رامز «قلب الأسد» يكتب لـ«الوطن»: «نزلت الميدان بإعاقة.. ورجعت باتنين»

كتب: رامز عباس

 رامز «قلب الأسد» يكتب لـ«الوطن»: «نزلت الميدان بإعاقة.. ورجعت باتنين»

رامز «قلب الأسد» يكتب لـ«الوطن»: «نزلت الميدان بإعاقة.. ورجعت باتنين»

لم تبدأ ثورتى يوم الخامس والعشرين من يناير 2011 بل كانت تحركاتى أوسع بفترات كبيرة قبل هذا اليوم التاريخى الذى شهد خروجى وسط الشعب المصرى الغاضب، لم نفرق حينها بين مسلم ومسيحى وملحد، ولا بين امراة ورجل ولا بين أجيال تعودت السكوت على استبداد النظام وأجيال جديدة متعطشة للتغيير وبشكل سلمى أبهر العالم عند اندلاع الثورة العظيمة. لم نفرق حينها بين شخص ذوى إعاقة أو شخص عادى، فشعارات ثورتنا كانت «عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية». حلمى كاد يتحقق لولا خيانة بعض الفصائل المشاركة معنا فى الثورة من قوى اليمين الدينى بتحالفها مع القوى العسكرية من أجل القفز على السلطة. كان المجتمع يعترف بى كـ«أصم» له من الذكاء والأهلية والقدرات ما يؤهله للمشاركة والقيادة لو اتيحت له الفرصة المتكاملة، وكانت تحركاتى بين الثوار تثير دهشتهم لكونى أصم وسط الأحداث، حيث انطلاق الرصاص الحى والخراطيش والقنابل المسيلة للدموع من الجانب الآخر، جانب قوات الأمن المركزى. كنت أتجاوب مع تلك الدهشة بالتعبير عن ثورتى اللانهائية وإشعار من حولى أنه لا شىء ينقصنى لأكون (مناضلاً ثورياً) مثلهم، كنت أتحرك بكل فخر مستمداً الطاقة من إرادتى ومن الثوار المتحمسين لإسقاط طاغية يغالبه الغباء السياسى فلم يفهم شعبه قط على مدار 30 عاماً، كنت سعيداً أن سلسلة الاجتماعات التى عقدتها الأحزاب والقوى السياسية والوطنية والنقابات وحركات الشباب لشهر كامل من مقر هذا الحزب لمقر الحزب الآخر مناقشة منهم لما يمكن تطبيقه للحاق بالثورة التونسية. شاركت معهم متفاعلاً لوضع الخطط كـ«أول أصم فى مصر»، بينما صديقى يوسف كان أول معاق حركياً يساهم فى وضع بيانات ما قبل 25 يناير 2011 معنا، وفى عصر الثامن والعشرين من يناير اندلع الغضب فى جمعة ظللت فيها السماء ثوار مصر الشرفاء، وتجولت بينهم حاملاً شجاعتى مثلما رأيت الآخرين معى حاملين شجاعتهم تجاه طلقات الأمن المركزى، وعندما عبرت الشارع الرئيسى للمحلة الكبرى (شارع البحر) كان الآخرون ينبطحون تفادياً لهدير نيران المدرعات، بينما تحركت أنا واقفاً حتى استقبل المحجر الأيسر لعينى اليسرى عبر الحاجب طلقة مليئة بغضب رجال حبيب العادلى التى لم أفطن لاستقرارها بداخله إلا بعد عام على الثورة لتظل حتى بعد جراحة استخراجها تذكاراً ميدانياً لـ«ثورتى اللانهائية» التى كانت حلم وتطلعات نحن ذوى الإعاقة وما زالت الثورة تداعبنا بتحقيقها بأن تكون ثورتنا لانهائية ودائمة.. ثورة (أخلاقية.. علمية.. ثقافية.. معلوماتية.. تخطيطية..). إننا فقط أردناها ثورة تغيير سياسى، ولهذا فشلنا فى تثبيت دعائم الحكم المدنى المبنى على التعددية وحرية اتخاذ القرارات الجماعية، وفاز اليمين الدينى، لذلك سألتفت لتذكير الجميع بأهمية أن تكون ثورتهم لا نهاية لها مثل ثورتى: - من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. - من أجل شهداء سقطوا بجوارنا يلتمسون بصيص الضوء فى نيران الخيانة من النظام المخلوع التى غدرت بهم وهم بالميدان. - من أجل مئات من المصابين ومن تم اقتلاع أعينهم الجميلة فداء لحرية مصر. - من أجل المرأة المصرية التى شاركتنا كتفاً بكتف تنشد أن ترى صنيع تربيتها كأم وكزوجة وكأخت وكصديقة وكرفيقة نضال ثورى. - من أجل الوطن العظيم الذى نحلم به أن يكون أعظم. - من أجل الأشخاص ذوى الإعاقة المتميزين الذين نزلوا للشوارع، سلاحهم الإرادة يحرك قبل هتافاتهم كراسيهم المتحركة وعكازاتهم المهترئة وعقولهم لفهم الشفاه ومطالبات لفهم ما يدور ليشاركوا الشباب الثائر لأن بصيرتهم كانت الأقوى. - لكل هؤلاء وآخرين كانت ثورتنا وستظل لا يطفئها شىء ولن تنمحى. إنها ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.. ثورة الكرامة والإرادة الشعبية ثورة ضد الظلم أيا من كان ومن قد يكون.. ثورة لا نهائية، وهكذا كانت ثورتى.. وستظل. اخبار متعلقة طعم الحياة بـ«عملنا حاجة مفيدة للبلد» يواجه مأساة «الحكومة ما بتعملش لينا أى حاجة» * «أبوبكر»: أنقذت مصاباً بـ«500 جنيه فى الشهر» * «راندة»: «مش مهم حقى.. المهم القضية» «مصطفى»: الحكومة تصر على منحى «نصف الدرجات» «محمود»: بكل فخر.. أنا من أصحاب «الإعاقة المستديمة»