بالفيديو| "شكوكو".. أول مسحراتي في تاريخ التليفزيون

كتب: محمود عباس

بالفيديو| "شكوكو".. أول مسحراتي في تاريخ التليفزيون

بالفيديو| "شكوكو".. أول مسحراتي في تاريخ التليفزيون

"اصحى يا نايم.. اصحى يا صايم وقول يا دايم.. اصحى ده قومك من عز نومك، ينفع ليومك.. اصحى يا صايم"، اعتاده الناس راقصا يقدم عشرات المونولوجات والإسكتشات الكوميدية، ينتقد بها كل ما رآه خاطئا، ويعالج خلاله عدد من القضايا المهمة داخل مجتمعه، وربما كان ذلك ما دفع مسؤولي التليفزيون المصري لتقديمه مرتديا جلبابه الأبيض يمسك بيده طبلة صغيرة، يتجول بين الحواري ويتفقد أوضاع العباد قبل ساعات من الصيام، ليصبح المونولوجست محمود شكوكو، هو أول مسحراتي في تاريخ التليفزيون المصري.

 

"الخير كتير، إدي الفقير عشان يبارك ربنا" حرام كمان يبات جعان وهو صايم زينا، تلك هي النصيحة الأولى التي قدمها "شكوكو" لكل من "سي مشمش، وسي أحمد"، الذي ذكرهم المسحراتي بما فعلوه في نفسهم وقت الإفطار، فقد ملأوا بطونهم بما اشتهته أنفسهم من دجاج، "آدي الفراخ متكتفة مش لاقية حتة في معدتك، والبطن أهي متستفة من كل صنف في دنيتك"، ليجيء دور شكر الله على نعمته وحمده على الخير الذي أعطاه لهم.

 

 

كعادته يصول ويجول، يزور بائع الفول الذي يستعد لتجهيز طاولة السحور لكل من مر من عباد الله راغبا في الأكل، ثم تاخذه قدماه إلى ذلك المقهى الشعبي الذي تجمع فيه الخلق ليحتسوا الشاي وما أحبوه من دخان سيحرموا منه بعد ساعات، لينقل "شكوكو" صورة عن الحارات الشعبية حينما يحين أوان التسحر.

 

الحلقات الثلاثون، التي ألفها كل من إبراهيم حسني وسيد حمد، أذاعها التليفزيون المصري في فبراير عام 1961، والذي وافق قدوم أول رمضان عقب افتتاحه، كانت سمتها الأساسية هي الكوميديا الخلاقة، التي يتخللها الأغنيات الشعبية والمقاطع التراثية التي تشتمل علي بعض النصائح لخلق الله الصائمين، فها هو "شكوكو" يمني الفقير بأخذ رزقه المنتظر، ويحذره من الضجر والضيق على ما هو فيه، "إوعا يغرك يوم أبدا بضيق المال، سبحانه ربك في لحظة يغير الأحوال".

 

الطابع الديني المعتاد كان له نصيب من حلقات المسحراتي لـ"شكوكو"، حيث كان يختتم كل حلقة له، مطالبا الصائمين بتوحيد الله، فقد حان وقت الاستغفار لرب العالمين مع قدوم ساعات الليل.

 


مواضيع متعلقة