الأسبوع العالمى للطلاب: «عادل بقى الأسطى عادل»

كتب: عبدالله عويس

الأسبوع العالمى للطلاب: «عادل بقى الأسطى عادل»

الأسبوع العالمى للطلاب: «عادل بقى الأسطى عادل»

لا شىء يعجبه فى مدرسته الابتدائية، الطلاب يعايرونه بالرسوب فى الصف الرابع الابتدائى، والأساتذة يوسعونه ضرباً لإجباره على المذاكرة، وأمه ووالده ينصحانه كل يوم دون جدوى لأنه حسب قوله «دماغى مش فى المذاكرة قد الشغل»، ليقرر بشكل نهائى ترك المدرسة للعمل فى ورشة سيارات، حالة من بين آلاف الحالات الأخرى لظاهرة التسرب من التعليم الأساسى التى بلغت 320 ألف حالة عام 2015 حسب منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، لكن الأغرب هو توقيت «عادل» الذى تصادف مع الأسبوع العالمى للطلاب.

{long_qoute_1}

بيدين صغيرتين، يحمل عادل أحمد أدوات العمل إلى جوار «الأسطى محمد»، مرتدياً فانلة برتقالية بالية وبنطالاً رصاصياً رثاً، فيما اتسخ وجهه الأبيض ببعض الشحم الذى يغطى يديه، يؤدى عمله بمهارة يشيد بها صاحب الورشة، يساعده فى ذلك عمله خلال فترات الإجازة المدرسية على مدار عامين ماضيين قبل أن يتخذ قراره: «أنا ماليش فى الدراسة قد ما ليا فى الشغل، بحبه وشاطر فيه وبفهمه بسرعة ومحدش هنا بيضربنى»، قالها الصغير الذى أوضح أنه لا يستطيع القراءة ولا الكتابة، رغم اجتيازه ثلاثة صفوف دراسية قبل أن يرسب فى الصف الرابع الابتدائى بمدرسة عين الصيرة الابتدائية، لم يكن سقوطه السبب وراء قرار عدم استكمال تعليمه، لكن كماً كبيراً من الغضب تجاه مدرسته، وربما تجاه المنظومة التعليمية بأكملها: «الأساتذة كانوا بيجيبولنا ورق ننقل منه وننجح، يعنى كله غش فى غش، هنضحك على نفسنا؟»، لم تكن ظاهرة الغش تحت إشراف الأساتذة وحدها التى أفقدته قيمة التعليم، لكن مشكلات أخرى كثيرة: «المعاملة وحشة فى المدرسة، وبيضربونا ويهينونا، أنا فى الورشة الأسطى بيحترمنا أكتر من المدرس فى الفصل، وحاسس إنى بعمل حاجة مفيدة».

فى صباح يوم طبيعى، أخبر «عادل» والده بأنه يرغب فى التفرغ للعمل بورشة الميكانيكا الموجودة فى شارع أبى سيفين بمصر القديمة، لكن والده رفض الأمر فى بادئ الأمر، حتى تراجع واستجاب: «لاقانى متمسك بمواقفى فوافق، وبكرة هكون ميكانيكى شاطر أحسن من طالب فاشل».


مواضيع متعلقة