عضو «الجبهة الشعبية» لـ«الوطن»: رجال «بن على» يمولون «نداء تونس والنهضة»

كتب: محمد أبوضيف

عضو «الجبهة الشعبية» لـ«الوطن»: رجال «بن على» يمولون «نداء تونس والنهضة»

عضو «الجبهة الشعبية» لـ«الوطن»: رجال «بن على» يمولون «نداء تونس والنهضة»

قال عضو الجبهة الشعبية، والنائب عن ولاية القصرين فى مجلس النواب التونسى، أيمن العلوى إن أزمة القصرين والعاطلين فى كل الولايات التونسية ناتجة عن استمرار حركة نداء تونس فى تبنّى نفس الأساليب الاقتصادية التى كان ينتهجها نظام «بن على» مع عودة رجال أعمال النظام الذى أسقطته ثورة الياسمين إلى صدارة المشهد، وتمويلهم حملات مرشحين فى الانتخابات البرلمانية، وتمويلهم حركتَى «نداء تونس» و«النهضة»، اللتين شكلتا الائتلاف الحاكم. {left_qoute_1}

وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن البرلمان مرّر حزمة من القوانين الاقتصادية التى تزيد العبء على كاهل المواطن، لم يجرؤ الرئيس الأسبق زين العابدين بن على نفسه أن يمررها، ما جعل المواطن لا يشعر بالتغيير بعد 5 سنوات من الثورة.

■ ولاية القصرين صوتت لـ«نداء تونس» فى الانتخابات التشريعية، وعادت لتصوت لمنصف المرزوقى المدعوم من حركة النهضة فى الانتخابات الرئاسية.. كيف ترى ذلك؟

- لا يمكن تحديد المزاج السياسى العام للقصرين فى الانتخابات، هى لم تخرج عن النتائج العامة فى تونس التى أعطت حزبى النداء والنهضة، والقصرين بها ميراث تاريخى من المعارضة للنظام، حيث كانت تقف فى وجه الحبيب بورقيبة وإلى جانب غريمه اللدود صالح بن يوسف، قائد الحركة الوطنية التونسية، الذى اغتيل فى عهد بورقيبة، وبها ميراث يسارى ونقابى ومناضلون يساريون كبار، وبها أيضاً حركات إسلامية، وهى ولاية دائماً على يسار السلطة، نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية، وحتى خلال الاستعمار الفرنسى، كما أنها انتفضت فى عهد بن على، وبعد الثورة وقفت فى وجه حكومة «الترويكا»، الائتلاف الحاكم خلال الفترة الانتقالية، لكن المال السياسى يتحكم فى نتائج الانتخابات.

■ هل فشلت «نداء تونس» فى تقديم نموذج ناجح بديلاً لحركة النهضة الإخوانية؟

- لم يختلف «نداء تونس» فى اختياراته الاقتصادية عن حركة النهضة، ولم يختلف عن كل الحكومات المتعاقبة على البلاد من بعد الثورة، وهى كلها حكومات تنتهج نفس السياسات الاقتصادية اليمينية التى تكرس انكماش الدولة وتراجعها، ولا توجد خلافات جوهرية بين نظام نداء تونس وحركة النهضة التى تشارك فى الحكم وتساعد فى تمرير قوانين جوهرية داخل البرلمان وتدافع عن نداء تونس، ورغم تعارضها الظرفى فإن مصالحهم الاقتصادية والطبقية جعلتهم يدخلون فى ائتلاف حاكم.

