«حرس الحدود» خلال عام: ضبط أسلحة ومتفجرات بـ30 مليون جنيه.. وتدمير زراعات بانجو وحشيش بـ1.8 مليار جنيه

كتب: مروة عبدالله

«حرس الحدود» خلال عام: ضبط أسلحة ومتفجرات بـ30 مليون جنيه.. وتدمير زراعات بانجو وحشيش بـ1.8 مليار جنيه

«حرس الحدود» خلال عام: ضبط أسلحة ومتفجرات بـ30 مليون جنيه.. وتدمير زراعات بانجو وحشيش بـ1.8 مليار جنيه

قوات حرس الحدود إحدى الركائز الأساسية لتكوين الجيش المصرى لأنها «خط الدفاع الأول» لحماية مصر وسواحلها وحدودها فى جميع الاتجاهات الاستراتيجية، لتعمل على مواجهة عمليات تسلل الأفراد والهجرة غير الشرعية، والتصدى لتهريب الأسلحة والمواد المخدرة، مما يمثل دوراً مهماً فى مكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن القومى للبلاد، وحماية الاستقرار الداخلى، وتهيئة الظروف المناسبة لدفع عجلة التنمية، وتحقيق الرخاء الاقتصادى. {left_qoute_1}

وقد أعلنت القوات المسلحة، مؤخراً، عن تمكن قوات حرس الحدود فى الفترة من أول نوفمبر حتى الآن من اكتشاف وتدمير أكثر من 67 نفقاً، وبيارة وقود، وتحريز ألف و738 قطعة سلاح مختلفة الأنواع، و13 ألف طلقة، و380 كيلوجراماً من المتفجرات، لتبلغ القيمة التقديرية لتلك الأسلحة والذخائر نحو 30 مليون جنيه، جرى ضبطها خلال العام الماضى.

وفى مجال المواد المخدرة، تمكنت قوات «حرس الحدود»، بالتعاون مع باقى تشكيلات ووحدات القوات المسلحة، من منع تهريب 118 طناً من البانجو، و17 طناً من مخدر الحشيش، و32 مليون قرص مخدر، وقرابة نصف طن هيروين وكوكايين، ومداهمة زراعات للبانجو والحشيش تقدر بـ175 فداناً، وتعد قيمتها التقديرية 1.8 مليار جنيه. كما ضبطت القوات قرابة 434 قضية تسلل عبر الحدود، وعمليات هجرة غير شرعية، شملت 12 ألفاً و192 فرداً من جنسيات مختلفة. وفى مجال مكافحة تهريب الآثار، والتنقيب عن الذهب، ضبطت القوات 32 قطعة أثرية عالية القيمة، و88 جهازاً للتنقيب عن الذهب بحوزة 197 فرداً، وكذلك تم ضبط بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية والمواد البترولية المدعمة بقيمة تقدر بـ950 مليون جنيه مصرى. {left_qoute_2}

وضبطت القوات عملات مختلفة (دولار وجنيه إسترلينى وريال سعودى ودينار ليبى وجنيه سودانى) بما قيمته 2.8 مليار جنيه تقريباً.

وتختص قوات حرس الحدود، بحكم تمركزها على حدود الدولة، بعدة مهام، بعضها ذو طابع «عملياتى»، لتنظيم عملية المراقبة والاستطلاع والإنذار على حدود وسواحل الدولة، وفرض سيادة وسيطرة الدولة، ومقاومة ومنع التسلل البرى والبحرى لعناصر التخريب، والتهريب عبر حدود وسواحل الدولة.

وتقوم القوات بتأمين المسطحات المائية للبحيرات الداخلية، والبواغيز، والساحل القريب، بالتعاون مع القوات البحرية، وكذلك معاونة القطاع السياحى عبر مراقبة الأنشطة السياحية المختلفة أثناء عبورها الحدود الدولية، والمياه الإقليمية، ومتابعة رالى سباقات السيارات، والدراجات، وسباقات اليخوت، والرحلات الصحراوية بالمناطق الحدودية.

