتمعى شامل يجمع كافة الأحزاب والحركات والكيانات السياسية والمجتمعية فى السودان، ويعمل على ترسيخ بنية الدولة السودانية الحديثة القائمة على مبادئ المشاركة والديمقراطية، بما يكفل الاستمرار فى حماية الحقوق والحريات، ويسهم فى تحقيق الأمن والرخاء لكافة المواطنين السودانيين».

وأضاف الرئيس السيسى: «رحبت مصر بمبادرتكم الكريمة بالتوقيع على خارطة الطريق المقدمة من آلية الوساطة الأفريقية فى مارس الماضى، وحرصكم على الاستجابة للمساعى الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى كافة أنحاء السودان، وتأكيدكم على الترحيب بفتح باب الحوار لكافة القوى والفصائل السودانية».

وأكد «السيسى»: «إننى إذ أشيد مجدداً بشجاعتكم كرجل دولة فى اتخاذ القرارات المصيرية التى يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، وإذ أنوه بالتقدير بمبادراتكم الوطنية من أجل العمل على تحقيق وحدة الصف السودانى، لأثق فى أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجدداً من حشد كل القوى المخلصة لأبناء السودان واستكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه فى إطار الحوار الوطنى من العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف جهود تطوير الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والإشراف على عملية الإصلاح الدستورى، بما يضمن تحقيق آمال الشعب السودانى فى الاستقرار والسلام».

ويطيب لى فى هذا السياق أن أنوه بالجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم السودان لاستعادة استقراره، وأن أؤكد دعم مصر التام للجهود التى تقوم بها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة الرئيس تابو مبيكى.

وأضاف «السيسى» فى كلمته: «كما أضم صوتى إلى صوت الرئيس فى دعوتكم لكافة القوى المخلصة من أبناء السودان لدعم جهودكم لإيجاد مجال سياسى أرحب ومظلة سياسية متفق عليها، يتحرك فى إطارها كل وطنى يبتغى تحقيق آمال أبناء السودان، وكذا دعوتكم لكافة الحركات للالتحاق بهذه الجهود، بما يتيح لأشقائنا السودانيين فى دارفور وفى النيل الأزرق وجنوب كردفان وفى كافة ربوع السودان أن ينعموا بالسلام والرخاء، وبحيث يكون أهل السودان جميعاً على قلب رجل واحد متجهين معاً لتحقيق ما تم التوافق عليه من إعلاء لمبادئ المواطنة، باعتبارها أساساً للحقوق والواجبات المتساوية لكل السودانيين، واحترام حقوق الإنسان وحمايتها، والفصل بين السلطات، وأن يلتف الشعب كله حول جيشه الوطنى، وبما يتيح لكل الأشقاء فى السودان أينما كانوا أن يعيشوا فى كنف وطن موحد، تعلو فيه الهُوية الوطنية السودانية على ما عداها، فى ظل استقرار سياسى واقتصادى، وفى ظل الحفاظ على الشرعية الدستورية الجامعة التى تنبع من إرادة الشعب».

وقال «السيسى»: «أود أن أشدد فى هذا السياق على استعداد مصر للقيام بكل مسعى، ولبذل كل جهد، بهدف دعم كافة السودانيين للمضىّ يداً بيد فى هذا الطريق».

واختتم «السيسى» كلمته قائلاً: «اسمحوا لى فى الختام أن أهنئكم مجدداً على هذه الخطوة الهامة فى سبيل تعزيز استقرار السودان ورخائه، وأن أؤكد لكم دعم مصر الكامل للسودان الشقيق العزيز على قلب كل مصرى، وحرصها الدائم على تحقيق السلام والتنمية والازدهار فى ربوعه».

وكان «السيسى» وصل، صباح أمس، إلى الخرطوم للمشاركة فى ختام أعمال مؤتمر الحوار الوطنى السودانى، وكان فى استقباله فى مطار الخرطوم الرئيس عمر البشير، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية. وقد عقد الرئيس فور وصوله اجتماعاً مع الرئيس عمر البشير، تم خلاله التأكيد على عمق العلاقات التى تربط بين البلدين، وأهمية متابعة نتائج اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التى عُقدت على المستوى الرئاسى لأول مرة فى القاهرة الأسبوع الماضى، من أجل الوصول بعلاقات التعاون المشترك إلى الآفاق التى تلبى طموحات الشعبين وتحقق المصلحة المشتركة للبلدين وفقاً لوثيقة الشراكة الاستراتيجية التى تم التوقيع عليها فى ختام أعمال اللجنة المشتركة. كما تمت مناقشة نتائج مؤتمر الحوار الوطنى السودانى، حيث أكد الرئيس دعم مصر ومُساندتها لكافة الجهود التى يقوم بها الرئيس عمر البشير لتعزيز وحدة الصف وتحقيق السلام والاستقرار فى كافة أنحاء السودان.


مواضيع متعلقة