"البوقالة" لعبة النساء في السهرات الرمضانية بالجزائر

كتب: آية المليجى

"البوقالة" لعبة النساء في السهرات الرمضانية بالجزائر

"البوقالة" لعبة النساء في السهرات الرمضانية بالجزائر

لا تحظى أية لعبة تسلية في الجزائر بالشعبية الكبيرة التي تحظى بها لعبة "البوقالة"، وتزداد شعبيتها كلما حل شهر رمضان المبارك.

تعود اللعبة لتحتل مكانتها وسط النسوة في سهراتهن فوق الأسطح القصبة العتيقة، فتجتمع النسوة في بيوت العاصمة الجزائر وحدها دون غيرها من المدن حول أطباق البقلاوة، واللوز، وأكواب الشاي الأخضر والقهوة، وتسترسل تلك التي تحفظ البوقالات عن ظهر قلب في تلاوة أشعارها، حسب ما نشره موقع "سكاي نيوز".

وتحرص العازبات من النساء على المداومة على لعبة البوقالة كل سهرة رمضان، إذ تجدهن يسرعن ترتيب المطبخ وإعداد الشاي الأخضر بالنعناع، وتحضير الأجواء المناسبة لهذه اللعبة رغبة منهن في التأمل خيرا من الأبيات الشعرية الرقيقة والعذبة التي تتلى على مسامعهن من عجائز ومتزوجات.

وليست هذه اللعبة التراثية، سوى أشعار شعبية جزائرية تشكل أساس ما يعرف منذ التاريخ القديم بالعاصمة الجزائر بـ"البوقالة"، وغالبا ما يكون فحواها عن الحب العفيف والحزن على فراق الأحباب والخلان والأمل بعودتهم.

وتتطلب لعبة البوقالة، تحضير الأجواء الحميمية الملائمة التي تساعد المشاركات فيها على فتح مخيلتهن وفسح خواطرهن وشرح صدورهن للفال الطيب والأمل والرجاء والحلم.

وأهم ما يميز هذه اللعبة هو ضرورة أن تعقد النساء بمقاطعها الشعرية اللطيفة المعنى، ما يسمى بـ"الفال"، ومعناه أن تعقد المرأة النية داخل قلبها بالتفكير في شخص من الأشخاص زوجا، كان أو ابنا، أو أخا بعيدا، أو أما، أو في أي من الأصفياء والأحباب بل حتى في الأعداء والخصوم، بمحاولة إسقاط معنى أبيات البوقالة الموجهة لها، على شأن الاسم الذي نوته، مع الرجاء أن يتم ذلك حقا.

ومن أساسيات "البوقالة"، أن لا تنال المرأة حظها من الأبيات الشعرية إلا بعد أن تمسك بجزء من خمارها أو تنورتها أو أي قطعة قماش أمامها وتصنع منها عقدة صغيرة مرة واحدة قبل أن تفتح هذه العقدة بعد الاستماع إلى البوقالة والكشف إن أرادت عن اسم الشخص الذي أسقطت عليه هذا الفال.

وتأخذ لعبة البوقالة تسميتها من الإناء الفخاري المعروف باسم "بوقالة"، الذي كان وما يزال يستخدم في هذه اللعبة، بعد أن يتم ملؤه بقليل من الماء يرفق بـ "الكانون" أو "النافخ" للتبخير بكل أنواع البخور من جاوي وعنبر.


مواضيع متعلقة