حوار هادئ بالمنطق وليس بالنفاق حول إعادة ترشيح «السيسى» لدورة ثانية ومقترح البرنامج الرئاسى الثانى للرئيس

كتب: د. مجدى علام

حوار هادئ بالمنطق وليس بالنفاق حول إعادة ترشيح «السيسى» لدورة ثانية ومقترح البرنامج الرئاسى الثانى للرئيس

حوار هادئ بالمنطق وليس بالنفاق حول إعادة ترشيح «السيسى» لدورة ثانية ومقترح البرنامج الرئاسى الثانى للرئيس

لقد كتبت فى جريدة «الوطن» عدة مقالات انتقدت فيها سياسات حكومية عديدة فلا يستطيع أحد أن يعتبر مقالى هذا ضمن حلقات سلسلة نفاق للسيسى.

كان السيسى فى الدورة السابقة «رئيس الضرورة» وهو فى الدورة اللاحقة «رئيس بالضرورة»..

لم تخرج جماهير يونيو من أجل كيلو سكر وزجاجة زيت إنما خرجت حفاظاً على الدولة المصرية من الضياع والوحدة الوطنية من التمزق تستنجد بالجيش المصرى.

وإذا كانت الدورة الأولى للرئيس هى عودة الدولة وإبقاء الوحدة فإن الدورة الثانية عودة المكانة المصرية وبرنامج الأمل لمستقبلها ومشروعات العائد السريع هى الحل.

ليس حديثاً للنفاق:

هذا نداء بالعقل والمنطق وليس نفاقاً للرئيس بعد أن بدت المكانة فى الأمم المتحدة ظاهرة وبعد أن ظهر الأمل فى التنمية واضحاً فلا بد لهذا الأمل أن يستكمل برنامج عودة المكانة بعد إعادة الدولة، ووضع أساس برنامج الأمل فى الدورة الثانية بعد المشروعات القومية الكبرى فى الإسكان والزراعة والنقل والطاقة فى الدورة السابقة..

وعليه:

أولاً: مقترح برنامج الرئيس

إن البرنامج الرئاسى للرئيس يجب أن يكون هو عودة الإنسان المصرى بعد أن عادت الدولة المصرية وأولوية البشر تسبق أولوية الحجر..

1- إن صحة هذا الإنسان هى البداية والتأمين الصحى الشامل هو الحل وبطاقة التأمين فى جيب كل مواطن هى الضمان ضد عذاب المرض والدولة تتدخل مع من لا يقدر من دخل وفيما لا يقدر عليه من مرض والحوادث والطوارئ هى الأساس المجانى فإنه إنقاذ الحياة والتأمين الصحى الشامل هو ضمان الأمان ضد مفاجآت الأمراض.

2- برنامج تنمية بشرية موازٍ للتعليم المصرى يهتم بالملفات والمهارات الذكية والتكنولوجية الحديثة بعد اختفاء صورة السبّاك والمحّار والبنّاء والنجّار والكهربائى بعد أن تجاوزها الزمن وأصبح الكمبيوتر هو صورة العالم الجديد.

3- برنامج دمج الاقتصاد غير الرسمى بعد أن أجمعت كل التقارير على أنه يقارب 48% من إجمالى الاقتصاد المصرى ويشمل الأراضى والعقارات والمحاجر والبناء العشوائى والورش غير المرخصة والباعة الجائلين وتجار الخضراوات والفاكهة والحبوب وغيرها من التجارة والمهن والتصرفات التى تحتاج إلى تقنين كل نشاط من أصغر نشاط مثل عربة الفول مقابل 10 جنيهات سنوياً وتسجيل فى أسبوع واحد فقط لأى وثيقة بيع أو شراء لأى أرض زراعية، مبانٍ، صناعى مقابل نسبة 1% فقط ويتحول التسجيل إلى ضمان قرض بنكى فتتحول تلك الأصول إلى أموال سائلة فى البنوك ترفع الاحتياطى النقدى.

4- اقتصاد الخدمات: يقود اقتصاد الإمارات فى دبى موانيها وملاهيها هى نموذج اقتصاد الخدمات الذى أصبح العالم يلجأ إليه والغريب أن هذا الاقتصاد أصبح يسبق الاقتصاد التقليدى وهو ما يتطلب إعادة النظر فى التشغيل الحكومى للموانى بل وبعض المطارات والدخول فى شراكة مع الشركات الدولية مثل موانى دبى، وهو ما يعيد المناطق الحرة ومناطق التعدين واللوجيستيات إلى صدارة الاهتمام والمرشح الأول لها إقليم قناة السويس.

5- اقتصاد المعرفة: إن خدمة «واتس أب» بيعت بـ12 مليار دولار ورخصة المحمول 4 مليارات دولار والقرى الذكية مشروع عبقرى يجب أن يستمر والتعاون مع الهند فى صناعة البرمجيات وهو اقتصاد مربح وعائد سريع.

6- التصنيع الزراعى والزراعة الذكية: إن القيمة المضافة للإنتاج الزراعى تراها فى مبيعات الزهور تكسب خدمات القمح والتجفيف والتغليف والتصنيع الزراعى يرفع قيمة الطن الزراعى إلى 20 ضعفاً وهو إضافة للقيمة value chain added والزراعة الذكية (المائية والصوب والبحرية كلها اقتصاد جديد لا يحتاج سوى 20% فقط من كمية الماء الحالى) وقد انتهت من العالم نظم الرى بالغمر.

