بائع غزل البنات: «كبير العيلة».. والعمر «11 سنة»

كتب: رنا على

بائع غزل البنات: «كبير العيلة».. والعمر «11 سنة»

بائع غزل البنات: «كبير العيلة».. والعمر «11 سنة»

قصير القامة، نحيف البنية، بشرة خمرية وملامح تُضفى على ابن الصعيد رجولة قبل أوانها، أعوامه فى الدنيا لا تتعدى 11 عاماً، منذ أن اشتد عوده ركب القطار المتجه من المنيا إلى القاهرة مودعاً والده الفواعلى البسيط، ووالدته واثنين من أشقائه: «ها شتغل وأكسب، واللى هيطلع هابعته لأمى واخواتى»، كان الوعد الذى أوفى به «حسن» بائع غزل البنات. {left_qoute_1}

مرت 5 أعوام قضاها «حسن محمد»، بعيداً عن منزله بمركز دير مواس بالمنيا، لم يكن قراره بالتضحية والسفر إلى محافظة غريبة سهلاً، لكنه أيضاً لم يتردّد لثانية واحدة، كلما رأى أسرته التى تعيش بقوت يوم، وأيام أُخر يربطون فيها الحزام على بطونهم الخاوية، «أمى كانت بتوحشنى أوى»، تعبير بسيط يوضح الأيام الصعبة المليئة بالخوف والرهبة، كان يقضيها «حسن»، وهو ما زال فى السابعة من عمره داخل حجرة مشتركة على «فرشة» مع مغتربين من المحافظة نفسها التى أتى منها ومحافظات أخرى فى منطقة الكُنيسة بالجيزة، ورغم ذلك كان يُصبّر نفسه بأمل العودة والاستقرار: «كلها سنة ولا اتنين، يكون اخواتى كبروا وشدوا حيلهم علشان أرتاح». سنة تلو الأخرى اعتاد «حسن» أن يزور أسرته زيارة خاطفة ليمرر لهم «الشهرية» التى تختلف قيمتها حسب رزق «اللف فى شوارع الجيزة» بالعصى الخشبية التى تحمل أكياس الحلوى، وفى فمه يضع «الزمارة» طوال 12 ساعة متواصلة: «مرة يطلع لى 200 ومرة 100 فى اليوم، ربنا اللى بيُرزق». إخوة «حسن» زاد عددهم خلال سنوات إقامته بالقاهرة حتى وصلوا إلى 7: «اللى جاى على قدّ اللى رايح، وأمى شاطرة فى الخلفة لحد ما اخواتى وصل عددهم لـ7 لحد دلوقتى، وفى كل زيارة يقولوا لى: البركة فيك، انت كبيرهم وسندهم فى الدنيا من بعدنا». سعادة ورضا يبدوان على وجهه أثناء حديثه، «الشقا» فى الشوارع لم يقتل فيه الفرحة أو الأمل، يحلم ببناء أسرة سعيدة، ويتمسّك بمواصلة دوره فى مساعدة عائلته بالصعيد، «ربنا يقدّرنى وأشيلهم علشان أهلى مايتحوجوش لحد، ويقدّرنى ويبقى عندى أسرة مسئول عنها وأولادى يطلعوا أحسن منى».

 


مواضيع متعلقة