الغرف التجارية: أسعار الغذاء تتراجع فى العالم.. وترتفع فى مصر

كتب: جهاد الطويل

الغرف التجارية: أسعار الغذاء تتراجع فى العالم.. وترتفع فى مصر

الغرف التجارية: أسعار الغذاء تتراجع فى العالم.. وترتفع فى مصر

لم تسلم غالبية السلع والمنتجات الغذائية من موجة «الغلاء» التى ارتفعت أسعارها بنسبة وصلت إلى 30%، بداية من الأرز واللحوم والدواجن وصولاً إلى البقوليات، على الرغم من تراجع أسعار السلع الغذائية عالمياً، إلا أن البضائع المطروحة فى الأسواق لم تستجب لتلك الانخفاضات، وفقاً لعدد من المستثمرين، بسبب ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، ووجود مخزون استراتيجى من السلع بالأسعار القديمة.

{long_qoute_1}

ورصد التقرير الشهرى للغرفة التجارية للقاهرة، ارتفاع أسعار معظم السلع والمنتجات الغذائية خلال مايو الماضى، مقارنة بأبريل، حيث ارتفعت الحبوب والبقول 4.5% والزيوت والمسلى 1.7% والبقالة 1.6% واللحوم الحمراء 1.7% والدواجن 7.9%، والفاكهة الطازجة 6.7%، والمنظفات 3.8%، فى حين تراجعت الأسماك 3.3%، والخضر الطازجة 1.5% واستقرت الخضر المجمدة.

وأشار التقرير إلى أن «مجموعة الحبوب والبقوليات» ارتفعت الشهر الماضى عن مثيله فى 2015 بنسبة 23.8%، والزيوت 5%، والبقالة 5.6%، والأجبان والألبان والبيض 3.1%، واللحوم 14.8%، والدواجن 10.9%، والأسماك 5.8%، والفاكهة الطازجة 16% والخضر المجمدة 6.5%، والمنظفات 3.8%، فيما تراجعت الخضر الطازجة 0.8%

وشهدت الأسواق عزوف المواطنين عن شراء اللحوم والدجاج، بعد أن تجاوز كيلو اللحم البلدى 100 جنيه، فيما بلغ سعر كيلو الدجاج البلدى 28 جنيهاً، والبانيه 65.

{long_qoute_2}

وعلى الرغم من تراجع أسعار السلع الغذائية عالمياً إلا أن البضائع المطروحة فى الأسواق لم تستجب للانخفاضات العالمية، وقال يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية للجيزة، إن جميع السلع ارتفعت فى الأسواق، وفى مقدمتها الأرز، حيث تتراوح أسعاره ما بين 7 و9 جنيهات، فيما كان خلال رمضان الماضى من 4.5 جنيه إلى 6 جنيهات للمعبأ، متوقعاً انخفاض أسعاره منتصف رمضان المقبل مع دخول كميات كبيرة من الأرز الفلبينى الذى تم التعاقد عليه من قبل وزارة التموين.

وأشار «كاسب» إلى أن استقرار أسعار الزيت فى الأسواق وتوفره على البطاقات التموينية، حيث يباع بأسعار تتراوح بين 9 و13 جنيهاً حسب الجودة، لافتاً إلى أن تراجع أسعاره عالمياً لم تشفع له فلم ينخفض محلياً بحجة أن هناك مخزوناً لدى التجار من السلعة يجرى تصريفه خلال شهر رمضان الأكثر استهلاكاً، ومن المتوقع حدوث انخفاضات طفيفة بعد رمضان.