وتعاون القوات قطاعات التعدين، والزراعة، والرى، فى تأمين البعثات بالمناطق الصحراوية على الحدود البرية، وسواحل الدولة، كما تشترك مع رجال وزارة الداخلية فى القضاء على الزراعات المخدرة بشبه جزيرة سيناء.

كما تعمل على تنفيذ قانون الصيد، وتأمين، وإدارة المنافذ الحدودية غير الشرعية لحماية الثروة القومية للدولة فى المناطق التى يصعب على أجهزة الدولة الوصول إليها لتنفيذ مهامها.

وينسق رجال حرس الحدود مع إدارة «المخابرات الحربية» لإحكام السيطرة على المنافذ، لتتم عملية مراجعة أوراق الأفراد العابرين للمنافذ، والتأكد من مطابقتها للأوراق الرسمية للأفراد، وحصر الذين انتهت مدة إقامتهم من واقع الدفاتر والإبلاغ عنها، بالإضافة للتأكد من سلامة الأفراد العابرين، وأنهم غير مدرجين ضمن الأفراد المرحلين، والممنوعين من الدخول للأراضى المصرية، فضلاً عن الإبلاغ الفورى عن أى مخالفات أثناء تفتيش العربات، والبضائع العابرة من المنفذ الحدودى. وتختص قوات حرص الحدود بتأمين بعض المناطق الواقعة على قناة السويس والتى تعتبر أهم مجرى ملاحى عالمى، حيث تؤمن كوبرى السلام، والمعديات، ونفق الشهيد أحمد حمدى، حيث يحتمل تعرضها لعدائيات لتعطيل الملاحة. وفى نطاق الحدود الغربية للدولة، تؤمّن قوات حرس الحدود قرابة ألفين و500 كيلومتر، كما تؤمّن الاتجاه الجنوبى للدولة، فى ظل أعمال تستهدف استنزاف الثروات القومية للدولة عبر أعمال التنقيب عن الذهب.

وتكافح القوات أعمال التهريب، التى تسبب خسائر كبيرة يتكبدها الاقتصاد الوطنى، إضافة لرداءة تلك المنتجات، واحتمالات إصابة من يستخدمها بأمراض عديدة، حيث تفقد «البضائع المهربة» الدولة مليارات سنوياً نتيجة التهرب الجمركى. ويؤدى التهريب إلى إضعاف الصناعات المحلية، وتشريد آلاف العمال بسبب إغلاق المصانع، وزيادة مشكلة البطالة، لأن البضائع المهربة تباع بأسعار منخفضة عن المنتج الوطنى مما يؤدى لتدمير صناعته.

ويمتد تأثير تهريب البضائع غير الخالصة للرسوم الجمركية والمهربات لآثار اجتماعية، واقتصادية سلبية من شأنها المساس بالأمن القومى. وتعتبر قوات حرس الحدود من أعرق وأقدم أسلحة القوات المسلحة، حيث نشأت عام 1878، حتى ارتأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة ضرورة دمج إدارتى الحدود والسواحل فيما بينهما عام 1972، لتعمل تلك المنظومة حتى الآن نظراً لكفاءتها، وقدراتها المتعددة. وللتعرف على أوضاع قوات «حرس الحدود» عن قرب، زارت «الوطن» إحدى كتائبها فى نطاق المنطقة الغربية العسكرية، والمسئولة عن تأمين جزء كبير من حدود مصر الغربية، والتى يتفرع منها العديد من نقاط التمركز المنتشرة على طول الحدود الدولية.

