مصر التى «تمتلك» عادل إمام!
- أم كلثوم
- الجنسية المصرية
- الشباب والرياضة
- الغناء العربى
- الفن المصرى
- القوة الاقتصادية
- القوة الناعمة
- الوطن العربى
- برج القاهرة.
- آثار
- أم كلثوم
- الجنسية المصرية
- الشباب والرياضة
- الغناء العربى
- الفن المصرى
- القوة الاقتصادية
- القوة الناعمة
- الوطن العربى
- برج القاهرة.
- آثار
ربما مر أكثر من عشرين عاماً على زيارتى الأولى لتونس الخضراء.. ولكننى لم أنس ذلك الموقف أبداً.. لقد كان القرن الماضى يلفظ أنفاسه الأخيرة.. بينما كنت طالباً فى السنوات الأخيرة بكلية الطب.. وشاءت الأقدار أن أزور تلك البلدة الجميلة المزدهرة دائماً.. ضمن وفد طلابى تابع لوزارة الشباب والرياضة.. لقد كان حواراً مع أحد الباعة فى السوق الكبير بالعاصمة.. الذى ما إن أدرك من لهجتى أننى مصرى.. فما كان به إلا أن انفرجت أساريره وهو يهتف: من مصر؟.. أنتم «تمتلكون» عادل إمام!! لقد تلفظ بها هكذا.. نعم.. نحن «نمتلك» عادل إمام.. وكأنه إحدى ثروات مصر الطبيعية.. أو أحد آثارها الشهيرة.. نعم نحن نمتلك الهرم الأكبر والأقصر وبرج القاهرة.. وعادل إمام!! لقد أمنت على سؤال البائع بالإيجاب وأنا أبتسم ابتسامة فخر.. واستمر الحوار بيننا طويلاً وقتها.. لأدرك فى نهايته أنه لا يعرف عن مصر إلا عادل إمام.. وربما السيدة الراحلة أم كلثوم.. وحسام حسن -اللاعب الشهير-.. بعد مواجهات مصرية تونسية محتقنة فى ملاعب الكرة فى ذلك الوقت!
أذكر أنه أخذ يعدد فى أدوار الفنان العبقرى فى حماس وهو يقلد أسلوبه الساخر.. ويضحك.. يضحك من قلبه وكأنه يشاهده أمامه بالفعل.. لقد طال الحوار حول أعماله المتعددة.. حتى إنه عدد أدواراً له ربما لم أكن أذكرها من الأساس.. ولكن النتيجة كانت أننى قد ابتعت كل ما كنت أبتغى منه بأسعار ممتازة.. ودون فصال تقريباً.. وكأن البائع قد نسى كل مهاراته التجارية وتفرغ لتذكر أدوار عادل إمام المتعددة.. أو أنه افترض أننى أنتمى لذلك الفنان العظيم بشكل أو بآخر لأننى أحمل الجنسية المصرية.. فأراد أن يقدم تحياته وتقديره له فى شخصى!
لقد تذكرت ذلك الموقف.. وأنا أكتشف أن ذلك النجم الأسطورة سيحتفل اليوم تحديداً.. بعيد ميلاده السابع والسبعون! تذكرت ذلك الموقف وسؤال ملح يتردد فى ذهنى.. كيف يكون بيننا تلك الثروة ولا نجيد استغلالها؟!.. كيف يغيب عن النظام نجم بهذا الحجم.. دون أن تتم الاستفادة به بالشكل الأمثل؟! كيف لا يتم استغلال قوة مصر الناعمة فى استعادة مكانة مصر فى عالمنا العربى المتشقق.. إن القوة الناعمة المتمثلة فى الفن المصرى الحقيقى لا تقل أهمية عن القوة الاقتصادية أو السياسية.. فما يمكن أن تنجح فيه دوائر السياسة فى سنوات.. ربما ينجح فيه الفنان فى سويعات قليلة.. فما زال التاريخ يذكر رحلات سيدة الغناء العربى الأوروبية من أجل التبرع للمجهود الحربى قبيل حرب ٧٣..
أكثر من خمسين عاماً أو تزيد عاشها عادل إمام فى عالم الفن.. أكثر من خمسين عاماً قدم لنا فيها مئات الأعمال التى ستظل خالدة فى وجدان الوطن العربى كله.. لقد تمكن ذلك الفنان المختلف.. أن يصنع تاريخاً كاملاً.. أن يخلق حالة من التفرد لم تتكرر فى جيله.. وربما لأجيال طويلة بعده! لقد تمكن أن يصنع لنفسه ولوطنه مكانة لم يتمكن أقرانه من أبناء جيله من صنعها.. لقد نجح فى أن يرتبط به الكثيرون.. وأن يرتبط هو بالنجاح وحده! ربما ننتهز فرصة عيد ميلاده اليوم لنشكره على تاريخه الطويل.. وأن نفكر فى الوقت نفسه فى تلك الثروة القومية التى تعيش بيننا! نحتاج أن نصوب قوتنا الناعمة فى اتجاهها الصحيح.. نحتاج أن نستغلها الاستغلال الأمثل.. أن ندرك قيمة من سحر الملايين فى الوطن العربى كله.. ورسم على وجوههم ابتسامة صافية! نحتاج جميعاً أن نتذكر ذلك البائع التونسى.. الذى ابتسم فى وجهى.. فقط لأننى من مصر.. التى «تمتلك» عادل إمام!
كل عام وأنت بخير يا زعيم!