10 وجوه خالدة فى سينما «عادل إمام»

كتب: نورهان نصرالله

10 وجوه خالدة فى سينما «عادل إمام»

10 وجوه خالدة فى سينما «عادل إمام»

وجوه بسيطة تعكس متاهات الحياة وتقلباتها، نجح فى التعبير عنها بحرفية شديدة وتجول بين تفاصيلها، أصبح أقرب إلى أبطال القصص والملاحم الشعبية، عاش الجمهور معه لحظات الانتصار، وتذوق مرارة الانكسار، فكان الأقرب فى التعبير عنهم وعن همومهم، بعيداً عن بريق النجوم اللامع، فهو اقترب منهم ليس فقط بملامحه التى تشبههم ولكن بأدائه وبساطة ملامحه.

 

دسوقى أفندى

بدلة مقلمة رثة تضاف إليها وردة بلاستيكية وطربوش يلتهم رأسه الصغير، بينما علامات الضجر والضيق مرسومة بعناية على وجهه، وعلى عكس ذلك يجلس «نافش ريشه» بشكل مبالغ فيه، وكيل حمدى المحامى هى مهنته الأساسية التى تسمح له بمتابعة الأحداث التى يتورط فيها مديره وصديقه فى بعض الأحيان الأخرى، ففى بعض الأوقات يسدى له بعض النصائح، وفى غيرها يدخل بشكل يضعه فى مواقف حرجة، فهو الشاب الضئيل الذى لم يكمل تعليمه ليصبح محامياً مكتفياً بالعمل فى مكتب «حمدى»، ولكنه غير مقتنع بقدرات صاحب المكتب مما يجعله ناقماً على وضعه، ليظل مردداً طوال الوقت: «دى بلد بتاعة شهادات صحيح».

 

فارس بكر

أبرز نموذج للتناقض الإنسانى، يعبر عن شريحة كبيرة من المواطنين المسحوقين داخل الشوارع الضيقة المنسية، يعيش «فارس» على سطح إحدى البنايات الشاهقة، ولكنه يعمل فى ورشة لتصليح الأحذية، يحب زوجته ولكن يعاملها بقسوة تدفعها للانفصال عنه لتربى ابنهما الوحيد بمفردها، يحب والده ولكن علاقتهما غير مستقرة، تتوفى والدته وترحل دون أن يكلف أحد عناء إعلامه، ينسى كل ذلك بمجرد دخوله ملاعب الساحات الشعبية حين يبدأ الجمهور فى الهتاف باسمه، يترك كل الفشل والإحباط بعيداً، ويتعامل مع الكرة بمهارة تناسب «الحريف»، ولكن تتسع الهوة بين الواقع والأحلام، حتى يجبره الواقع على إسدال الستار على شغفه وحريته بمباراة أخيرة، مؤكداً أن «زمن اللعب راح».

 

أحمد فتح الباب

تدور حياته فى انتظام حركة عقارب الساعة، موظف بسيط يعمل فى وظيفتين حتى يستطيع مواجهة أعباء الحياة، وعندما يرغب فى تحويل أطفاله من مدرستهم إلى مدرسة أخرى قريبة من المنزل يصطدم بعقبات إدارية وروتينية تدور به فى دوامة كبيرة تجعله بالصدفة «إرهابى» متهماً بتفجير مجمع التحرير، قد يكون «أحمد» هو بطل الفيلم الأساسى، ولكن الأحداث تلقى الضوء على مجموعة كبيرة من النماذج الموجودة فى المجتمع تعانى من التهميش، وغيرها شخصيات تعانى من الفقر وغياب العدالة، خاصة عندما يبدأون فى الحديث عن طلباتهم وأحلامهم التى تعتبر أبسط ما يكون لا يستطيعون أن يصيغوها سوى فى العدالة والرحمة، بالإضافة إلى وجبة «كباب».

 

عرفة مشاوير

هلفوت.. شيال بسيط لا يأخذه أحد على محمل الجد، يجد نفسه أمام فرصة عمره عندما يأخذ مبلغاً مالياً مقابل قتل أحد الأشخاص باعتباره فتوة المنطقة، وتبدأ مشاجرة عنيفة عندما يعلم البلطجى ذلك، ولكن المفاجأة فى النهاية تأتى بمقتل البلطجى على يد «عرفة»، فهو الوحيد الذى يعرف حقيقة مرضه الذى أخفاه عن الجميع ليظل يحتفظ بنظرات الخوف والتبجيل لدى المحيطين به، ولكن بعد ذلك يجد «عرفة» نفسه قد تورط بشكل أكبر فى تلك القضية عندما قام رجل الأعمال بمضاعفة المبلغ حتى يقضى على منافسه وهو ما دفعه أيضاً لاحتجاز زوجته حتى يجبره على التنفيذ.

 

حسن بهلول

هو الوجه الآخر من العملة للبطل البسيط، أقرب إلى «روبن هود» الذى يحاول مواجهة الفساد برغم ظروفه الاجتماعية والمادية الصعبة فهو عاطل لا يستطيع تحمل تكاليف زواجه من خطيبته، ولكن يبدأ الاختبار الأصعب فى حياته عندما يحاول منع مجموعة من الحوادث من الوقوع، معلومات خطيرة يخبره بها صديقه الذى يعمل فى سنترال ليقرر أن يبلغ أحد الضباط بجهاز أمن الدولة، وتتكرر الواقعة أكثر من مرة ويواصل «حسن» كتمان مصدر معلوماته تحت دعوى معرفته بتلك الحوادث فى أحلامه، وعندما يتم القبض على عضو مجلس شعب يستغل حصانته لتهريب المخدرات، ولكن الواقعة تلك تجعله يفقد صديق حياته، ويؤكد أنه سيستمر بالحلم وكشف الفساد.