وشهدت أسعار السكر ارتفاعاً الأسبوع الماضى يصل إلى ١٥٠ جنيهاً للطن تم تحميله على التاجر، ولم تُضف إلى سعر الكيلو للمواطن الذى يتراوح سعره بين ٥ و٦ جنيهات. وارتفعت مصنعات اللحوم المجمدة بنحو 2 جنيه للعبوة، والخضراوات المحفوظة بنحو50 قرشاً للعبوة، وجنيه للبشائر، إضافة إلى الأجبان المستوردة، فيما استقرت أسعار الزبادى دون ارتفاع بسبب تخفيضات قيام الشركات المنتجة بعمل تخفيضات فى حجم العبوة أكثر من مرة لمواجهة ارتفاع أسعار اللبن البودرة.

ومن السلع الغذائية المفضلة خلال الشهر الكريم طبق الفول، كما يقول الباشا إدريس، صاحب شركة لتصدير واستيراد الحبوب الغذائية، مضيفاً: «المصريون يفضلون تناوله فى السحور لأنه يقاوم الجوع لفترات طويلة، لذلك فإن الطلب يتزايد عليه حتى إن النسبة التى تستوردها مصر من دول مثل فرنسا وإنجلترا واستراليا وصلت إلى 80%‏ من حجم الاستهلاك المحلى الذى يصل إلى‏ 350‏ ألف طن سنوياً، وسعر الطن ارتفع بشكل كبير بسبب ارتفاع الدولار».

وأشار «إدريس» إلى أن حجم الاستهلاك من الفول يرتفع يومياً طوال شهر رمضان حيث يصل إلى 1500‏ طن مقابل ‏1100‏ طن فى الأيام العادية، والإنتاج المحلى تدهور بسبب «الهالوك» الذى يقضى على المحصول الذى اشتهرت به محافظات أسيوط والمنيا وبنى سويف، علاوة على انصراف اهتمام الفلاح فى هذه المحافظات إلى زراعة الأعشاب الطبية والعطارة التى تدر عليه عوائد مالية كبيرة‏.

على الجانب الآخر حذرت شعبة الدواجن بالغرفة التجارية للقاهرة من ارتفاع جديد فى أسعار الدواجن قبيل رمضان، وخلال الـ10 أيام الأولى من الشهر، وقال عبدالعزيز السيد، رئيس الشعبة، إن كيلو الدواجن الحية يتراوح بين 26 و29 جنيهاً، لافتاً إلى أن هناك فجوة قيمتها ٦٠٠ ألف طائر بسبب الأمراض الوبائية التى تسببت فى نفوق 40% من دواجن بعض المزارع، إضافة إلى مشكلة ارتفاع أسعار الأعلاف، حيث وصل سعر الطن إلى ٤ آلاف و٨٠٠ جنيه للطن، بدلاً من ٣ آلاف و٨٥٠ جنيهاً خلال شهر ونصف، وكذلك ارتفاع أسعار الأمصال واللقاحات، رغم أن أغلبها أصبحت غير مجدية بسبب تحور الأمراض.

وفيما يتعلق باللحوم البلدى، قال محمد شرف رئيس شعبة اللحوم بالغرفة التجارية للقاهرة، إن أزمة ارتفاع أسعار اللحوم ستستمر أثناء شهر رمضان، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، ما أدى إلى زيادة تكلفة تربية الماشية وارتفاع أسعارها على المستهلكين، موضحاً أن أسعار اللحوم البلدية، سجلت نحو 85 جنيهاً للكيلو فى المناطق الشعبية، فيما يصل إلى 100 جنيه فى المناطق الراقية، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال على اللحوم البلدية فى ظل اشتعال أسعار السلع، لصالح اللحوم المستوردة، رغم أن أسعارها ارتفعت أيضاً بنحو 5 جنيهات للكيلو مقارنة بالعام الماضى، إلا أنها أرخص للمستهلك.

وقال أحمد صقر، رئيس لجنة الأسعار فى الغرف التجارية، إن اللحوم المستوردة يمكن أن يزداد سعرها إزاء ارتفاع سعر الدولار، لأن معظم وارداتنا من اللحوم والدواجن من البرازيل والأرجنتين والهند باستثناء الأبقار الحلابة التى تستورد من بعض دول الاتحاد الأوروبى‏، مضيفاً: «الأسماك كذلك تستورد من بعض الدول الأوروبية وبالتالى يمكن أن تنخفض أسعارها مع انخفاض أسعار اليورو».