■ هل فشلت القوى السياسية بعد الثورة فى تقديم بديل لنظام بن على.. وجعلت المواطنين يندمون على الثورة؟

- يحن الناس للماضى السيئ لأن الحاضر أكثر سوءاً، ولانسداد الأفق أمامهم، فالشعب التونسى عندما ثار على بن على وقدم شهداء وجرحى، رافق هذا الحراك أمل فى الغد يقضى على الديكتاتورية، ويُنهى الفساد، ويعيد الأمور إلى نصابها، ويقضى على مافيا المال التى كانت تحكم البلاد فى عهد بن على، ولكن فى عهد الحكومات المتعاقبة هُددت الحريات مرة أخرى وتم الاعتداء على إعلاميين وصحفيين وسياسيين، بل ودخلنا فى مرحلة التصفية الجسدية، والاغتيالات، كما حدث لـ«شكرى بلعيد»، الفساد زاد فى تونس، ومنظمات الشفافية قالت إن تونس من أكثر الدول فساداً، وعلى مستوى الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية هناك قوانين لم يستطع بن على أن يمررها مُررت اليوم، مثل قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص، وقانون المصالحة مع النظام القديم والمافيا والفاسدين والمفسدين، ما جعل الناس تيأس من تغيير ما يحدث فى تونس بخلاف زيادة الفقر وغلاء الأسعار، إضافة إلى محاولات حركة النهضة المستمرة فى لعب دور المعارض المدافع عن الشعب، وفى نفس الوقت هى التى تحرك الأمور بعدما ضعف «نداء تونس»، بسبب خلافات نجل الرئيس السبسى، وانشغال الرئيس نفسه بمشروع وإعداد نجله وبعده عن الاهتمام بشئون البلاد ما أفسح الفرصة لتحكم النهضة فى مقاليد الحكم وتغلغلها فى البلاد، لتلعب دور الحاكم والمعارض فى آن واحد.

■ ماذا تحتاج القصرين لاستيعاب شبابها ومواردها الكبيرة من آثار، لتعدين، لمساحات زراعية كبيرة؟

- الآثار تحتاج إلى مشروع وطنى كبير، تتفق معه سياسات الحكومة وخياراتها، ونحتاج لمشروع صناعى زراعى كمشروع جمال عبدالناصر فى مصر، رغم ما كان يشوبه من عيوب ولكنه مشروع وطنى كبيرة يسعى للتنمية، وهو ما نحتاجه فى القصرين، ليقضى على الفساد الذى تسبب فى تدمير نواة مشروع صناعى كبير، مثلما حدث فى مصنع ورق الحلفاء وإغلاقه بسبب الفساد المستشرى فى المدينة الحدودية وإدارتها الفاشلة، بخلاف الوضع الأمنى المتأزم بسبب الإرهاب. والقصرين مدينة فلاحية بامتياز، ويجب أن تقف الدولة فى ظهر مشروع فلاحى وتوفر له كل الالتزامات، وعلى الدولة أن تتقدم وتكون قاطرة لتجذب وراءها التجار والمستثمرين.

■ تتحدث عن مافيا رجال الأعمال التى باتت تتحكم فى مصير البلاد، هل هم نفس رجال أعمال بن على؟

- رجال أعمال ومافيا بن على بعد الثورة جاءوا ليبحثوا عن موضع قدم، ومولوا حزبى نداء تونس والنهضة ولديهم الآن كراسى فى البرلمان وكراسى قوية ومراكز قوى فى تلك الأحزاب، بل يتحكمون فى القرار، وهذا ليس خافياً على عموم الطبقة السياسية وعموم الشعب التونسى.

■ ما رأيك فيما قدمه رئيس الحكومة من حلول لأزمة العاطلين؟

- ما قدمه الحبيب الصيد يحتاج نوعاً من التفكير، تشغيل فرد من كل أسرة هو أمر جميل، لكن يجب أن تدفع الدولة بالاستثمارات والمشاريع الصغيرة فى تلك البلدات المتأزمة بالمشاكل وهو الحل الحقيقى، الشباب يبحث فى بلدنا عن الوظيفة الحكومية لأنه لم يجد دعماً من الحكومات للمشروعات الخاصة، وهى الأمل الحقيقى والحل الأهم لأزمة شباب المعطلين.


مواضيع متعلقة