«ضحية» تحول إلى «سمسار» يكشف «التنظيم الكبير» لتجارة الأعضاء فى مصر
«ضحية» تحول إلى «سمسار» يكشف «التنظيم الكبير» لتجارة الأعضاء فى مصر
هو متهم وضحية، رغم اتهامه من قبل صديقيه بأنه شارك فى بيع كليتيهما، فإنه لا ينكر، ويدرك أنه يستحق العقاب، لكنه يتمنى أن يسقط التنظيم الكبير ومافيا سرقة الأعضاء فى مصر.
محمود سعيد فهمى، 24 سنة، المتهم فى قضية الاتجار بالأعضاء البشرية، على الرغم من اعترافه، فإن معظم ضباط إدارة البحث الجنائى بالإسكندرية، يدركون أنه مجرد حلقة صغيرة فى سلسلة كبيرة من مافيا الاتجار بالأعضاء فى مصر.
«الوطن» حاورت المتهم، ليكشف لها العديد من التفاصيل.[Quote_1]
* ما الظروف التى دفعتك للسير فى هذا الطريق؟
- أنا فران يوم باشتغل وعشرة لا، مكنتش لاقى آكل وسايب بيت أهلى من زمان أنا اللى زيى «عايش ميت» مش فارقة معاه يبيع حتة من جسمه عشان الفلوس.
* ما علاقتك بعصابة بيع الأعضاء البشرية؟
- التقيت منذ شهرين بمحمود عبدالعزيز، تعرفت عليه بجوار الفرن الذى كنت أعمل فيه، وعرف بظروفى الصعبة لأننى لم أكن أعمل بانتظام، فعرض علىّ أن أبيع كليتى لشخص مقابل 15 ألف جنيه، فوافقت فعرفنى على الأول يدعى شيكو، والثانى السيسى، وطلبوا منى أمضاء إيصال أمانة، قبل أن أقوم بعمل التحليلات التى طلبوها منى وذلك لضمان حقهم فى حالة عدم استكمال اتفاقى معهم، وأوصلونى بحسام وبدوره عرفنى على آخر يدعى عماد حمدى، وهو الذى أقمت فى منزله أثناء عملى للتحاليل، وتقاضت والدته الأموال بدلا منى حينما كنت فى مستشفى «المنيل الجامعى» الذى أجريت فيه الجراحة.
* كل هؤلاء متورطون؟
- تجارة الأعضاء ليست مواطنا يتاجر بجسد مواطن، لكنه تنظيم كبير يشارك فيه سلسلة من الأفراد كل واحد فيهم له دور معين، والكثير ممن يعملون فى هذا التنظيم كانوا من ضحاياه فى البداية.
* كيف أجريت لك العملية الجراحية؟ وأين؟ وما الإجراءات المتبعة؟
- دخلت مستشفى المنيل الجامعى بعد أن حررت محضراً فى قسم شرطة قصر النيل بأنى متبرع، وتم استخراج تصريح من وزارة الصحة بمساعدة السماسرة.
تلك الإجراءات كانت سلسة جدا بالنسبة لهم، وهم فى كثير من الأحيان يجرون جراحات دون تلك التصريحات للشباب صغير السن، مثل محمود مختار.
* كم كان المقابل الذى تقاضيته ثمنا لكليتك؟
- 15 ألف جنيه، أخذتها واشتريت بها توك توكين، أؤجرهما دلوقتى بـ50 جنيهاً فى اليوم.
* هل هذا المقابل عادل بالنسبة لك؟
- لا أنا أعلم أنهم يبيعون الكلية بمئات الآلاف، ودلوقت فلوس الدنيا متعوضش كليتى والتعب اللى بحس بيه.[Quote_2]
* ما علاقتك بسيد أبوزيد، ومحمود مختار؟
- سيد كان يعرفنى، وبعد ما عملت العملية اتصل، وسألنى عن حالتى الصحية، واطمئن علىّ، وطلب منى أن يجرى نفس العملية نظرا لحاجته للمال.
واتصلت بشخص يدعى أبوكريم، وهو أحد كبار عصابة الاتجار بالأعضاء البشرية، ووافق وأرسل سيد لآخر يدعى فؤاد، ليقيم معه فى المنزل لمدة 4 أيام ثم يدخل المستشفى، وبعد ما سيد عمل العملية، اتصل بىّ أبوكريم ومنحنى 1000 جنيه كعمولة.
* بالنسبة لمحمود كيف تبرع بكليته داخل مستشفى، وهو أقل من 19 سنة؟
- عملية محمود لم تتم بالطريقة الطبيعية من خلال محضر التبرع أو تصريح وزارة الصحة، لكنها تمت فى مستشفى «تحت السلم».
وعرضت على «أبوكريم»، أحد كبار سماسرة الأعضاء فى مصر، موضوع محمود رغم صغر سنه 19 سنة، بدوره أكد أن لديه طريقة مع الأعمار الصغيرة، حيث يتفق مع أحد الأطباء فى مستشفيات مشبوهة ويجرى الجراحة فى سرية تامة، وهو ما حدث بالفعل مع محمود.
* ما معلوماتك عن التنظيم الذى يعمل فى بيع الأعضاء فى مصر؟
- هناك أسماء وشخصيات كبيرة تعمل فى تشكيل عصابى كبير للاتجار بالأعضاء البشرية، بينهم أطباء بالتعاون مع عدد من المستشفيات بالقاهرة والجيزة والإسكندرية.
* هل تعرف شبابا غيرك، باعوا أعضاءهم؟
- المئات من شباب القاهرة على يد هذا التشكيل الذى يديره عدد كبير من السماسرة، وكل يوم تجرى جراحات من هذا النوع داخل مستشفيات معينة، سواء كانت بتصاريح، أو دون تصاريح، وهؤلاء السماسرة يستغلون الظروف الصعبة للشباب، وعدم حصولهم على فرص عمل، ويغرونهم بمبالغ قليلة من المال فيما يحققون هم المكسب الكبير.
أخبار متعلقة:
«الوطن» تحاور ضحايا مافيا الأعضاء البشرية
ضحية تحول إلى سمسار.. يكشف" التنظيم الكبير" لتجارة الأعضاء فى مصر
"سيد"يحكى تفاصيل المأساة: «بعت كليتى عشان إيصالات الأمانة اللى عليا»
شرب «شاى» بالمخدر.. فوجد نفسه فى مستشفى بدون «كليته»