ثبات «التعريفة» يشعل غضب سائقى التاكسى: كله زاد إلا «العداد»

10:30 م | الاثنين 26 سبتمبر 2016

استوقفه أحد المواطنين، طالباً منه توصيله بسيارته «التاكسى الأبيض» من ميدان الجيزة إلى شارع الهرم، فلبى طلبه دون أن يدرى أن المشوار الذى يقطعه عادةً فى 10 دقائق سيمتد إلى ما يُقارب الساعة، بسبب الزحام المصاحب لبدء العام الدراسى، والأجرة التى يتقاضاها ستقف عند الحد نفسه، ليظل يلعن حظه واليوم الذى اشتغل فيه سائق تاكسى. رمضان مسعود، كغيره من سائقى «التاكسى الأبيض»، أعرب عن غضبه من ثبات تعريفة العداد، فى ظل ارتفاع أسعار مختلف السلع والخدمات: «العداد كان بيعمل 7 أو 8 جنيه من الجيزة للهرم، والزبون غالباً بيدفع 10 جنيه مقفولة، وبسبب الزحمة العداد زود الأجرة 3 جنيه وبقت 10، ولقيت الزبون بيدفع نفس الأجرة، رغم أنه قعد فى العربية وقت طويل، وضاعت عليا أكتر من توصيلة، ولا أقدر أفتح بقى معاه، لأن الحكومة بتلوى دراعنا بالعداد». {left_qoute_1}

تعاقب المناسبات والمواسم المختلفة، مثل العام الدراسى، الأعياد، تخلق حالة زحام شديد، يتحملها سائق التاكسى وحده، حسب «رمضان»: «سواق الميكروباص بيزود الأجرة بمزاجه، يعنى ممكن الصبح يحمّل ركاب بسعر، وبالليل بسعر تانى، ونفس الشىء مع التوك توك، لكن إحنا مجبرين نلتزم بالتعريفة، ولو قفلنا العداد الزبون إما ينزل من العربية أو يتخانق معانا.. نعمل إيه؟». حالة الغضب نفسها يشعر بها إمام محمد، سائق «تاكسى أبيض»، مؤكداً أن تعريفة العداد لا تتناسب أبداً مع الخدمة التى يُقدّمها التاكسى، ولا تتماشَى مع موجة الغلاء التى نعيشها، لكن عزاءه الوحيد أن معظم الرُكاب يدفعون أكثر من الأجرة ببعض الـ«فكة»، التى تعوض خسائره، وتعينه على المعيشة.

رغم قناعة «إمام» أن تعريفة العداد تحتاج إلى إعادة نظر، لكنه يتعاطف أيضاً مع المواطن، الذى يعانى من ارتفاع أسعار مختلف السلع، ولن يتحمّل مزيداً من الأعباء، لذلك يقترح على الحكومة بدلاً من رفع التعريفة، خفض أسعار البنزين: «يرخصوا للتاكسى تمن البنزين، أو حتى يعملوها شرائح على حسب نوع العربية».

أما «محمد الديب»، سائق تاكسى، فيرى أن ثبات سعر التعريفة يدفع السائقين إلى غلق العداد أو التلاعب فيه، الأمر الذى يرفضه بشدة: «أنا عاوز آخد حقى من الحكومة مش من الزبون، ليه أعاقب المواطن الغلبان وأضحك عليه، أو أطالبه يعوض لى خسارتى من جيبه. فين الحكومة؟ وليه مصرة تدفع الناس للممارسات الغلط.. يا تزود التعريفة يا تقلل الأسعار».