سائقو التاكسى الأسود: «خربانة.. خربانة»

كتب: الوطن

سائقو التاكسى الأسود: «خربانة.. خربانة»

سائقو التاكسى الأسود: «خربانة.. خربانة»

رحلة يومية شاقة يقطعها سائقو التاكسى الأسود يومياً بلا جدوى، حلمهم فى العثور على زبون بات حلماً صعب المنال، فنصف زبائنهم ذهبوا إلى التاكسى الأبيض والباقى ذهب إلى خدمة «أوبر» و«كريم»، وبين ضغط الاثنين على مصدر رزقهما أصبح تجولهما فى الشوارع بسيارات متهالكة ودون تكييف أشبه برحلة عذاب يخوضونها يومياً بإرادتهم.

{long_qoute_1}

فى أحد مداخل ميدان التحرير، اعتاد أشرف زكريا، سائق تاكسى أسود، أن يقف لينتظر زبوناً يشير إليه رغبةً فى توصيله، لكنه عادة ما يقف بالساعات وسط عدد من سيارات التاكسى الأبيض التى تتجوّل حوله، «مش ملاحقة عَ الشغل»، حسب وصفه، بينما يقف هو وكأنه منبوذ من الزبائن: «الناس بتبقى دايخة على تاكسى وأول ما أقرب منهم يبقوا ولا كأنهم شايفينى، مش عارف ليه الناس بتعاملنا كده».

سيارة متهالكة عبارة عن كتلة صاج سوداء، موتورها ذو صوت مرتفع وشكمانها لا يتوقف عن طرد الدخان الأسود، ربما تكون بعض الأسباب التى دفعت الزبائن إلى العزوف عن التاكسى الأسود، مما اضطر معه أصحابه إلى «التحميل بالنفر»: «ماشى فى عز الحر باتنشق على زبون، وكل ما أقف قدام حد يشاور لى بالرفض، بقيت مضطر أحمل بالنفر، محدش بيركب معايا غير كبار السن اللى مش بيفهموا فى الدفع بالعداد، يعنى بقينا زى الميكروباص وأجرتنا بقيت بجنيه وساعات بـ2 جنيه، ولو مش عاجبك وصّلنى ببلاش».

المعادى، الزمالك وجاردن سيتى، مناطق قلما يوجد فيها سائقو التاكسى الأسود، فقاطنو المناطق الراقية يفضّلون سيارات «أوبر»، حيث الخدمة الفايف ستار: «اللى معاهم تاكسى أسود قليلين دلوقتى، وأغلبهم تلاقيه عند الحسين والعتبة والموسكى.

بعد ساعات طويلة من الوقوف فى أحد شوارع الدقى، لم يجد محمد شكرى، سائق تاكسى أسود، سوى ربط رأسه بالفوطة البرتقالية اللون، التى يُنظّف بها سيارته، ليحمى رأسه من أشعة الشمس المسلطة عليها، لحين العثور على زبون: «إحنا عددنا مايتعداش 15 تاكسى فى الجيزة، الناس بتسمينا التاكسى اللى انقرض، والزبون حتى فى الإجازات لما تكون الشوارع فاضية مابيرضاش يركب معانا.


مواضيع متعلقة