شرب «شاى» بالمخدر.. فوجد نفسه فى مستشفى بدون «كليته»

كتب: هيثم الشيخ

شرب «شاى» بالمخدر.. فوجد نفسه فى مستشفى بدون «كليته»

شرب «شاى» بالمخدر.. فوجد نفسه فى مستشفى بدون «كليته»

«كليتى اتسرقت يا ريس.. تعرف ترجعها لى؟» هذا السؤال لم يتوجه به محمود إلى رئيس الجمهورية أملاً منه فى إعادة كليته إليه، فهو يدرك جيداً أنها لن تعود إليه حتى بأمر رئاسى، لكنه أراد أن يوجه رسالة للرئيس حتى يشعر بما يحدث فى الكثيرين من ضحايا مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية. محمود مختار نور الدين (19 سنة)، لم يشفع له عمره الصغير فى النجاة من قبضة تجار الأعضاء البشرية، فعلى الرغم من أنه ما زال قاصراً، وأنه لا يملك بطاقة رقم قومى ليتنازل عن كليته، إلا أنه سقط فى يد سماسرة الأعضاء البشرية. هرب «محمود» من منزل أسرته بالسيدة زينب، ليعمل فى مقهى فى باب اللوق قبل أن يسقط فى أيدى عصابة تتاجر بأجساد البشر. روى محمود قصته لـ«الوطن» قائلاً: تعرفت على شاب اسمه محمود فى وقت كانت ظروفى فيه صعبة، لا أملك مالاً ولا أجد مكاناً أبيت فيه، فكان يتعامل معى بعطف ويحضر لى طعاماً، حتى تطورت علاقتى به وأصبحت أثق فيه. وأضاف: «فى يوم رحت مع محمود الغرفة اللى ساكن فيها فى الوراق، جبلى أكل، وبعدين عملى شاى كان فيه مخدر، يدوب شربت منه شوية ونمت، مصحتش غير وأنا فى مستشفى وحواليا 3 ممرضات، سألتهم: أنا فين؟، قالوا لى: انت فى مستشفى وفى ناس جابتك هنا ولما تفوق وتقوم بالسلامة حييجوا يخدوك ويدوك فلوس». وتابع محمود: «سألتهم تانى طب أنا هنا ليه، وعملتوا فيا إيه، وبطنى مفتوحة ليه؟، قالوا، أنت عملت عملية نقل كلية، والدكتور «عصام» حييجى الساعة 6 الصبح يطمن عليك، لكن الدكتور مجاش، وبعد شوية قالوا لى جهز نفسك عشان حتمشى، سألتهم حمشى مع مين، قالوا لى: الناس اللى جابتك حترجعك». واستطرد محمود قائلاً: «نزلت لقيت 2 معرفهمش فى عربية ملاكى، ركبت معاهم، قالوا إنهم حيوصلونى لكوبرى الدقى عشان فى ناس حتيجى تاخدنى من هناك وتدينى فلوس، وفضلت مستنى كتير لكن محدش جه ياخدنى، وآخر ما زهقت رحت القهوة اللى كنت بقعد فيها مع محمود، لأنى كنت عايز أعرف هو عمل فيا كدا ليه». وأضاف: «لما كنت فى القهوة لقيت شاب اسمه السيد، سمعنى وانا باحكى قصتى للناس، وقال لى أنه حصله نفس اللى حصلى على إيد نفس الشخص، وقررنا أننا نجيب حقنا منه». وأوضح محمود أنه اصطحب السيد الضحية الثانية، واستقل القطار للذهاب إلى منزل شقيقته بالإسكندرية ليستنجد بها، وذلك خشية منه للذهاب إلى والده لأنه كان على خلاف معه. ويقول وحيد عواد، زوج شقيقة محمود، «عندما وصل محمود بصحبة السيد إلى الإسكندرية سقط على الأرض بمنطقة سيدى جابر بعد شعوره بالإعياء، فقمت بالذهاب إليه ونقلته لمستشفى «مارى مرقص»، وهناك روى لى محمود القصة كاملة، وفوجئت بالمتهم محمود سعيد يتصل بمحمود على هاتفة فقمت بالرد عليه، وأقنعته أننى أريده فى صفقة جديدة وإننى لدى خادمة تريد أن تبيع كليتها، وطلبت منه المجىء إلى الإسكندرية حتى نناقش التفاصيل». وأضاف: «اتصلت بالمقدم أحمد سعيد، رئيس مباحث المنتزه، وأبلغت عن القضية، وتم الاتفاق على عمل كمين للمتهم فى منزلى». وتابع: «وصل المتهم لمنزلى، ولم أتمكن من التحكم فى أعصابى، وقمت بضربه انتقاما لشقيق زوجتى، الذى لم يتمكن هو الآخر من التحكم فى مشاعره حتى جاءت الشرطة لتقبض عليه». وتساءل عواد: كيف تترك الدولة هؤلاء يعبثون بأجساد أبنائنا فى مستشفيات تحت السلم؟ بدوره طالب مختار حسين، والد الضحية، بإعدام كل المتورطين فى تلك الجريمة البشعة لأنهم قتلوا مستقبل نجله الصغير، واستغلوا ظروفه الصعبة بدون رحمة. وقال: «أنا عايز رئيس الجمهورية يجيبلى حق ابنى اللى قضوا عليه».