بروفايل| عبدالرحمن خير رحيل «فارس العروبة»

كتب: عبدالوهاب عيسى

بروفايل| عبدالرحمن خير  رحيل «فارس العروبة»

بروفايل| عبدالرحمن خير رحيل «فارس العروبة»

 

لم يتوقف عن النضال يوماً طيلة سبعين ربيعاً من عمره، ولم تكن أزمته تلك القضايا المحلية فقط، بل كان همه الأكبر قضية العروبة، فبات المناضل اليسارى عبدالرحمن خير، مدافعاً عن قضايا العمال، بل ومناصراً لقضايا الوطن العربى أجمع، الذى آمن به، وأفنى عمره مدافعاً عن مشاكله حتى فى عز مرضه، لتكون آخر تدوينة له شاهدة على ذلك النضال على صفحته الخاصة على فيس بوك: «ستبقى سوريا موحدة شعباً وأرضاً، ببسالة جيشها الذى سبق أن أنقذها بالوحدة مع مصر عام ١٩٥٨، وستعود العراق إلى قوتها وستنكسر أمريكا وأتباعها الخونة، وسترتفع أعلامنا خفاقة، العار لكلاب الرجعية العربية، ولبيك يا علم العروبة، كلنا نحمى الحمى لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلماً»، قبل أن توافيه المنية صباح أمس.

حمل «خير» عدداً من الصفات، فهو القائد العمالى والسياسى وعضو مجلس الشورى السابق، ورئيس النقابة العامة للإنتاج الحربى السابق، والمؤرخ الكبير، ورئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية، عُرف بقوميته ووطنيته، وصفه مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، فى نعيه له، بـ«شيخ النقابيين الذى رحل فجأة، وهو يقف على قدميه يعمل ويجتهد من أجل صالح العمال ووحدة التنظيم».

قاد «خير» معارك شرسة فى نصرة العمال وقضاياهم، خاصة عقب توحش السياسات والتوجهات الرأسمالية للدولة على العمال، ليرى متصدراً للحركة العمالية للوقوف أمام هذه الوحشية، لتظل كلماته التى قالها أثناء تعدد الإضرابات والاحتجاجات عقب ثورة يناير محفورة فى ذهن الجميع «إن القاسم المشترك بين هذه الإضرابات والاعتصامات جميعاً هو المطالبة بزيادة الأجور، وتحسين مستوى المعيشة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، التى لم تصل بعد إلى الطبقة العاملة».

اعتاد «خير» أن يدافع عن أفكاره باستماتة، مهما كلفه الأمر، ففى الوقت الذى انخفضت الأصوات الداعمة للدولة السورية وجيشها ظل «خير» وفياً لهما، ومعبراً عن تخوفه العميق عليهما، فكتب قبل وفاته بأيام على صفحته الخاصة على فيس بوك: «المصيبة المسماة بالمعارضة السورية، لا تتفق ولا تكف عن الخلاف، وهذا لأن أمرهم بيد مموليهم، فهم يعارضون من فنادق فخمة، حيث الدفء وطيب الطعام، بينما الشعب السورى المسكين بات مشتتاً فى المنافى ما بين غريق يذهب طعاماً للأسماك، أو محبوس فى معسكرات اللجوء، ومن بقى على أرض سوريا الحبيبة يقتله الجوع والبرد وأسلحة المتصارعين على وطن اجتمعوا على خرابه»، لتصبح كلماته تلك ومواقفه شاهدة على تاريخه النضالى، وباقية رغم رحيله.

 


مواضيع متعلقة