بروفايل: زكريا عبدالعزيز.. نجاة المستشار

كتب: الوليد إسماعيل

بروفايل: زكريا عبدالعزيز.. نجاة المستشار

بروفايل: زكريا عبدالعزيز.. نجاة المستشار

هو نفسه الطريق الذى اعتاد أن يسلكه كل يوم من مقر عمله إلى منزله، لا شىء جديد، نفس الوجوه التى اعتاد رؤيتها فى أعقاب يوم عمل طويل وشاق، ربما يشغل نفسه بمشاهدة الشارع الذى تمرق منه سيارته متبوعة بموكب الحراسة المشدد، أو ربما يسبقه خياله إلى المنزل الذى يستقر فى منطقة البنفسج بالتجمع الأول، هناك فقط يستطيع المستشار زكريا عبدالعزيز، مدير التفتيش القضائى، أن ينحّى عنه زيه الرسمى، ويقضى دقائق من حياته كأى إنسان عادى، القدر وحده هو الذى نجاه من محاولة اغتيال مساء أمس الأول، حين انفجرت على بُعد أمتار قليلة من موكبه سيارة مفخخة أخطأته تاركة له عمراً جديداً كتب له أن يحياه رغم أنف من أرادوا قتله.

دقائق قليلة فصلت بين مرور موكب مدير التفتيش القضائى، وبين انفجار السيارة فى المنطقة التى يقطن أغلبها أثرياء وتحيط تجمعاتها السكنية أسوار وحراس وخفراء، نجا المستشار كما نجا كل من كان فى المنطقة رغم شدة الانفجار الذى اخترق أسماع كل سكان المنطقة.

المستشار زكريا عبدالعزيز هو واحد من كبار قيادات النيابة العامة، فقد وضع خلال الأسابيع الماضية الحركة القضائية للعام القضائى الجديد الذى يبدأ اليوم بوصفه مديراً لإدارة التفتيش القضائى بالنيابة العامة، وكان قد شغل عدداً من المناصب القيادية بالنيابة العامة خلال السنوات الماضية، فقد انتدب للعمل بالنيابة مع تولّى النائب العام الراحل المستشار هشام بركات منصب النائب العام، وأسند له «بركات» مسئولية إدارة نيابة استئناف القاهرة، فكان المحامى العام الأول لها طوال فترة «بركات» حتى وقع حادث اغتيال الأخير بمصر الجديدة أمام منزله. خلال الأشهر التالية لاغتيال «بركات» شارك «عبدالعزيز» فى إدارة النيابة العامة لحين اختيار نائب عام جديد، حيث تولى المستشار على عمران حينها مهامه قائماً بأعمال النائب العام بوصفه أقدم نواب العموم المساعدين، وعاونه المستشار زكريا عبدالعزيز فى إدارة النيابة حتى تقرر تعيين النائب العام الحالى المستشار نبيل صادق.

مع تولى «صادق» غادر المستشار زكريا عبدالعزيز نيابة الاستئناف، وأبقى عليه النائب العام، وقرر إسناد إدارة التفتيش القضائى بالنيابة إليه، ومع نقل مبنى النيابة العامة من مقره الشهير بدار القضاء العالى بوسط القاهرة إلى المبنى الجديد بـ«الرحاب»، نقل «عبدالعزيز» مكتبه إلى هناك، قبل أن يتعرض لمحاولة الاغتيال الفاشلة.


مواضيع متعلقة