مصر الحلوة.. «مريم وشكوكو»: «حارتنا ماتعرفش مسلم ومسيحى»

مصر الحلوة.. «مريم وشكوكو»: «حارتنا ماتعرفش مسلم ومسيحى»
على أعتاب محل صغير، داخل حارة زويلة بمصر القديمة، تجلس مريم حنا وزوجها شكوكو حبيب، يتلقطان حبات التمر الجاف من طبق جارتهما المسلمة «صابرة» ويقومان بتكسيره لمساعدتها فى إعداد مشروب الإفطار.
لم تقتصر مساعدة «شكوكو» وزوجته لجارتهما على إعداد التمر، بل إنهما يقومان بتقشير الخضار كالثوم والبصل والبطاطس، أثناء التحضير لطعام الإفطار، ويقول «شكوكو»: «حارتنا ماتعرفش مسلم ومسيحى كلنا ولاد بطن واحدة، ومساعدة مراتى لجارتها المسلمة عشان حرام تقف على حيلها وهى صايمة طول النهار».
أنوار الزينة التى تملأ الحارة لم تميز بين بيت المسلم أو القبطى، فكلاهما اشترك فى جمع المال من خلال شباب الحارة، الذى طرق كل أبواب بيوت المسلمين والمسيحيين لشراء الزينة وتعليقها أمام المنازل، احتفالاً بالشهر الكريم، ويوضح «شكوكو»: «الزينة علقناها أول يوم رمضان وقت التراويح، كان أغلب الشباب المسلم بيصلى وإخواتهم المسيحيين هما اللى علقوها»، ويضيف: «الأعياد هنا ماتعرفش ديانة، كلنا بنفرح وبنعيش روح المحبة والسلام، وزى ما بنفطر فى بيوت جيرانا المسلمين وعلى موائدهم، هما بيجولنا فى أعياد العذرا والمسيح».
لم يعرف «شكوكو» العنصرية طيلة حياته، فرغم عمله بمهنة الـ«براويز» لآيات الإنجيل، فإنه لم يرفض يوماً طلب جيرانه أو أحد من زبائنه بعمل لوحات زجاجية تحتوى على آيات قرآنية، فهو يرى أن الإنجيل والقرآن أنزلا من السماء ولا يجب التحيز لأى منهما، ويقول «شكوكو»: «فيه زباين لما بتعرف إن أنا بعمل براويز وتلاقى صورة الصليب على المحل وكمان صورة العذرا بيفتكرونى بشتغل للمسيحيين بس، لا وألف لا الرزق عمره ما بيفرق بين مسلم ولا مسيحى».