بدأت الجولة منذ «نوبة الصحيان»، وانتهاءً بالتوجه للمبيت، والتى عكست جدية التدريبات التى يتلقاها الجنود سواء تدريبات بدنية أو تكتيكية، وأيضاً مدى استعداد هؤلاء الأبطال للتضحية بأنفسهم فداء لوطنهم، ليؤكد جميع الجنود شعورهم بالفخر والاعتزاز بانتمائهم إلى المؤسسة الوطنية العسكرية، ودورهم لصالح الوطن. قال جندى مقاتل رجب جمعة، أحد أبطال قوات حرس الحدود المستجدين، إنه خلال ثلاثة أشهر فقط تعلم قوة التحمل والجدية ومعنى الرجولة والفداء، ومدى تضحيتهم فى الدفاع عن أمن وسلامة الشعب المصرى ضد المخاطر والتحديات المختلفة التى يواجهونها يومياً.

وعن تفاصيل يوم فى حياة بطل حرس الحدود، يلفت جندى مقاتل عبدالعزيز محمد إلى أنه يستيقظ مع زملائه فى السادسة صباحاً مع سماع نوبة الصحيان، ثم يتم التجمع فى أرض الطابور لعمل تدريبات طابور اللياقة لمدة ساعة، بعدها يتوجهون لتناول وجبة الإفطار فى صالة الطعام «الميز»، ثم بعد ذلك يتم اصطفافهم فى أرض الطابور مرة أخرى، لتوزيع المهام عليهم، حيث يقوم كل فرد بمهمة محددة يتم التدريب عليها باستمرار بشكل يومى. وقال العريف مقاتل عماد كمال إنه يقوم بتدريب وتعليم المستجدين من أبطال قوات حرس الحدود على أساسيات الأجهزة التى يستخدمها المقاتل لتنفيذ مهام التأمين على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وكذلك تدريبهم عملياً من خلال تدريبات واقعية أثناء عمليات التفتيش والتأمين الدورية لشرح كيفية تنفيذ جميع المهام بمنتهى الدقة والسرعة سواء فى تحديد موقع الهدف أو الوصول إليه والتعامل معه. من جهته، قال نقيب مقاتل محمد عبدالمنعم، قائد سرية بقوات حرس الحدود، إنه يتم «غرس» روح الفريق الواحد داخل المقاتلين المستجدين بقوات حرس الحدود، منوهاً بأن كل أفراد قوات حرس الحدود من قيادات وضباط وصف وجنود يفدون بعضهم بعضاً فى ميدان العمل ويتعاملون مع العدائيات المختلفة بروح واحدة ليس فيها كبير أو صغير. وأضاف أن من ضمن مهام عمله «المراقبة والاستطلاع ومكافحة الإرهاب والقبض على المتسللين، بالإضافة إلى رصد تحركات مهربى المواد المخدرة والأسلحة والمواد غير الخالصة جمركياً التى تهرب».

مع أول شعاع لشمس اليوم التالى من الليلة التى قضيناها مع أبطال القوات المسلحة البواسل، وداخل إحدى نقاط الربط المهمة على الحدود الغربية، رصدت «الوطن» مدى جاهزية وقدرة قوات حرس الحدود على مراقبة وصد أى تحركات غير شرعية والتصدى لها وضبطها فى أسرع وقت وبدقة متناهية.

وأوضح الملازم أول مقاتل سعيد العزب أن مهام عمله هى تلقى البلاغات والتعامل معها بأسرع شكل ممكن وإبلاغ القيادة لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع الموقف، بالإضافة إلى تأمين عملية الاتصالات بين النقاط والدوريات المختلفة التى تقوم بتأمين الاتجاه الغربى مع ليبيا.

كما شاركت «الوطن» فى عملية «ملاحقة للمهربين عبر الحدود الغربية»، حيث وردت معلومات من قوات الاستطلاع الخاصة بإحدى نقاط المرور تفيد بوجود سيارة دفع رباعى تخترق الحدود إلى داخل البلاد، وداخل بحر الرمال المتحركة كانت تتحرك معدات قوات حرس الحدود بسرعة الريح حتى وصلت إلى الهدف أثناء تسلله إلى داخل الأراضى المصرية وحاولت إيقافه إلا أنه حاول الفرار فكان الرد بطلقات تحذيرية أجبرت سائق السيارة المستخدمة فى عملية التهريب على التوقف.


مواضيع متعلقة