7- تدوير المخلفات: ولدينا فى مصر 6 مناطق مخصصة للتدوير أدعو السيد رئيس الوزراء لتحويلها من وزارة البيئة التى فشلت فى استخدامها ورفضت مشروع فريد خميس لصناعة الأخشاب من قش الأرز وتحول هذه المناطق لوزارة الصناعة لإنشاء أول مجمعات تدوير فى مصر تخصص كلها لكل من يعمل فى هذا المجال على مستوى مصر وبحوافز حالية وإعفاءات تشجيع لهذه الصناعة التى هى مفتاح حل مشكلة النظافة.

وفى بلد عدد سكانها يقرب من 100 مليون ومخلفاتها البلدية والزراعية 80 مليون طن لا يمكن أن نعتبر المخلفات نقمة بل هى نعمة وصناعات بالكامل فى الصين تقوم على مخلفات البلاستيك والورق والخشب وهو اقتصاد صفر الموارد الخام وعائد بيئى ممتاز.

8- الطاقة الجديدة أمل مصر للتصدير والاستهلاك المحلى: من المخلفات والشمس والرياح والبحار ويجب أن يكون السخان الشمسى أرخص من الكهربائى وقريباً سيكون لكل مواطن محطة كهرباء ومحطة مياه خاصة فوق سطح بيته (ماء من بخار الماء فى السحب) وطاقة من الشمس.

9- السياحة بمفهوم جديد وتسويق جديد وأماكن جديدة: إن بحيرة ناصر وبحيرة قارون وبحيرة المنزلة وبحيرة مريوط وإدكو والبرلس وبحيرة البردويل هى مراكز جذب سياحى جديدة لو أحسنت الحكومة التعامل معها فهل ذهب منكم أحد خلف قناطر أسيوط أو إدفينا أو إدكو ليرى بحيرة رشيد (مدينة حجر رشيد نفسه) وهل لاحظ أحدكم تجربة سيوة التى أقيمت باستثمار خاص كامل دون معرفة أو تخطيط من الدولة هل يمكن تكرار التجربة وتحويل رشيد أشهر مدينة فى العالم كمنطقة جذب سياحى ورأس البر التى يلتقى فيها المالح والعذب إلى أكبر نموذج طبيعى نادر أو جبل الطور أو عيون موسى.. اخرجوا من شرم الشيخ والغردقة فمصر أكبر من ذلك مصر تعوم على مصر أخرى بالكامل آثارها تحت الأرض.

10- المشروعات الصغيرة (اصنع فى البيت ونحن نشترى منك): كانت تجربة الأسر المنتجة محاولة ناجحة لتجارب الصين فى صناعة المنازل التى عرفتها مصر من زمن فى تجفيف البلح أو عمل الجبن أو المش أو المخلل تباع فى «سوق التلات».. هل يأتى يوم قريب نرى فيه ماكينة زراير وماكينة خياطة وماكينة تغليف فى المنازل لمساعدة الشباب على زيادة الدخل وبترخيص من الحكومة رخصة نشاط مؤقت غير ملوثة بدلاً من آلاف المخازن للكلور السائل التى تملأ منازل الريف والمناطق العشوائية.

ثانيا: الطريق إلى الرئاسة الثانية من الثورة إلى الدولة وحزب الرئيس:

إن الرئيس لا يمكن له الدخول لانتخابات الرئاسة الثانية بما يسمى الظهير الشعبى.

فقد انتقلت مصر فى فترته الأولى من الثورة إلى الدولة، وإن جاز أن يكون الرئيس معتمداً على الظهير الشعبى فى زمن الثورة فإنه لا يجوز ذلك فى زمن الدولة وبعد أن أصبح لها رئيس منتخب وبرلمان منتخب ومؤسسات الدولة استعادت عافيتها فقد آن للرئيس أن يكون منتمياً لحزب أو ائتلاف برلمانى هو سنده للترشح.

حتى تعود للدولة طبيعتها كدولة مؤسسات وليس جماهير ثورة. ومرشحو الرئاسة لهم أحزابهم التى ترشحهم أو جبهات سياسية من أحزاب أو نقابات أو كتل برلمانية ذات توجه مميز عن غيرها بما يحقق شروط الرئاسة.

فإن السيسى قد قبل أن تخصم من شعبيته فى دورته الأولى بسبب القرارات الصعبة اقتصادياً.

وليس مطلوباً منه الفوز بـ80% ولكن يكفيه 60% من المؤيدين لقيادة مصر رئيساً لدولة وليس رمزاً لثورة سيظل هو رمزها ثورة يونيو.

إن هناك وثيقة أعدتها نخبة من أحسن عقول مصر هى مجموعة الـ50 الاقتصادية سنرسلها مرة أخرى للسيد الرئيس لكى يشملها برنامجه الرئاسى الذى يجب أن يطرح على الشعب مطبوعاً وموزعاً على الشباب فى كل المواقع يضيفون عليه أحلامهم وآمالهم وأفكارهم لبرنامج صناعة الأمل لعصر جديد ولجيل جديد ويستكمل بناء الإنسان المصرى الذى كاد يضيع ثقافياً ومادياً وصحياً ويريد دخلاً عاجلاً لا ينتظر مشروعات طويلة الأجل.

وختاماً حفظ الله مصر..


مواضيع متعلقة