الصنعة «وقفت»: «سعيد» من صاحب ورشة «خسران» لمُربى خيول «كسّيب»

كتب: عبدالله عويس

الصنعة «وقفت»: «سعيد» من صاحب ورشة «خسران» لمُربى خيول «كسّيب»

الصنعة «وقفت»: «سعيد» من صاحب ورشة «خسران» لمُربى خيول «كسّيب»

من شارع الإمام الشافعى بالبحيرة إلى منطقة الإمام الشافعى بالسيدة عائشة، وجهة تشابهت فى الاسم فقط، واختلفت فى كثير من التفاصيل، فبعدما كان «سعيد فجلة» صاحب ورشة صغيرة لصناعة عربات خشبية يكسب منها أرباحاً كبيرة، أصبح الرجل الأربعينى يعمل لدى أحد الأشخاص مربى خيول، بعدما أصبحت الورشة عاجزة عن تغطية نفقات أسرته.

«دخلى وأنا أُجرى، أفضل من وأنا أسطى فى الورشة، لأن الحال كان وقف»، سعيد، 45 عاماً، لم يقض منها سوى عام واحد ونصف العام فى القاهرة، والبقية كانت فى البحيرة حيث عمل صنايعى عربات الكارو، وفى فصول الصيف ينتقل الرجل للإسكندرية، يعمل ببعض الورش التى تجهز العربات المعدة لنقل بعض المصطافين داخل الإسكندرية، لكن التوك توك الذى دخل المحافظة وسحب منهم البساط، والتروسيكل الصينى الذى أغرى البعض باستخدامه دون الكارو، دفعا الرجل لترك الورشة والقدوم للقاهرة: «أنا كنت زمان كسيب والحالة حلوة ومرتاحة، لكن شوية فى شوية مبقاش حد بيعمل عربيات زى الأول، وبقى دخلى نحو 1800 جنيه»، مشيراً إلى أنها جميعاً نتيجة إصلاح بعض أعطال العربات، وليس تصنيع جديد: «مبقاش حد بيعمل جديد وبقيت أصلح العربيات وأغير لها عجل أو شحم، وده مبيجيبش همه».

{long_qoute_1}

جلسة فضفضة مع أحد العاملين بنفس كار «فجلة» انتهت إلى قرار بسفره إلى القاهرة والعمل لدى أحد أصحاب الخيول: «لقيت واحد بيقولى بتفهم فى الخيل، قلت له طبعاً، قاللى فيه واحد محتاج حد يهتم بالخيل بتاعته قصاد 3 آلاف فى الشهر»، مشيراً إلى أنه وافق على مضض، لكن المبلغ فى النهاية مثل له إغراءً كبيراً: «أنا عندى 4 عيال وبيدرسوا كلهم، لو فضلت فى البحيرة مش هقدر أصرف عليهم كويس». يبدأ الرجل يومه بإطعام الخيل التى تجر العربات وتنظيفها، والخروج ببعضها وتهويتها فى حال ما لم تخرج للعمل، مشيراً إلى أن صاحب الخيل جهز له مكاناً لإقامته ووفر له الطعام والشراب دون مقابل: «برجع للعيلة آخر كل شهر كام يوم، وربنا يعين على حملهم».


مواضيع متعلقة