المعتذرون عن عدم الحج لـ«الوطن»: ارتفاع الأسعار 8 آلاف جنيه دفعنا للتنازل عن التأشيرات لـ«السياحة»

كتب: عبده أبوغنيمة

المعتذرون عن عدم الحج لـ«الوطن»: ارتفاع الأسعار 8 آلاف جنيه دفعنا للتنازل عن التأشيرات لـ«السياحة»

المعتذرون عن عدم الحج لـ«الوطن»: ارتفاع الأسعار 8 آلاف جنيه دفعنا للتنازل عن التأشيرات لـ«السياحة»

 

أجبر ارتفاع أسعار «الحج السياحى» هذا العام بنحو 8 آلاف جنيه مقارنة بأسعار العام الماضى، عدداً كبيراً من المواطنين على «التنازل» عن التأشيرات الخاصة بهم لوزارة السياحة، نظراً لعدم قدرتهم على سداد رسوم الرحلة إلى الأراضى المقدسة.

وقالت هانم سليمان محمد، 53 عاماً، مقيمة فى بورسعيد: أعمل فى وظيفة إدارية بوزارة التربية والتعليم منذ 25 عاماً، وتقدمت هذا العام لأداء فريضة الحج السياحى مستوى «الاقتصادى طيران»، وفزت والحمد لله بالقرعة إلا أن أسعار برامج الحج التى أعلنتها وزارة السياحة أصابتنى بالصدمة، لعدم قدرتى على سداد تكاليف الحج، وبعد تفكير كبير ذهبت للشهر العقارى فى بورسعيد ووقعت إقراراً بتنازلى عن التأشيرة، وأضافت «هانم» لـ«الوطن»: استعنت بقول الله تعالى «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» لتجاوز الأزمة النفسية التى ألّمت بى بعد تيقنى من عدم القدرة على دفع كلفة الحج، خاصة بعد إقرار الزيادة الجديدة فى سعر البرامج بواقع 10%، وأوضحت «هانم» أنها كانت بين أمرين «كلاهما مُر»: أن تستدين لكى تؤدى فريضة الحج، أو تنفق ما معها من مال على علاج ابنتها التى أصيبت فى حادث سير منذ 3 أعوام أثناء ذهابها لشراء أثاث الزواج من مدينة دمياط بعد انقلاب السيارة بها، ما أدى إلى إصابتها بإصابات خطيرة ما زالت تُعالج منها حتى الآن، وقد تركها العريس بعدها، مشيرة إلى أنها «استقرت على تأجيل أداء الحج وإنفاق ما معها من أموال على علاج ابنتها»، ولفتت إلى أن «الارتفاع المفاجئ فى أسعار الحج من 22 ألفاً العام الماضى، دون تذاكر الطيران، إلى 29 ألفاً و700 جنيه هذا العام، يجعل أداء الفقراء للحج أمراً عسيراً»، حسب تعبيرها. {left_qoute_1}

من جهته، قال محمد عبده المصيلحى، أحد المتنازلين عن تأشيرة الحج، «أعمل موظفاً بالدرجة الرابعة فى مديرية تموين بورسعيد، وأشتغل على تاكسى ليلاً، كعمل إضافى لزيادة دخلى، مع أنى أبلغ من العمر 54 عاماً، وقد تقدمت لأداء الفريضة هذا العام، إلا أن الارتفاع الكبير فى سعر صرف الريال السعودى مقابل الجنيه رفع تكلفة الحج أكثر من 6 آلاف جنيه عن العام الماضى، علماً بأن تكلفة أداء الفريضة ستبلغ وفق أقل التقديرات حوالى 40 ألف جنيه، ما بين سعر البرنامج والمصاريف وشراء بعض الهدايا، ومثل هذا المبلغ فوق طاقتى، ما دفعنى إلى التنازل عن التأشيرة رسمياً لوزارة السياحة».

واعتبر «المصيلحى» أن الأسعار المعلن عنها مبالغ فيها إلى حد كبير، وهى فى غير متناول البسطاء من محدودى الدخل أمثاله، حسب تعبيره، موضحاً أن راتبه الشهرى يبلغ 1450 جنيهاً، يدفع منها 450 جنيهاً إيجاراً للشقة ولديه 3 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وبالتالى فإن «ضيق ذات اليد» هو السبب الرئيسى فى عدم قدرته على أداء فريضة الحج، معرباً عن أمله فى ألا تزيد أسعار «الحج السياحى» من جديد العام المقبل، حتى يستطيع الإيفاء بتكاليف الرحلة إلى الأراضى المقدسة، إذا أصبح «حظه» أحسن من هذا الموسم.

فى المقابل، كشف مصدر مسئول فى وزارة السياحة لـ«الوطن» عن أنه «لا يجوز للشركات التى اعتذر أى من حجاجها استبدال حاج بآخر، علماً بأن التأشيرات المستردة سيتم توزيعها على جميع الشركات بالتساوى»، منوهاً إلى أن «هذه الزيادة فى أسعار الحج جاءت نتيجة للارتفاع الكبير فى سعر صرف الريال السعودى مقابل الجنيه، وهو أمر خارج عن سيطرة الوزارة، التى راعت أن تكون الزيادة ضمن الحد الأدنى مراعاة لدخول المواطنين البسطاء».

وأضاف المصدر أن «الاستبدال بين الحجاج يكون فقط فى حالات الوفاة أو الحبس، وخلافه من الأسباب القهرية، وفتح باب الاستبدال سيفتح أبواب الفساد»، وأن «مقدم الحجز المدفوع لإثبات الجدية، الذى سبق وسدده الحاج المعتذر، وهو 5 آلاف جنيه لكل متقدم، سيؤول إلى شركة السياحة المنظمة للبرنامج وليس لوزارة السياحة».


مواضيع متعلقة