السوق السوداء لتذاكر قطارات الصعيد: فنادق «كلوت بك» مركز نشط للمخالفين.. والطوابير تمتد عشرات الأمتار

السوق السوداء لتذاكر قطارات الصعيد: فنادق «كلوت بك» مركز نشط للمخالفين.. والطوابير تمتد عشرات الأمتار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
بنايات أثرية قديمة تظهر عليها آثار العمارة الفاخرة فى المركز من وسط العاصمة، يزدحم محيطها بالمارة والسيارات والباعة الجائلين، ولا يفصل بينها وبين محطة قطارات القاهرة سوى بضعة أمتار، عرفت قديماً بقبلة الراغبين فى سوق المتعة وفتيات الليل، وحديثاً بالسوق السوداء لتذاكر قطارات الصعيد التى تنتعش فى فترة عيدى الفطر، والأضحى نتيجة أزمة نقص التذاكر التى تتجدد من كل عام فى نفس التوقيت.
{long_qoute_1}
فى شارع «كلوت بك» بمنطقة رمسيس نظرات التوجس والترقب تسيطر على وجوه أشخاص يقفون أمام فنادق عتيدة تحولت إلى مركز نشط يقبل عليها أفراد يعرفونهم، بدا عليهم الارتباك فى تعاملاتهم، يخرجون أموالاً وبطاقات شخصية يتم تفحصها ثم يحصلون على التذاكر، وينصرفون سريعاً، خوفاً من الحملات الأمنية المتكررة.
محرر «الوطن» خاض التجربة قبل أيام من حلول عيد الفطر المبارك، لشراء تذكرة قطار إلى محافظة أسيوط بصعيد مصر من الشارع الأثير، بضعة أمتار داخل الشارع، بادرت إحدى الباعة بسؤال عن أقرب الفنادق التى تبيع تذكرة لقطار الصعيد، ولكنها رفضت نافية، وانتفضت من مقعدها قائلة: «يا بنى المباحث موجودة فى كل مكان والقصة دى انتهت من زمان»، لم تكن تلك الكلمات كافية للإقناع باقتلاع السوق السوداء من الشارع الذى يمتد من ميدان رمسيس إلى ميدان العتبة.
وبمجرد ظهور أول لافتة لفندق قديم، يصف نفسه بالخمس نجوم، ولكن يظهر عليه التواضع والإهمال بدرجة كبيرة، تصدر مشهد فى استقبال الفندق رجل عجوز، وبسؤاله عن تذكرة لقطار الصعيد رد بكلمات مقتضبة، وبصوت باتر: «معندناش تذاكر هنا شوف فى حتة تانية». {left_qoute_1}
أدخنة الشواء تتصاعد من جنبات الشارع العتيق الذى يزداد اتساعاً مع الولوج للداخل أكثر فأكثر، تظهر بين حين وآخر لافتات الفنادق القديمة، وكلها تطرح الإجابة نفسها إن مسألة بيع التذاكر انتهت منذ فترة بعيدة، وفى أحد الفنادق التى يظهر على ملامحه القدم، رغم تلك اللافتة ذات الألوان الزاهية التى تزين واجهته، لم تختلف إجابة موظف الاستقبال داخله عن سابقه، ولكن إلى جواره كان يجلس أحدهم بجلباب بنى رث، بادر قبل الرحيل قائلاً: «يا أستاذ عايز التذكرة فى قطر إيه، ولفين»، وحين أجبت رد قائلاً: «فى الإسبانى المكيف درجة ثانية بس بـ165 جنيه»، أى بزيادة تصل إلى 100 جنيه تقريباً، وحينها وافقت على الفور، ولكنه طلب أن يكون التسلم بعد الإفطار لكثرة انتشار المخبرين والمباحث بالمنطقة، وأن يكون التسليم عند مسجد الفتح.
جاءت تلك التجربة بعد قرار الدكتور جلال السعيد، وزير النقل، بحجز تذاكر القطارات بالرقم القومى كوسيلة سريعة لحل مشكلة السوق السوداء، التى تبعها بجولة على شبابيك حجز تذاكر القطارات بمحطة مصر، لمتابعة عمليات حجز التذاكر، واتخاذ كل التدابير اللازمة للالتزام بحجز أربعة مقاعد كحد أقصى لكل راكب بالرقم القومى للحد من السوق السوداء، وفرض السيطرة اللازمة على هذه الظاهرة ومنعها تماماً.
{long_qoute_2}
ولكن على الجانب الآخر من شارع رمسيس، وداخل محطة مصر، كان المشهد مغايراً لما هو عليه فى شارع كلوت بك، صفوف متراصة تبحث عن موضع قدم فى أى قطار يصل بها إلى أهلها فى الصعيد لتقضى بين أسرها وعوائلها إجازة العيد، ولكن دون جدوى، كانت أيادى العاملين فى السوق السوداء للتذاكر أسبق من أياديهم.
