أسرة تبحث عن ابنها المختفى فى ليبيا: انت فين يا مجدى؟

كتب: محمد غالب

أسرة تبحث عن ابنها المختفى فى ليبيا: انت فين يا مجدى؟

أسرة تبحث عن ابنها المختفى فى ليبيا: انت فين يا مجدى؟

لا ينقطع الأمل، يتجدد يومياً لدى الأسرة التى اختفى أحد أفرادها فى ليبيا منذ عام وثمانية أشهر، انقطعت أخبار مجدى إبراهيم متولى، الذى ترك زوجة وثلاثة أبناء وأماً تسأل عنه يومياً، تردد: «ابنى أكيد راجع، وهشوفه»، و4 أشقاء هو أكبرهم، يمر اليوم عليهم ثقيلاً وكأنه عام، يزيدهم حزناً، وألماً، ومع ذلك يزدادون أملاً.

كان «مجدى» محاسباً، لكنه منذ 25 عاماً يعمل فى مصنع بلاط فى ليبيا، اعتاد طوال هذه السنوات على قضاء إجازة قصيرة فى مصر، وسط عائلته، لكنه منذ نحو عام و8 أشهر، انقطعت زياراته إلى مصر، كما انقطعت اتصالاته، وكما يقول شقيقه «ربيع»: «قطع خالص، والله ما نعرف عنه حاجة، غير إنه كان شغال كويس فى مصنع بلاط، فى منطقة فلاح الدريبى بطرابلس، ومفيش مشاكل، وكان دايماً يروح وييجى وينزل إجازات لكن بطل خالص».

{long_qoute_1}

كانت حياة الأسرة فى مصر لا ينقصها شىء سوى «مجدى» الغائب دائماً بسبب انشغاله بعمله فى ليبيا، لكنها بعد انقطاع أخباره أصبحت تعيش هماً كبيراً، تستيقظ الأم يومياً وتقول: «أخوكم أكيد عايش، بس يمكن مكسوف عشان مش شغال، هيرجع، هنصحى الصبح فى يوم نلاقيه قدامنا».

أما أبناؤه فالكبرى «سارة»، طالبة جامعية وتعمل بجانب دراستها، والثانية «هدير» فى ثانوى عام، و«إبراهيم» الأصغر، يبلغ من العمر 10 سنوات، يحكى «ربيع»، الذى يعمل على نصبة شاى فى موقف ميكروباص بمحطة مشعل الهرم: «ولاده محطمين نفسياً وزعلانين، وأمى كبرت وتعبانة، لكن إن شاء الله كل حاجة ترجع زى ما كانت برجوع مجدى».

كان «مجدى» يصطحب زوجته معه وأولاده إلى ليبيا، لكن مع الانفلات الأمنى الذى صاحب الثورة الليبية وسقوط نظام القذافى، عادت زوجته وأبناؤه وبقى هو يعمل هناك ويعود فى إجازات قصيرة: «كان غلبان وطيب، قعدنا نتحايل عليه يستقر فى مصر، ما كانش راضى، قلت له هنا بتاكل وتشرب وهناك تاكل وتشرب، لكن اللى حصل حصل».

حاولت الأسرة التواصل مع مصريين مقيمين فى ليبيا دوى جدوى، جميعهم لا يعرفون عنه شيئاً: «مش عارفين نعمل إيه؟ آخر مرة كلمنا قال إنهم قاعدين فى مزرعة عشان فى قلق وضرب، ومش عارفين نقعد فى المصنع»، ما جعلهم يفقدون الأمل، لكن الوحيدة التى لم تفقد الأمل يوماً فى عودته هى أُمه: «تنام وتصحى على كلمة واحدة.. مجدى راجع».


مواضيع متعلقة