بروفايل| ثريا حلمي.. "نص المونولوج الحلو"

بروفايل| ثريا حلمي.. "نص المونولوج الحلو"
- أول سفيرة
- إسماعيل ياسين
- الجنس الناعم
- الشرق الأوسط
- عيد ميلاد
- قصة قصيرة
- قضايا المرأة
- نجوم الغناء
- آباء
- أبو السعود
- أول سفيرة
- إسماعيل ياسين
- الجنس الناعم
- الشرق الأوسط
- عيد ميلاد
- قصة قصيرة
- قضايا المرأة
- نجوم الغناء
- آباء
- أبو السعود
تقف على المسرح لتبدأ فقرتها التي تتوسط ألمع نجوم الغناء، ترتسم على وجهها ابتسامة تنتقل تدريجيًا إلى وجوه كل من يحضر فنها، ويقتر من صوتها بهجة تتناسب مع نوبة ضحك منبعثة من كلمات أغنياتها، ولا ينسى جسدها أن يتراقص يمينًا ويسارًا، ليؤدي دوره في مونولوج غنائي مكتمل الأركان، لتحجز "ثريا حلمي" مكانها كأول سفيرة لـ"الجنس الناعم" بين مبدعي ذلك الفن، الذي يوجه نقدًا بناءً لسلوك خاطئ تفشى داخل المجتمع.
التمرج نسج خيوطه على نفس تلك الطفلة الصعيدية، التي ثارت على عاداتها منذ سن صغيرة، فابنة "مغاغة"، المينياوية، قررت أن تنمي بذرة فنية انغرست في نفسها دون إرادتها، ولم تخش أن تكون الفتاة الوحيدة التي تقتحم فن "المونولوج"، وتثبت وجودها في أوج نجومية "إسماعيل ياسين" و"شكوكو" و"سيد سليمان"، لدرجة إطلاق مجلة "العروسة والفن السينمائى"، لقب أصغر مونولوجست في الشرق الأوسط على "الطفلة ثريا حلمي"، مع نشر صورة لها كي يحفظ القراء ملامح وجهها.
النجاح الحقيقي الذي حققته "ثريا حلمي"، المولودة في 23 سبتمبر عام 1923، كان في أدائها لأكثر من 300 مونولوج غنائي، لا يخلو أحدهم من رسالة مغلفة بإطار كوميدي، فحينًا تحكي، في مونولوج أسمته "إدي العيش لخبازه"، عن مصريات يتخذن من جاراتهن طبيبات يصفن أدوية وهمية تزيد علة الأطفال إذا مرضوا، وآخر تسخر فيه من آباء يصرخون من كثرة مصروفاتهم، بعدما ملأوا البيت أطفالًا لا عدد لهم، ثم تلقي بالعيب في وجه ذلك العجوز المتصابي الذي يبحث عن مراهقة باسم الحب.
قضايا المرأة كانت الشغل الشاغل لتلك السيدة، التي خطت أعتاب المسرح عبر مشكلات فتيات بلادها البريئات وأحلامهن، فهي من ارتدت ثوب الفتاة الحالمة بعش صغير يجمعها مع زوجها خلال فيلم "أخيرًا إتجوزت"، ثم تعبر عن حيرة من تبحث عن نصفها الآخر دون جدوى في فيلم "العريس الخامس"، قبل أن تعلي الصوت بما يحفظ للمرأة ماء وجهها من خلال أفلام "الستات مايعرفوش يكدبوا" و"الستات عفاريت".
خيال "ثريا حلمي" كان سلاحها، هذه المرة، لصنع شيء جديد يخلّد سيرتها، فهي من استغلت صالون منزلها، لتصنع منها مسرحًا تقف على خشبته تؤدي دور "العروس"، يعاونها صديقها الممثل "صفا الجميل" الذي يرتدي، اليوم، بزّة عريسها، وتستعين بـ"دولت أبيض" التي تظهر في دور "أم العروسة"، لتصنع، في النهاية، قصة قصيرة حملت عنوان "عريس الغفلة".
من تستخدم صوتها في تقليد "ولاد البلد" الجالسين على المقاهي وسط نكاتهم، لا يصعب عليها أن تكون أول "مسحراتي حريمي" في تاريخ الفن المصري، فهي من أمسكت بطبلتها وعصاها لتوقظ كل نائم ينتوي الصيام، تنصحه بالاستغفار وتمنيه بسحور يشبع حرمانه، قبل أن توصيه بعدم طرد محروم يطرق بابه سائلًا العون في أيام رمضان الكريمة.
لـ"ثريا حلمي" مع "إسماعيل ياسين" حكايات سطرها "المونولوج"، فها هو يقيم لها احتفالًا صاخبًا من خلال مونولوج بعنوان "عيد ميلاد سعيد"، ثم تداعبه مذكرة إياه بصفات حميدة دفعتها للإعجاب به، غير أن الواقع لم يتركهم ينعمان طويلًا بإبداعاتهما، بعدما انتشرت شائعات عن نية "أبوضحكة جنان" في الزواج من "ثريا حلمي" بعد عشرات الأعمال التي جمعتهما.
القدر أتاح لـ"ثريا حلمي"، الراحلة في 12 أغسطس عام 1994، أن ترى بداية النهاية لفن "المونولوج" مع بداية السبعينيات، ارتأت عزوف المؤلفين عن كتابته وتقليلهم من أهميته، عاتبتهم، برقة، مذكرة إياهم، خلال لقاء تليفزيوني، أن "بيرم التونسي" و"بديع خيري" و"أبو السعود الإبياري" أبدعوا في تأليف "المونولوج"، ورجتهم أن يهتموا بذلك الفن، لأنه يرثي قاعدة أو يحقق هدفًا تفشل الأغنية التقليدية في إنجازه.