«إفيهات» الزعيم عابرة للأجيال

كتب: محمود عباس

«إفيهات» الزعيم عابرة للأجيال

«إفيهات» الزعيم عابرة للأجيال

عاماً كان فيها زعيماً للقفشات الكوميدية التى حجزت مكانها فى قلب سامعيها لا تبرحه، فلا ينسى عشاقه تلك الجملة التى لخص بها انتشار الرشوة والفساد فى مجتمعه، ولا يمر أحد بدراسته الثانوية إلا واستحضر تلك القفشة الشهيرة التى تعكس علاقة طريفة بين طالب ومدرّسه، ولا يتعارض ذلك مع ترديد المحبين لتعليقاته التى تتناسب مع مواقف كوميدية يعيشها الملايين، ليصبح «إفيه عادل إمام» ركناً أساسياً فى تشكيل «ظاهرة الزعيم».

«بلد بتاعت شهادات صحيح».. تلك هى القفشة التى أطلقها «الزعيم» فى مسرحية «أنا وهو وهى»، ليستخدمها، من بعده، من أراد.

مشكلات مجتمعية عديدة وجدت فى قفشات عادل إمام السينمائية قناة شرعية للتعبير عنها، فارتفاع أسعار السلع المصحوب بانخفاض فى مستوى المعيشة عبرت عنه قفشة «الإرهاب الإرهاب هيخلى عيشتكو هباب»، فى فيلم «الإرهاب والكباب»، وحينما يلوح فى الأفق مرتشياً يبيع مبادئه بالمال يرد عليه «مرجان أحمد مرجان» بسؤاله المتكرر: «تشرب شاى بالياسمين؟»، ولم يغفل «الزعيم» الإشارة إلى الباحثين عن الشهرة من خلال جملة «الساعة بـ5 جنيه والحسابة بتحسب» فى فيلم «عنتر شايل سيفه».

«دانا باخاف م الكلب، يطلعلى أسد؟».. وجه آخر لقفشات «الزعيم» الكوميدية قدمها من خلال مسرحية «شاهد ماشفش حاجة»، دون ارتباطها بقضية معينة، ثم يخوض رحلة «البحث عن الخُط» ليخرج منها بعبارة: «أنا الخُط خليفة الخِط»، قبل أن يكون حبيس «كاراكون فى الشارع» ويصدح مخاطباً زوجته: «أنا شربت حشيش يا سعاد».

بقاء قفشات الزعيم عادل إمام، عبر أجيال متعاقبة، أرجعه الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، لقدرة «الزعيم» على الإضحاك، بشكل تلقائى، دون أى تصنّع، موضحاً أن القفشات الشهيرة له عادة ما تمس قضايا يعانى منها المجتمع على مدار فترة طويلة، وتبسط تلك القضايا وتضع حلولاً لها فى بعض الأوقات.

«قفشات الزعيم يحفظها الملايين على مستوى الوطن العربى»، هكذا سرد «زايد»، لـ«الوطن»، جلسات جمعته مع أصدقائه بالمغرب وتونس ولبنان، والتى كان عادل إمام طرفاً أصيلاً فيها بأفلامه وقفشاته، ولم ينس ذلك الإمام الموريتانى الذى جلس يعدد مزايا «الزعيم» وما له من خفة ظل متناهية، وهذا يعود إلى تمتعه بنوع من القبول الاجتماعى لا يحظى به سوى فنانين قلائل، يتزعمهم أم كلثوم و«عبدالحليم حافظ».

إخلاص «الزعيم» لفنه كان السبب فى تعلق الكثير من الشباب به، وفقاً لأستاذ علم الاجتماع، الذى يستخدم بعض قفشات النجم عادل إمام فى محاضراته، مثل «لقد وقعنا فى الفخ» التى يستخدمها الأستاذ الجامعى لمداعبة طالب أخطأ الإجابة على أحد أسئلته.


مواضيع متعلقة