بروفايل| صلاح نصر.. "النقطة السوداء"

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| صلاح نصر.. "النقطة السوداء"

بروفايل| صلاح نصر.. "النقطة السوداء"

ممتلئ بالحكايات، نُعِتَ بـ"الأسطورة" على محمليها السيء فيها تفوق على الحسن، سُلطت عليه الألسنة، وحاول رفقاء حقبته، ممن حملوا نفس سُمعته الدفاع عنه، فلم تُجد محاولاتهم نفعًا، وظل "صلاح نصر" في أذهان العوام "نقطة سوداء" في تاريح الحقبة الناصرية والمخابرات العامة.

رئيس المخابرات العامة المصرية من عام 1957 إلى 1967، اعتُقل في 26 يونيو 1967 وتمت محاكمته، وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا في قضية انحراف المخابرات، و25 عامًا في قضية مؤامرة المشير عبدالحكيم عامر، وأفرج عنه السادات عام 1974 بعفو صحي، ونُقل إلى مستشفى "قصر العيني" عنبر المعتقليين السياسيين من السجن بعد إصابته بأزمة قلبية، وتوفي في 5 مارس 1982 عن عمر ناهز 62 عامًا.

"صلاح نصر" أحد مراكز القوى الكبيرة في الحكم الناصري، بلغت سطوته محارم الفنانين، متخطيًا حدود الدفاع عن أمن البلاد، بتجنيد مَن لا ناقة له ولا جمل فيما يحدث، واستغل نفوذ موقعه لإشباع رغباته الجنسية، كما روت عنه زوجته اعتماد خورشيد، المنتجة السينمائية، التي كنت أول فرائسه بتطليقها من زوجها لطمعه فيها وتزوجها، وبعد ثورة 25 يناير 2011 قررت أن تُظهر ما في جعبتها، وكشفت عن أن "صلاح نصر" طلب منها الإيقاع بالعديد من الفنانات، ومنهن الفنانة لبنى عبدالعزيز، و لكنها حمتها لأنها كانت صديقتها، وأخبرته أنها تعاني من مرض "السل"، ومن بعدها هاجرت لبنى مع زوجها، وأكدت خورشيد أنه نجح في تجنيد العديد من الفنانات خلال فترة الستينات.

لم تقف الروايات عن "أسطورة استغلال النفوذ" عند زوجته، بل تحدثت عنه الفنانة زبيدة ثروت، حيث قالت إن جهاز المخابرات برئاسة "صلاح نصر"، في فترة الستينات كان يضغط على الفنانات حتى يستخدمهن في أعمال خاصة، وروت استدعاءه لها في مكتبه، ورافقها والدها الذي صمم على الدخول معها، ووجدت "نصر" يسألها عن علاقتها بعلي شفيق، مدير مكتب عبدالحكيم عامر، وزوجته الفنانة مها صبري، وبدأ يسألها "لماذا ذهبتي إلى بيته ومين كان بيروح، أحمد رمزي ذهب هناك".

وردت زبيدة "لم أراه هناك وقت ما روحت"، ولفتت إلى أنه وجدها "عيلة" ومعها والدها الذي كان لواء بالبحرية، فتركها ولم يعاود استدعاءها، وعقب موت الفنانة الراحلة فاتن حمامة قال الإعلامي مفيد فوزي، أنها هربت في عهد صلاح نصر الذي أراد تجنيدها هي وزوجها عمر الشريف.

العامة لا يشكرون، والخاصة ممن رافقوه يروه "رجل محترم" وعلى رأسهم شمس بدران، وزير الحربية الأسبق، الذي غادر مصر منذ 1975، وسُردت عنه حكايات بتعذيبه للمواطنين ممن يشك في ميولهم السياسية في فترة الستينات أيضًا، وقال عن نصر إنه "رجل كويس أوي"، ورأى أن التاريخ ظلمه، وأنه كان "راجل شجاع وأمين"، ونفس الرأي قاله عمرو عبدالحكيم عامر، بقوله: "صلاح نصر أسطورة المخابرات، عمل إنجاز تاريخي وهو تأسيس مخابرات مصر، وكل العمليات اللي بنتفشخر بيها أيامه، والأسس والقواعد هوا اللي عملها، وبعتبره إنجاز يساوي إنجاز السد العالي، واتظلم جدًا وتم الافتراء عليه إعلاميًا، وللعلم مات بيبيع سجاد بيته وكان تحت إيده ملايين".


مواضيع متعلقة