صراع السينما على «الزعيم».. محاولات بين أحمد زكى وجمال سليمان

01:46 ص | الأحد 27 سبتمبر 2015

سنوات طويلة مرت بعد رحيل عبدالناصر قبل أن يلتفت صُناع السينما إلى أهمية تقديم شخصيته فى أعمال فنية، وفور انتباههم تعددت الأعمال الفنية إلى درجة لم ينافسه فيها زعيم عربى، سواء فى مصر أو خارجها.

{long_qoute_1}

بدأ تقديم شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى مسلسل «دموع صاحبة الجلالة» فى عام 1993 وكان عملاً مصرياً خالصاً دارت أحداثه فى فترة الأربعينات والخمسينات، ما مثّل فترة قبل قيام ثورة يوليو وما بعدها، حيث كتب قصته الكاتب موسى صبرى وقام بتجسيد دور جمال عبدالناصر الممثل نبيل الحلفاوى.

توالت الأعمال الفنية حتى جاء فيلم «ناصر 56» فى عام 1995 للفنان أحمد زكى، فكان بمثابة استعراض لعدة أشهر من حكم الزعيم الراحل خلال عام 1956 والتى اعتبرها المؤلف محفوظ عبدالرحمن أهم وأخطر فترات قيادة ناصر لمصر وأهم إنجازاته السياسية، متناولاً حياته بين وزرائه ومكتبه وخطبه وعلاقاته بأعضاء مجلس قيادة الثورة ووالده وزوجته وأطفاله. فيما عرض فيلم «جمال عبدالناصر» الذى أُنتج فى عام 1999، وأخرجه السورى أنور قوادرى، قصة حياة مفصلة لعبدالناصر منذ ولادته، مروراً بتفجيره للثورة وصولاً لهزيمة حرب 1967 وحتى تخطيطه حرب الاستنزاف، ومن ثم موته المفاجئ فى عام 1970، حيث صُنّفت جنازته كأكبر جنازات العالم، ولعب دور البطولة الممثل خالد الصاوى.

توالت الأعمال الفنية التى تطرقت لحياة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بشكل ثانوى حتى ظهر فى مسلسل «فارس الرومانسية» الذى أُنتج عام 2003 ودارت قصته حول الأديب والوزير يوسف السباعى منذ مولده وحتى اغتياله فى قبرص 1978، بجانب علاقته بالضباط الأحرار وجمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، حيث لعب دور ناصر الممثل ياسر على ماهر، بينما ظهر فى مسلسل أم كلثوم سنة 1999 بشكل ثانوى أيضاً، حيث لعب دوره الممثل رياض الخولى.

وفى عام 2001 خرج فيلم «أيام السادات» الذى تناول قصة حياة الرئيس محمد أنور السادات، حيث قام بدور الرئيس السادات فيه الفنان الراحل أحمد زكى، بينما قام بدور جمال عبدالناصر الممثل محمود الخولى، وجسّد دور عبدالناصر فى مسلسل «العندليب.. حكاية شعب» الذى أُنتج فى عام 2006 الفنان مجدى كامل، بينما دارت قصة المسلسل حول حياة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ التى جسّدها الفنان شادى شامل.

وفى حين لعب الفنان مجدى كامل شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى مسلسل «العندليب.. حكاية شعب» كدور ثانوى، فقد أدى نفس الدور كبطولة مطلقة فى مسلسل «ناصر» الذى أُنتج فى عام 2008، حيث تناول المسلسل قصة حياة عبدالناصر منذ ميلاده فى عام 1918 وحتى وفاته فى عام 1970.

مسلسل «كاريوكا» الذى أُنتج فى عام 2012 كان أحد المسلسلات التى ظهرت فيها شخصية عبدالناصر بصورة ثانوية، حيث تناول قصة حياة الفنانة تحية كاريوكا والتى جسدت شخصيتها بدور البطولة وفاء عامر، فيما مثّل دور عبدالناصر الممثل حمادة بركات.

يعد أكثر الأعمال الفنية التى تناولت تفاصيل التفاصيل فى حياة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعلاقته بمجلس قيادة الثورة ذلك العمل الذى حمل اسم «صديق العمر» الذى تم إنتاجه فى عام 2014، وتناول تفاصيل علاقة الصداقة بين عبدالناصر الذى لعب دوره الفنان جمال سليمان، والمشير عبدالحكيم عامر وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة المصرية الذى جسده الفنان باسم سمرة، مروراً بالمراحل التى أدت للوصول لرئاسة مصر بعد تحرك الضباط الأحرار فى عام 1952 وحتى نكسة عام 1967.

من جانبه، قال الناقد الفنى طارق الشناوى إن هناك العديد من الممثلين جسدوا شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولكن لم يتقنها أحد ليخرج العمل الفنى بالشكل الأمثل، موضحاً أن الفنان أحمد زكى كان الأكثر قدرة على تجسيد الدور فى حين غاب باقى الفنانين.

وأضاف «الشناوى» فى تصريح لـ«الوطن» أن كلاً من الفنان جمال سليمان ومجدى كامل وخالد الصاوى لم يستطيعوا تمثيل شخصيته بالشكل اللائق له، موضحاً أن ما وقع من الفنان أحمد زكى من أخطاء فى أثناء تمثيله هو تركيزه على تقليد شخصية جمال عبدالناصر من خلال نظرته وشكل وجهه، حتى إنه أقدم على إجراء عملية جراحية فى عام 1995 لأنفه حتى يكون قريب الشبه من ناصر.

وأشار الناقد الفنى إلى أن الفنان نور الشريف كان من أحلامه تجسيد شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولكنه عدل عن حلمه بعدما قدمها الفنان الراحل أحمد زكى.