حرب «التاكسى الأبيض» و«أوبر» تشتعل على «الزبون»

كتب: ميسر ياسين ونورا المحاريق وسلوى الزغبى وأحمد محمد عبدالباسط

10:20 م | الخميس 11 فبراير 2016

حرب جديدة على «الرزق» درات رحاها بين سائقى التاكسى الأبيض وسائقى «أوبر»، نظام توصيل الركاب عبر تطبيقات الهواتف الذكية، بعدما تسببت الشركة وغيرها من الشركات العاملة فى المجال نفسه فى أضرار مادية لسائقى التاكسيات بشكل عام. ورصدت «الوطن» فيديو يوثق تسليم سائقى التاكسى الأبيض 3 من سائقى «أوبر» إلى الإدارة العامة للمرور، وسط احتفال عدد كبير من السائقين، الذين احتشدوا أمام الإدارة، حاملين لافتات للتنديد بـ«أوبر»، وتطالب وزير الداخلية بالتصدى لها.

الأزمة بدأت بحيلة وضعها أصحاب التاكسى الأبيض للإيقاع بسائقى «أوبر»، ويرويها أحد السائقين قائلاً: «طلبت عربية (أوبر) باستخدام التطبيق بتاعهم، وجات لى العربية أمام الإدارة العامة للمرور، والسواق بتاعهم بعت استغاثة للشركة، فحضرت على الفور 3 سيارات تابعة لهم، وسلمناهم كلهم لإدارة المرور، وهى المفروض تتصرف وتحمى رزقنا من الشركات الكبيرة دى».. تصرف السائق وغيره لم يحرك ساكناً لدى سائقى «أوبر»، وبحسب تأكيد محمد أحمد، أحد وكلاء شركة «أوبر» فى مصر: «ولا هيحصل لهم حاجة، إحنا ماشيين بشكل قانونى، وكل سواق واخد من المكتب أمر تشغيل وتفويض اللى هو بيبقى زى عربية ليموزين وفقاً للقانون المصرى».

{long_qoute_1}

يؤكد وكيل الشركة العالمية: «الشركات دى ماشية قانونى 100%، و(أوبر) قعدت سنة فى مصر أول ما نزلت صرفت فوق الـ200 مليون دولار، ولو الشركة عارفة إنها مش هتبقى بشكل قانونى مكانتش نزلت من الأول، ودليل قانونيتها أنه نزل بعدها شركات مثل (كريم)، و(أسطى)، ومن المستحيل أن يقضى سائق الشركة ليلة واحدة فى الحجز، وبمجرد ما يطلّع أمر التفويض هيخرج على طول». يتلقى «محمد» وغيره من وكلاء الشركة العالمية رسائل تطمينية على مدار الساعة، تخبرهم بالوضع القانونى، معتبراً أن ما فعله سائقو التاكسى الأبيض «مجرد دعاية إضافية للشركة لا تخصم من رصيدنا شيئاً، بل على العكس، خصمت من رصيد التاكسى الأبيض وأثبتت جشع سائقيه، وكفاية أن نشطاء وعملاء للشركة أطلقوا صفحة على فيس بوك أعلنوا فيها دعمنا واستغناءهم عن التاكسى الأبيض».

لم تقف الشركة العالمية عند حد حماية وكلائها من مخطط سائقى التاكسى الأبيض، بل زادت عليه بعروض وتخفيضات للمستخدمين وهدايا فورية تصل إلى هواتف محمولة، وهو ما لجأت إليه شركة «كريم» أيضاً، بعروض مماثلة وخصومات للدفع الفورى وعبر البطاقات الائتمانية. «مجرد جولة فى المعركة، والهزيمة فيها لا تعنى انتهاءها»، تأكيد جاء على لسان عدد كبير من سائقى التاكسى الأبيض، ممن بدأوا البحث عن آلية قانونية تحميهم من عروض هذه الشركات وانتشارها فى مصر، وهو ما أشار إليه المستشار حسنى السيد، المحامى بالنقض والدستورية العليا، بقوله: «هذه الشركات قانونية وتعمل فى معظم دول العالم، ومشكلة سائقى التاكسى فى ظروفهم الاقتصادية ما يجعل تنظيم عملية نقل الركاب ضرورة وليست رفاهية، من خلال تشريع قانونى يوفق بين سائقى التاكسى الأبيض، وهذه الشركات، خاصة أن خدمة الشركات تعتبر مخالفة لقانون المرور والتأمين والضرائب، إذ تعمل دون ترخيص، ولكى يتم ضبط السيارات المخالفة لا بد أن يكون هناك واقعة تلبس، وذلك لن يتم إلا بإقرار الراكب بأنه استخدم السيارة الخاصة للوصول إلى المكان الذى يرغب فى الوجود فيه نظير أجر، لذلك لا يمكن تطبيق القانون على سيارات (أوبر) إلا باعتراف الراكب بأن هذه السيارة تعمل كتاكسى بالمخالفة للقانون».

لا يقتصر الخلاف بين سائقى التاكسى والشركات العالمية مثل «أوبر» على مصر فحسب، ففى باريس تدخلت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية ورجال إطفاء لفتح طريق دائرى مزدحم فى باريس فى ساعة الذروة، أمس الأول، بعد أن ألقى سائقو سيارات أجرة غاضبون من منافسة شركات خاصة مثل «أوبر»، إطارات سيارات بالطريق، وأشعلوا فيها النيران. وأظهرت لقطات مصورة لأحد أماكن احتجاج سائقى الأجرة فى غرب باريس عدداً من المحتجين يلقون إطارات من أعلى جسر على طريق دائرى، كما ظهرت إطارات تحترق، وتعطلت حركة مرور السيارات. ووفقاً لـ«رويترز» ألقت الشرطة القبض على نحو 20 شخصاً، معظمهم فى منطقة غرب العاصمة.