بروفايل| محمود مرسي.. الفنان الفيلسوف

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| محمود مرسي.. الفنان الفيلسوف

بروفايل| محمود مرسي.. الفنان الفيلسوف

أحب المعرفة وولع بالعلم في كل صوره، ودرس الفلسفة فازداد شغفا، جمع لأطراف الثقافات العالمية متعمقا ومتمرسا بها، وصب جمَّ أفكاره في أدوارٍ جاءها عملاقا متمكنا، وصبغ قدرته الفلسفية عليها، لذا كان محمود مرسي ممثلا فيلسوفا.

محمود مرسي، درس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ولتعامله مع الفن على أنه علم في المقام الأول، اتجه إلى دراسة الإخراج السينمائي في باريس، وقضى هناك 5 أعوام كاملة، ثم عمل في لندن في هيئة الإذاعة البريطانية، حتى وقع العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956 فاستقال وعاد إلى مصر.

"بدأ حياته بالإخراج، وكأنه وجد نفسه علي حين فجأة يعاني من أن أفكاره في تكوين الصورة لا تجد من ينفذها على نحو ما يحلم، أو على نحو ما يشتهي، فآثر أن يفعل الأمر بنفسه وأن يمثّل،‏ وهكذا بدأ محمود مرسي ممثلا عملاقا متمكنا قادرا على أن ينقل الخلجات وأن يصور السكنات وأن ينطق الإيماءات وأن يحرّك الجمادات".. كما قال عنه الدكتور محمد الجوادي، عضو مجمع اللغة العربية.‏

في الاحتفال بمئوية السينما العالمية في العام 1996، اختار سينمائيون 6 أفلام، كان بطلها محمود مرسي، ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، طبعت أغلبها بالطابع الفلسفي، مثل "السمان والخريف، شيء من الخوف، أغنية على الممر، زوجتي والكلب، ليل وقضبان، وأبناء الصمت".

"مونولجات طويلة" جاءت على لسانه، بعد أن ضمنها مؤلفي الأعمال الدرامية بخاصة له، لقدرته على تأديتها بشكل متقن ومتمكن ومتفرد، مثلما فعل في مسلسل "أبوالعلا البشري"، وستعجز المشاهد التصويرية عن التعبير عنها مثلما سيفعل هو.

كان مرسي بطلا لعدد من المسلسلات التلفزيونية، بينها "زينب والعرش، الرجل والحصان، عصفور النار، وأبوالعلا البشري"، وفي سنواته الأخيرة قدّم مسلسلات "العائلة، وبنات أفكاري، ولما التعلب فات".

في موته كان فيلسوفا أيضا، فكتب نعيه بنفسه، ذاكرا فيه أسماء أقرب الناس إليه وهم أصدقاء العمر، ثم رحل في 24 أبريل من العام 2004 عن عمر ناهز 81 عاما، بعد أن حصل على جائزة الدولة التقديرية في العام 2000 تتويجا لمشواره الفني الطويل.

وحصل على جوائز التمثيل ‏الأولى عن دوره في فيلم "الليلة الأخيرة" في مسابقة الدولة في العام 1964، وجائزة ‏أحسن ممثل في نفس المسابقة في العام 1969 عن دوره في فيلم "شيء من الخوف"، و‏تم تكريمه في مهرجان الفيلم الروائي في العام 1998، كما كرّمه مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الإذاعة والتليفزيون، وحصل أيضا على جوائز التكريم والتفوق عن عدة أعمال، منها "أغنية على الممر، السمان والخريف، والشحات"، وكرّمته وزارة الثقافة عن جهوده كأستاذ لمادة الإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية.


مواضيع متعلقة