 

عادل عيسى

«العدالة ليها رجلين اتنين.. انتم عايزين عدالة برجل واحدة بس، قانون ساكسونيا، عايز يعمل ناس من دهب وناس من طين، الأغنياء لهم قيمة والفقراء ملهمش»، كلمات ممتزجة بنبرات ساخطة قالها الصحفى عادل عيسى الشاهد على قضية قتل اتهم فيها نجل أحد رجال الأعمال الذى يستخدم السطوة والنفوذ فى دفع التهمة بعيداً عن ابنه، فى رسم دقيق لتزاوج المال والسلطة، خاصة بعد أن تبرئ المحكمة «نشأت»، نجل رجل الأعمال الشهير، لا يجد «عادل» سوى «ساطور» يحقق به العدالة الغائبة، ويقتل نموذجاً للفساد الاجتماعى والاقتصادى فى المجتمع خلال فترة الانفتاح، وهو ما دفع الرقابة لمنع الفيلم من العرض داخل مصر وخارجها لفترة طويلة.

 

يوسف المنسى

«ساعات كتير أزهق بس مقدرش أمشى.. أنا لو زهقت أتسجن، فيه ناس كتير تزهق بس متقدرش تمشى تموت وهى زهقانة.. أنا واحد منهم»، شاب يعيش معزولاً عن العالم فى ذلك الكشك الصغير حيث يعمل عامل تحويلات تابعاً لهيئة السكة الحديد، ويكتفى بمراقبة الحياة من بعيد فى أحلام اليقظة، وعلاقته بالنساء لا تتعدى صفحات المجلات الفنية أو الأفلام المعروضة ضمن المهرجانات والتى هربت من مقص الرقيب، ولكن يجد نفسه فى تحدٍ صعب عندما تلجأ له السكرتيرة الحسناء التى يريد صاحب الشركة التى تعمل بها بيعها لأحد رجال الأعمال كشرط لإتمام صفقة ضخمة، فيقرر الثورة على «طبيعة الكون» ويساعدها على الهروب بعد ليلة عصيبة.

 

كمال عبدالصمد

بداية تقليدية تشبه مئات القصص من قبلها، طالب من أسرة متوسطة فى كلية الطب يقع فى حب زميلته ابنة تاجر المواشى فاحش الثراء، ولكن بمجرد أن يعلم والدها بذلك يرفض تلك العلاقة بسبب ظروفه المالية المتدنية مقارنة بهم، مما يدفعه إلى تلفيق تهمة رشوة إلى والد «كمال» حتى يبتعد عن طريق ابنته الوحيدة، ويواجه الطالب عدداً من الصعوبات خاصة بعد سجن والده، مما يدفعه للتغيب عن الجامعة والعمل فى أكثر من مهنة لا تناسب مستواه التعليمى، ويصل الأمر إلى المداومة على جلسات الخمر والمخدرات مع أصدقاء السوء، ولكن تتغير الأمور عندما يدخل والد حبيبته السجن، ليوافق على زواجهما، خاصة بعد عودة «كمال» للجامعة.

 

على عبدالظاهر

لا يجف لسانه من ذكر الله وفى يده يحمل سلاحاً نارياً يوجهه إلى قلوب الأبرياء بعناية شديدة، يحرص على إطالة اللحية وحف الشارب وهو يتجسس على السيدات من خلف الشباك، ظروف اجتماعية متدنية وجهل وطاعة عمياء، كلها عوامل ساهمت فى انضمام «الأخ على» إلى إحدى الجماعات المتطرفة التى تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المدنيين ورجال الشرطة، وبعد تنفيذ إحدى عمليات الاغتيال تصدمه فتاة عن طريق الخطأ وتصر على استضافته فى منزلها مع أسرتها، يجدها فرصة للاختباء من عيون الشرطة، ويبدأ مرحلة جديدة فى حياته بين أفراد تلك الأسرة، حيث يعيد النظر للحياة من زوايا جديدة بعيدة عن التطرف، قبل أن يقتل على يد أعضاء جماعته السابقة.

 

شريف خيرى

«شريف خيرى رمز الصمود».. «شريف خيرى الخاين العميل» وما بين الهتافين يقف شريف الحقيقى الذى لم يكن يوماً طرفاً فى تلك معركة التى دفعته الصدفة لها، ما بين مكتبه الفخم فى شركة البترول التى يعمل فيها بإحدى دول الخليج وبين السيدات الحسناوات قضى حياته بعيداً عن أى موقف حقيقى، وعندما يعود للقاهرة يجد الشقة المجاورة له أصبحت مقر السفارة الإسرائيلية، مما يدفعه إلى رفع دعوى مطالباً بطرد السفير من العمارة حتى ينعم بحريته بعد تضييق الإجرءات الأمنية عليه، ليتحول فى لحظات إلى بطل قومى فى عين الرأى العام، وعندما يتم تهديده بشريط فاضح من قبل العاملين فى السفارة يتحول فى نظر الجميع إلى عميل.


مواضيع متعلقة