بروفايل.. "الإمبراطور"

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل.. "الإمبراطور"

بروفايل.. "الإمبراطور"

تمر جميع الأحداث سريعة، لا تتذكر متى قدم أول أدواره المسرحية وهو ما زال يدرس فى المعهد العالى للفنون المسرحية، ومتى حظى بدور البطولة أمام النجمة الأهم وتغلب على عقدة لون بشرته الأبنوسى اللامع، ومتى ظهرت موهبته الاستثنائية وأسرت الجمهور، متى احتل اسمه أفيشات الأعمال السينمائية الأبرز، متى أصبح «الإمبراطور»، متى جاءت أيامه الأخيرة بهذه السرعة ورحل بعد أن أنهكه المرض، كيف مر أحد عشر عاماً على رحيله وما زال مكانه شاغراً، وحده يعرف السر الذى كان يملكه فى بريق عينيه وتقاسيم وجهه الطيعة، لتظل موهبة أحمد زكى وبريقه لغزاً لم يتمكن أحد من فك أجزائه على مدى سنوات رحيله الطويلة.

تبدل ما بين الشخصيات والأدوار بحرفية شديدة، ظل أداؤه المتقن والطبيعى هو العالق فى الأذهان ليصبح أفضل «مشخصاتية» جيله، بل أصبح الوحيد والأسطورة التى يتحاكى بها أهل الفن فى قصصهم، فيرجع البعض نجاحه إلى قدرته على الذوبان فى تفاصيل الناس ومزجها مع شخصياته بطريقة فى منتهى الحرفية والبساطة معاً، ولكنها كانت رحلة طويلة ومنهكة قطعها الفتى اليتيم مقبلاً من مدينة الزقازيق بعد حصوله على شهادة الثانوية الصناعية، قسم برادة وخراطة، للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وعلى مدى مشواره ظلت أدواره عالقة فى أذهان الجماهير كأن الزمن لم يمر وكأنه لم يغب عنهم، وكأنه ما زال يؤدى أدواره بحرفية شديدة، لم يخبُ البريق مع العينين اللتين أغلقتا أجفانهما للأبد، ولكنه ما زال حاضراً فى عدد الابتسامات الذى زرعها فى وجوه الناس وهو يردد «أبوك هيسيب البيت يا معلم سلطان»، أو الدموع التى انتزعها من أعينهم «حسين ابن عم وهدان لا يمكن يكون من أعداء الوطن»، أو عندما يعد بأنها «مسيرها تروق وتحلى».


مواضيع متعلقة