الطوابير «أنبوبة وتموين وميه عكرة»

كتب: شيرين أشرف

الطوابير «أنبوبة وتموين وميه عكرة»

الطوابير «أنبوبة وتموين وميه عكرة»

20 يوماً، انقطعت المياه عن القرية دون رجوع ولو دقيقة، واقع يقترب إلى مأساة، يعانيه أهالى قرية سبيسة بمنيا القمح بالشرقية، ورغم تكرار الشكاوى فإن شيئاً لم يحدث، ولم يكن هناك ما يسعفهم سوى حنفية مياه يتيمة يتجمع حولها أهل القرية بمشاجرات يومية، من أجل الحصول على مياهها الملوثة، ليقع الأهالى بين انقطاع المياه فى المنازل، والمياه الملوثة فى الحنفية الوحيدة بالقرية.

{long_qoute_1}

مع دقات الثامنة صباحاً، المكان يزدحم والكل يحارب بهدف الوصول إلى الحنفية، وسط إغماءات ودموع ومشاجرات، يقف يومياً يوسف الحمصى (42 عاماً) فى محاولة للدخول حتى يملأ «جركن واحد»، لكن «خناقات» الأهالى، بحسب وصفه، تمنعه.. يقول: «حالنا بقى يصعب على الكافر والله، الواحد يتخانق على عربيات ميّة الشرب الحلوة، أنبوبة مش لاقيها، تموين عدده محدود، لكن يوصل بينا الحال إننا نتخانق على ميّه معكرة وريحتها وحشة، يرضى مين ده يا ربى؟». معاناة حقيقية لا تلبث أن تنتهى، عندما تنفد آخر قطرة مياه داخل منزل «يوسف»، فيبكى أبناؤه طلباً للطعام والشراب، بينما يعجز الأب عن تحمل بكائهم الذى لا يهدأ قبل أن يهرول قاصداً المحل الأقرب من منزله، ليشترى زجاجة مياه معدنية تكفى أبناءه الـ3 بصعوبة على حد قوله: «الميّه بتاعت الحنفية الوحشة بحاول أملا منها عشان الغسيل والحمام، لكن أكيد مابشربش عيالى منها، وداخل على شهر بشترى ميّه معدنية لما مبقاش معايا فلوس بأستلف، ومش عارفين هنفضل كده لحد إمتى!»، وتابع: «أهل البلد كلها زى حالاتى، وفيه ناس أكتر منى عايشين فى بؤس، بياخدوا الميّه الوحشة من الحنفية يغلوها ويشربوها لعيالهم عشان معهمش يشتروا ميّه نظيفة». مصطفى حسين، موظف بشركة المياه التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، أكد أن المياه مقطوعة قبل 20 يوماً فى قرية «سبيسة» بسبب تغيير مواسير المياه بالقرية بأكملها بعد تعرضها للصدأ.


مواضيع متعلقة