بروفايل| "3 مارس".. المرأة تنتخب

بروفايل| "3 مارس".. المرأة تنتخب
الباحث عن الحق يخوض معارك طاحنة حتى يدرك غايته، لذا دافعت أكثر من شخصية نسائية عن حق نساء مصر؛ بحثا عن التمثيل في البرلمان، الذي شغلت مقاعده أو ترشحت للانضمام إليه سيدات من مختلف الطبقات وأطر التفكير المتفاوتة.
"مقصورة"، منها خطت أولى السيدات إلى البرلمان، بدفاع منيرة ثابت، التي التحقت بمدرسة الحقوق الفرنسية وحصلت على شهادة ليسانس الحقوق، وكانت أول مصرية تحصل على هذه الشهادة، وأول سيدة تطالب بتخصيص شرفات للمرأة في مجلس النواب بعد افتتاحه في 1924، حتى تستطيع المرأة متابعة ما يجري في مجلس الإنابة، ووافق سعد زغلول باشا على اقتراحها، ونفذ فكرتها، وتم تخصيص مقصورة للسيدات لمتابعة الجلسات، تطورت لمقصورتين بعد ذلك، مثلما أوضح الكاتب محمد المصري في كتابه "نائبات الأمة تحت القبة"، والذي يعد أول كتاب موسوعي مصور عن تاريخ المرأة في الحياة البرلمانية المصرية.
خاضت المصريات حروبا ضارية للوصول إلى مقاعد بيت الأمة، سردها كتاب "نائبات الأمة تحت القبة"، الذي أشار كاتبه إلى محاولات أماني فريد، في نزع هذا الحق للمصريات، بإصدارها كتابا في 1947 بعنوان: "المرأة المصرية والبرلمان"، استعرضت فيه كفاح المرأة حتى حصولها على حق التمثيل النيابي.
بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 استطاعت المرأة الحصول على حقها في التصويت والترشيح، وصدر دستور 1956 ونص في مادته 31 على "أن المصريين لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، التمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة"، وفي 3 مارس 1956 صدر قانون الانتخاب الذي يتيح للمرأة حق الاقتراع للمرة الأولى، ونظم القانون رقم 73 لسنة 1956 هذا الحق عندما قرر أنه: "على كل مصري وكل مصرية بلغ الثمانية عشرة سنة أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية"، لكن القانون فرق بين الرجل والمرأة بنصه على أن القيد في جداول الانتخاب إجباريا للرجل واختياريا للمرأة.
"زينب مراد عن دائرة مصر القديمة، زينات عابدين عن دائرة كرداسة بالجيزة، أمينة شكري عن دائرة باب شرق بالإسكندرية، راوية عطية عن دائرة الدقي"، المصريات اللاتي خضن أول انتخابات برلمانية، وكان لهن نصيب من "الشعارات الدينية" المهاجمة، فطعنت إحداهن على النائب المرشح أمامها موضحة أنه كان يقول في خطبه الانتخابية إن "الإسلام يحرم على المرأة المسلمة تولي أمور الدولة".
الحقبة الناصرية، شهدت توسعا في نصيب السيدات داخل المجلس بنسبة 18 نائبة عن العمال والفئات، اللاتي طرحن قضايا تشغيل النساء، وزيادة دور الحضانات لأبناء العاملات، والاهتمام بالمشروعات التي تهم موظفي الحكومة، والإسهام في حل أزمة الإسكان، وإلقاء الضوء على ارتفاع أسعار المساكن الشعبية، أما في الحقبة الساداتية بعدما أصبح "مجلس الشعب" بديلا عن "بيت الأمة"، ظهرن الفنانات تحت قبة البرلمان لأول مرة، بدخول الفنانة فايدة كامل التي استمرت بالمجالس حتى 2005، وشهدت تلك الحقبة أكبر تمثيل نسائي بتخصيص 30 مقعدا للسيدات على الأقل في البرلمان.
في عهد مبارك، خاصة في الفترة من 1990 حتى 1995، تقلص عدد النائبات في البرلمان ليشغلن 10 كراسي فقط من أصل 454 مقعدا، ورغم أن عدد السيدات في الحقبة الساداتية كان أكبر إلا أنهن لم يفجرن قضايا مثلما فجرتها النساء فيما بعد، حسب الكاتب محمد المصري.
وتطورت أحوال المرأة بالبرلمان الذي أصبح يضم 70 مقعدا للسيدات، منها (56 قوائم و14 بالتعيين)، حتى جاء الوقت الذي يعبرن فيه عنهن بـ"الوردة" التي استبدلها حزب النور بمرشحاته، فوضع صورة وردة أو زوج المرشحة بدلا من صورتها على قوائم الحزب، بناء على رغبة المرشحات كما أُعلن، ورغم ذلك ظهرن متشحات بالسواد مرتدين النقاب أثناء مؤتمر انتخابي لبعضهمن في البحيرة.