أخصائي في التاريخ القديم: استعادة تدمر نبأ جيد.. ويبقى تقييم الأضرار

كتب: أ ف ب

أخصائي في التاريخ القديم: استعادة تدمر نبأ جيد.. ويبقى تقييم الأضرار

أخصائي في التاريخ القديم: استعادة تدمر نبأ جيد.. ويبقى تقييم الأضرار

قال المؤرخ المتخصص في علم الآثار موريس سارتر بعد استعادة الجيش السوري لتدمر إنه "لا يمكننا إلا أن نشعر بارتياح كبير لرحيل داعش من المدينة، لكنه يخشى من أن يكشف التدقيق في الأضرار التي أصابت الموقع تدميرًا لا يمكن إصلاحه أو حصول أعمال نهب على نطاق واسع.

* ما هو تعليقكم على إعلان استعادة الجيش السوري لمدينة تدمر؟

- لا يمكننا إلا أن نشعر بالارتياح لرحيل مقاتلي داعش بما أننا كنا نتعامل مع مجموعة عنيفة جدًا كانت تخطط للتدمير المنهجي للآثار. إنه نبأ جيد للسكان وللموقع الأثري. لا لبس حول ذلك حتى وإن كانت المدينة تسقط بإيدي ديكتاتور آخر هو بشار الأسد.

* ما الأمر الأكثر إلحاحًا الآن؟

* أولًا نحتاج إلى محصلة دقيقة عن أعمال التدمير التي حصلت. لقد توجه المدير العام لدائرة الآثار مساء الأحد إلى تدمر من دمشق ليحاول تقييم الأضرار.

أعمال التدمير من نوعين: تلك المعروفة والواضحة بما أن تنظيم داعش نشر صورًا وشرائط عنها عندما فجرها مثل معبدي بل وبعل شمين وقوس النصر والأبراج السبعة، وتلك غير الواضحة كتدمير المدافن تحت الأرض وأعمال نهب الآثار.

وبالطبع سيحمل النظام السوري، "داعش" المسؤولية كاملة، لكن قسمًا من عمليات التدمير لم يقم بها تنظيم "داعش". نعلم جيدًا أن جيش بشار الأسد نهب تدمر قبل سيطرة التنظيم المتطرف عليها بوقت طويل.

ذلك أن تدمر كانت مدينة معارضة منذ عام 2011. وكان الأسد لقي صعوبة في استعادة المدينة في نهاية 2012 ومطلع 2013 والتي تعرضت بعدها للنهب. ودمرت أضرحة في المدافن جنوب شرق المدينة بعد أن كان علماء آثار يابانيون رمموها بشكل رائع في العام الفين. نملك صورًا لجنود ينهبون تماثيل من المدينة.

ما أخشاه هو أن يتم التركيز على التدمير الذي أصاب آثارًا معروفة جدًا، وهو بالطبع أمر في غاية الخطورة، وننسى الإشارة إلى أعمال النهب التي تعرضت لها المواقع الأثرية وخصوصًا نهب ما لم يكن معروفًا بعد.

وعلينا ألا ننسى بأنه لم يتم كشف الآثار إلا على مساحة تتراوح ما بين 15 إلى 20% من مساحة موقع تدمر الإجمالي، وبالتالي لا يزال هناك الكثير من الآثار غير المعروفة. كل هذه الأضرحة التي لم نكن نعلم بوجودها وتعرضت للنهب الكامل خسارة للعلم لا تعوض.

* كيف سيستفاد من المحصلة الكاملة بالأضرار التي أصابت تدمر؟

- علينا أن نرى ما يمكن استرجاعه وترميمه. شاهدت أشرطة الفيديو على "فيس بوك" نشرها صحفيون في المكان، ونرى بوضوح أن القوس الكبير الموجود على تقاطع منطقتين في الشارع الكبير والذي دمره تنظيم "داعش" بواسطة جرافة، سيعاد على الأرجح ترميمه تمامًا لنأ كل قطعه لا تزال موجودة في الموقع.


مواضيع متعلقة