بائعو «بولاق أبوالعلا» بعد «نزع الملكية»: البطالة ستأكلنا

كتب: محمد سعيد

بائعو «بولاق أبوالعلا» بعد «نزع الملكية»: البطالة ستأكلنا

بائعو «بولاق أبوالعلا» بعد «نزع الملكية»: البطالة ستأكلنا

بعيداً عن أصحاب المحلات والمستأجرين، أبدت مجموعة كبيرة من الشباب البائعين بالمحلات الواقعة بشارع 26 يوليو بمنطقة وسط البلد، وامتداده ببولاق أبوالعلا، غضبهم الشديد عقب قرار الهيئة القومية لمترو الأنفاق بنزع ملكية مجموعة كبيرة من المحلات بالمنطقة الواقعة بمحيط المرحلة الثالثة لمترو الأنفاق، بالإضافة إلى قرار الإدارة العامة لمرور القاهرة بإغلاق شارع 26 يوليو لمدة عام، مشيرين إلى أنهم الفئة الأكثر تضرراً من القرار الذى سيحولهم إلى عاطلين عن العمل، على حد قولهم. {left_qoute_1}

محمود محمد، 22 عاماً، يعمل فى أحد محلات امتداد شارع 26 يوليو ببولاق أبوالعلا منذ نحو 4 سنوات، يقول «محمود»: «إحنا مش أصحاب محلات، إحنا بياعين، يعنى المكان ده مكان رزقنا اللى بناكل منه عيش، لو مشينا منه هنصرف منين وفى ناس مننا كتير متجوزين وعندهم عيال؟»، ويشير «محمود» إلى أن لديه الكثير من المسئوليات والالتزامات التى تثقل كاهله، ضارباً المثل بجمعية يدفعها بشكل يومى: «المحل اللى بشتغل فيه هو مصدر رزقى الوحيد، وكنت بستنى موسم شهر رمضان والعيد كل سنة عشان دخلى يزيد ولو لشهر واحد بس إنما دلوقتى أنا فى الشارع خصوصاً أن كل المحلات اللى فى المنطقة اكتفت بالشباب والبياعين اللى عندها».

وينهى حديثه قائلاً: «هنعمل إيه إحنا دلوقتى؟ من ساعة ما عرفنا الخبر ده وإحنا بقينا ماشيين نكلم نفسنا، ده النص يوم لو قعدته فى البيت بيفرق معايا فما بالك بقى إننا هنقعد فى البيت على طول، الموضوع بالنسبة لنا صعب ومحدش حاسس بينا، وإحنا هنا بياعين كتير على الرصيف». ويتفق معه «سعودى محمد»، 27 عاماً، متزوج ولديه طفلان ويعمل بائعاً فى أحد محلات بيع الملابس بامتداد شارع 26 يوليو، منطقة بولاق أبوالعلا: «اللى بيزيد الأزمة أن الوقت ده مقدرش أروح فيه مكان تانى فى بداية الموسم، ومش هلاقى أى فرصة عمل فى مكان تانى، ولو رحت لحد بعد العيد هتبقى فترة أصلاً مفيهاش شغل، وكنا متفقين وعارفين أن الإزالة هتتم بعد عيد الأضحى والكل هنا جاب البضاعة الصيفى، فكانوا المفروض على الأقل يسيبونا نشتغل شهر رمضان».

وبنبرة سيطرت عليها خيبة الأمل يستكمل «سعودى» حديثه قائلاً: «معظمنا هنا مؤهلات عالية وبنشتغل بياعين عشان الحكومة مش بتوظف حد خلاص وملقيناش شغلانة تانية غيرها، ورضينا بيها بالرغم من إننا مش متأمّن علينا حتى»، ويرى «سعودى» أنه كان يجب توفير البديل للشباب العاملين فى المحال قبل اتخاذ ذلك القرار، حتى يضمن هؤلاء البائعون مصدر رزق آخر كتعويض لهم أيضاً مثلما حدث مع أصحاب المحلات، مشيراً إلى أن معظم البائعين فى المحال متزوجون ولديهم عائلات ينفقون عليها.

محمد أحمد، بائع فى أحد محلات «بولاق أبوالعلا»، متزوج ولديه طفلان، يقول: «إحنا كلنا هنا بقالنا سنين طويلة وأنا عن نفسى بقالى 14 سنة فى المحل ده، والمشكلة إننا داخلين على موسم رمضان وده اللى بيستناه أى بائع طول السنة، واللى بيظبط فيه حاله»، موضحاً أن التوقيت خاطئ والمهلة صغيرة، ولا يعرف ماذا سيفعل بعد ذلك، وأنه إذا ذهب إلى مكان آخر سيبدأ من الصفر، وعليه التزامات من إيجار وطعام وكهرباء ومياه، بالإضافة إلى نفقات منزله وأسرته قبل شهر رمضان. يصمت الشاب الثلاثينى، ثم يستكمل حديثه قائلاً: «هما معجّزينا ومحدش فيهم باصص لنا أصلاً، وإحنا هنا كلنا شغالين باليومية، ووصلنا لمرحلة إننا بقينا فى أوقات كتيرة مش عارفين نشتغل من كتر التفكير، ومحدش عايز يدينا حل».

 

محمد أحمد

سعودى محمد


مواضيع متعلقة