بروفايل| محمود شكوكو.. نجار العرائس "الناصح"

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| محمود شكوكو.. نجار العرائس "الناصح"

بروفايل| محمود شكوكو.. نجار العرائس "الناصح"

لم تفارقه البدلة الزرقاء، منذ خطا أولى خطواته في طريق ارتضاه لنفسه، رغما عن رغبة والده، ولم يتخل عنها إلا بعد دخوله مرحلة جديدة، ارتدى فيها "الجلباب" و"الطاقية المميزة"، ثم أكملت عصاه المشهد، الذي اشتُهر به الفنان محمود شكوكو، الذي خلط بين مهنة والده وعشقه للفن، وأخرج منهما فنًا أبدع فيه.

محمود شكوكو.. اسم لم يتخل عنه صاحبه المولود في 1 مايو 1912، وحين طلب الفنان حسين المليجي منه أن يخلع سنته الذهب خلعها، لكنه لم يخلع اسمه، وأصبح "شكوكو" النموذج الأمثل لنجم السينما الذي صنعه جمهور ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الطبقات الشعبية هي الفئة السائدة في جمهور السينما، بحكم تمركز القدرة الشرائية في أيديهم بفعل التغيرات، التي أحدثتها الحرب على المستويين الاجتماعي والاقتصادي قبل السياسي.

كان طبيعيا أن يبحث جمهور الطبقة الشعبية عمن يمثلهم تمثيلا حقيقيا على شاشة السينما، كانوا يريدون بطلا شعبيا حقيقيا، بعيدا عن طيبة وسلبية إسماعيل يس، وسذاجة حسن فايق وسعيد أبوبكر، وليس بالضرورة أن يكون معلما مثل عبدالفتاح القصري أو حتى زكي رستم، أرادوا بطلا بسيطا مثلهم، يتسم بالرجولة والشهامة والجدعنة والفهلوة إذا لزم الأمر، كانوا يريدون بطلا من الممكن أن يكون "مكوجيا" أو أسطى نجار مثلا، فهل هناك من هو أنسب من محمود شكوكو لهذه المهمة، بكل ما تسبقه من خبرة حياتية وشهرة فائقة، حققها في عالم "المونولوج"، بحسب ما أفردت عنه أكاديمية الفنون.

"نجار ناصح"، هكذا وصف شكوكو نفسه لتمرسه في مهنة والده وأجداده، وأصبح شكوكو من أشهر الدمى التي يقبل الأطفال على شرائها في الخمسينيات والستينيات، فكان كأنه محاكاة حية لشخصية الأراجوز، فدمج بين صنعته الموروثة عن أبيه، وحبه للفن، حتى أنه كان يصنع العرائس التي ظهر معها على المسرح في ورشته الخاصة.

تخلى شكوكو عن البدلة الزرقاء التي كان يرتديها عند مشاركته في الأفراح، وارتدى الجلباب، بعد أن صنع له الملحن أحمد المسيري مونولوج "وردة عليك.. فل عليك"، والتي كانت تتطلب ذلك المظهر، لكن لم يمسك وقتها بـ"عصاه" لإمساكه بـ"الورد" فلم يكن بحاجة لها، حتى طُلب منه تأدية مونولوج يظهر فيه بشخصية "فتوة"، ومن هنا ظهرت العصا التي أكمل بها مونولوجاته الشهيرة، ليكتمل المشهد الشعبي.

وأيا كانت التوليفة أو الوجبة، فإن شكوكو كان طبقا شهيا ومطلوبا على مائدة مشاهدي سينما تلك الفترة، كما رصدت له أكاديمية الفنون، فأخلص لشخصية ابن البلد الجدع التي لم يمثل غيرها تقريبا، سواء كان بطلا أو ممثلا مساعدا، وسواء كان ابن الحارة الشعبية في "شباك حبيبي" لعباس كامل من العام 1951، أو خادما في منزل عماد حمدي في "ست البيت" لأحمد كامل مرسي من العام 1949، أو صديقا مخلصا لفريد شوقي في "الأسطى حسن" لصلاح أبوسيف من العام 1952، أو مساعدا في عيادة الطبيب البيطري عبدالعزيز محمود في "خد الجميل" لعباس كامل من العام 1951، أو عاملا في مخبز بلدي في "بائعة الخبز" لحسن الإمام من العام 1953، أو حتى ثنائيا ناجحا مع إسماعيل ياسين كما في أفلام "قلبي دليلي، عنبر، وليلة العيد" وغيرها.


مواضيع متعلقة