من جانبه، أرجع حمدى النجار، رئيس الشعبة العامة للمستوردين، عدم انخفاض الأسعار رغم تراجعها عالمياً، إلى أن الأسعار بشكل عام لا تنخفض خلال أيام، لأنه دائماً ما يكون هناك مخزون استراتيجى من السلع تم استيراده بالأسعار المرتفعة، وبالتالى فإن انخفاض الأسعار لا يتم خلال أيام بل بعد تصريف المخزون ويجرى التخفيض على الواردات الجديدة.

وأضاف «النجار»: «أسس تسعير السلع بالنسبة للقطاع الخاص تجرى من خلال حساب التكلفة مع إضافة هامش ربح، وعموماً فإن تكلفة الإنتاج معروفة للجميع وليست سراً وهى مرتفعة نتيجة ارتفاع تكلفة المدخلات‏، والدولة لها دور فى ضبط أسعار السلع فى الأسواق من خلال زيادة التوعية ونشر إعلانات فى الصحف عن أسعار السلع ويشاركها فى ذلك المنظمات الداخلية».

وأشار إلى أن السلع الاستراتيجية سريعة الدوران مثل السكر والقمح، تظهر عليها التغيرات السعرية خلال شهر كامل نظراً لقرب الموانئ الأوروبية من المصرية‏.‏

وقال رجب العطار، رئيس شعبة العطارة فى غرفة تجارة القاهرة إن عقد الصفقات التجارية جاء مبكراً خلال شهر مارس الماضى، ويكون الدفع «كاش»، حيث يحرص المصدرون فى الخارج على عمل تخفيضات على الصفقات التى تسدد قيمتها فوراً إلا أن عدم تدبير البنوك للاعتمادات المستندية للتجار وارتفاع سعر الدولار فى السوق المحلية أدى إلى عدم تراجع الأسعار، مضيفاً: «أتوقع أن يزداد الإقبال هذا الموسم على المشروبات الطبيعية مثل الكركديه والعرقسوس والتمر هندى والخروب والدوم والسوبيا، لمواجهة حرارة الجو المرتفعة، وبالفعل قفزت أسعار مشروبات الصيف بنسبة 20% عن العام الماضى بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج وزيادة الإقبال فى ظل حرارة الجو».

وتابع: «المشروبات الطبيعية هى منتجات موسمية، وذروة البيع والشراء تكون فى شهر رمضان خصوصاً أنه يأتى هذا العام فى الصيف ما يزيد الإقبال على شراء المشروبات الطبيعية»، لافتاً إلى أن جميع المنتجات طازجة ومدة صلاحيتها مناسبة بشرط التخزين الجيد وفى ظروف تهوية مناسبة، لكن يجب الحذر من التعامل مع بائعى الأرصفة والباعة الجائلين، وأن يشتروا بضائع آمنة وصحية من حيث الشكل والرائحة والطعم‏.‏

وأوضح «العطار» أن منتجات العطارة تشهد رواجاً كذلك خلال رمضان، وأسعارها لم تتغير باستثناء الفلفل الأسود والكمون نتيجة نقص الإنتاج العالمى منهما، ما تسبب فى رفع أسعارهما بنسبة تتراوح بين‏30‏ و‏40%، مشيراً إلى أن المنتجات الرمضانية تشهد إقبالاً متزايداً عليها اعتباراً من ‏15‏ شعبان حتى العاشر من رمضان، ثم فترة هدوء نسبى حتى الربع الأخير من الشهر ليعود مجدداً بزيادة الإقبال على مستلزمات الكعك والبسكويت‏.‏

 


مواضيع متعلقة