كنافة وقطايف سورية من إيد «أم أحمد»: «ولا أطيب من هيك»

كتب: محمد غالب

كنافة وقطايف سورية من إيد «أم أحمد»: «ولا أطيب من هيك»

كنافة وقطايف سورية من إيد «أم أحمد»: «ولا أطيب من هيك»

وجه راضٍ لا يعرف إلا الابتسامة، على الرغم من الهموم التى تحملها صاحبته، لتبدو «فيحاء»، الشهيرة بـ«أم أحمد السورية»، قوية، راضية وهى تبيع الحلوى السورية فى شوارع الدقهلية، تتغلب على حرارة الشمس نهاراً، وتقاوم آلام قدمها طوال السير ليلاً، ثم تعود إلى منزلها لتساعد زوجها وابنها فى عمل حلوى اليوم التالى.

«يا ميت أهلاً ومرحباً، يطول عمرك ويسعدك»، كلمات تقولها «أم أحمد»، دائماً، وتردد بعدها: «الحمد لله ربنا يعيننا»، وذلك أثناء بيعها للحلوى السورية، مثل الكنافة، الجلاش، بلح الشام، قطايف، وكحك وبسكوت.

الفرق بين الحلوى السورية والمصرية، سؤال كثيراً ما يوجه إلى «أم أحمد» فتكون إجابتها: «إحنا بنحط سكر قليل أوى أوى، أما المصريون بيستخدموا شربات كتير، وطبعاً الحلوى السورى أخف، حتى مرضى السكر بياخدوا منها، ويشكروا فيها».

تحكى «أم أحمد» أنها لا تشعر بالغربة فى مصر، بسبب حب الناس ومعاملتهم الطيبة معها، فتشعر وكأنها وسط أهلها: «شعب ولا أطيب من هيك».

تعيش السيدة السورية مع ابنها «نور الدين»، وزوجها «محمد رضوان»، فى بيت صغير فى المنصورة، مكون من غرفتين، واحدة للنوم، والثانية وضعت بها أدوات الطبخ من أطباق، طعام، فرن، صاجات، ولها ابنان فى القاهرة متزوجان، أما ما يؤلمها ويحزنها، فهو أن لها 4 بنات متزوجات فى سوريا، لا تقدر على رؤيتهن منذ قدومها إلى مصر من 4 سنوات.

تحكى «أم أحمد»: «هما مايقدروش ييجوا، وكمان متجوزين ووضعهم المادى ما يسمحش ليهم ييجوا، وأنا نفسى أشوفهم، وكل اللى بتمناه إقامة فى مصر، عشان أقدر أروح أشوفهم وأرجع مصر تانى».

تعيش بنات «أم أحمد» فى مناطق متفرقة فى دمشق، وتتحدث معهن كل يومين أو ثلاثة أو أربعة، حسب قوة شبكة الإرسال فى سوريا، حيث إنها سيئة للغاية: «يبقوا على راسنا من فوق لو طلعولى إقامة فى مصر، عايزة أشوف بناتى وأرجع».

على الرغم من كل الألم الذى تحمله «أم أحمد»، إلا أنها تردد «ألف حمد لله ربنا يهون علينا، إحنا أحسن من ناس كتير، وبنعيش بالحلال».


مواضيع متعلقة