زحام شديد على رصيف رقم «11»، على شبابيك تذاكر قطارات الصعيد، هرج ومرج يسود المكان، العشوائية تسيطر على الطوابير الممتدة بالأمتار، مشادات بين المواطنين على أسبقية الحجز، الكل يلهث للحاق بتذكرة العيد، بعد الوقوف لساعات فى انتظار أن تحين اللحظة ويأتى دوره، البعض يفقد الأمل ويغادر مع اقتراب موعد الإفطار والبعض الآخر ما زال متمسكاً بالأمل، والبعض يختصر الأمور ويلجأ إلى السوق السوداء بعدما أعطت الوزارة الأولوية للمتجهين إلى محافظتى الأقصر وأسوان، فاضطر البعض للحصول على تذكرة كاملة لأسوان ليكون سعر التذكرة قريباً من سعر السوق السوداء.
نبيل فريد، 26 عاماً، عامل، يقيم فى محافظة أسيوط، ويضطر للسفر أسبوعياً من وإلى القاهرة لمتابعة عمله، يعانى من الوقوف فى تلك الطوابير الطويلة للبحث عن تذكرة، يقول إن «غياب النظام آفة تلك الطوابير، ولكن الكل يسعى للتزاحم للوصول لذلك الحلم صعب المنال خاصة فى الأعياد».
يضيف أن «السوق السوداء تعمل دون هوادة خاصة فى الصعيد عنها فى القاهرة: «بمكالمة تليفون دلوقتى تقدر تجيب تذكرة قطر إن شاالله قبل ما القطر ما يطلع بخمس دقايق.. المهم تدفع»، مشيراً إلى أن السوق السوداء زادت من أسعارها بشكل كبير خاصة مع اقتراب العيد «التذكرة الواحدة فيها زيادة 100 جنيه أو أكتر.. بس بتجيلك فى حال لا طوابير ولا وجع دماغ».
«فريد» يرى أنه لا تأثير يذكر للإجراءات التى اتخذها وزير النقل، بربط شراء التذكرة ببطاقة الرقم القومى، فلم تقدم ولم تؤخر فى وقف نشاط السوق السوداء التى تنشط بكثافة فى تلك الآونة: «كلها إجراءات شكلية».
ويشرح «التذاكر متاحة فى الوقت الحالى لكن فى أوقات مابيبقاش فيها تذاكر وبتكون خلصت، وبضطر أستنى القطر اللى بعده أو أركب وادفع الغرامة اللى تمنها أكبر من التذكرة وبفضل واقف كمان»، يضطر الرجل الذى يسافر أسيوط بشكل دائم لحجز تذكرة كاملة حتى محافظة أسوان، بثمن أكبر من ثمن التذكرة حتى أسيوط، بعدما أعطت السكة الحديد الأولوية للمسافرين إلى الأقصر وأسوان: «طب ما كده هى هى اللى يخلينى آجى أقف فى الطوابير والزحام ده فى رمضان ما أنا أروح أشترى التذكرة أحسن من السوق السودا مادام كده ولا كده هدفع أكتر من تمن التذكرة».
محمود عبدالحميد، 27 عاماً، يتصبب عرقاً من حرارة الشمس الحارقة، التى يقف تحت وطأتها لساعات من صباح اليوم، سعياً للحصول على تذكرة تعيده لأهله فى الأقصر، يقول «التذاكر فى المحطة قليلة للغاية، وبعد فترة قصيرة من فتح شباك التذاكر للأعياد تتوقف عمليات الحجز بدعوة إن التذاكر خلصت وهنا بقى السوق السودا تشتغل».
«عبدالحميد» يستطيع الحصول على التذكرة من الحجز الرسمى من شباك التذاكر من القاهرة، ولكن خلال العودة «مستحيل» ويضيف قائلاً: «سيبك من الكلام الرسمى بتاع المسئولين، الأقاليم ليها قانونها الخاص على شباك التذاكر لازم تحجز قبلها بفترة كبيرة»، ويؤكد «بزيادة 100 جنيه عن سعر التذكرة تستطيع الحصول على تذكرة حتى قبل القطار بـ5 دقائق هتلاقى التذكرة فى إيدك».
ويوضح أن السوق السوداء فى القاهرة تعمل «فى المستخبى»، ولكن فى الصعيد والأقاليم عمليات بيع التذاكر فى السوق السوداء «على عينك يا تاجر» وقدام الجميع، «وأنت قاعد فى بيتك معزز مكرم تجيلك التذكرة فى أى وقت، ودى أزمة التذاكر طول الوقت ولكن طبعاً الأزمة بتظهر بشكل أكبر قبل الأعياد والمناسبات».
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار
- أسبقية الحجز
- إجازة العيد
- الأقصر وأسوان
- الألوان الزاهية
- الباعة الجائلين
- الحملات الأمنية
- الدكتور جلال السعيد
- الرقم القومى
- السكة الحديد
- آثار