وباء الإنفلونزا الإسبانية تفوّق على الطاعون.. أصاب خُمس العالم وقتل خمسين مليوناً

10:41 م | الأحد 24 يناير 2016

أصاب الفيروس ربع سكان الولايات المتحدة وخُمس سكان العالم وقتل منهم أكثر من 50 مليون ضحية، وبذلك تفوقت الإنفلونزا على كل أسلحة الحرب العالمية الأولى، وحصدت أرواحاً أكثر من ضعف ضحايا تلك الحرب!! كان من المستحيل الهروب من المرض، حتى عانى الرئيس الأمريكى ويلسون من الإنفلونزا فى أوائل 1919 أثناء التفاوض على معاهدة فيرساى فى إنهاء الحرب العالمية الأولى فبدأ الاهتمام الشديد.

{long_qoute_1}

كان الغريب فى هذا الوباء هو أن معظم ضحاياه من الشباب على عكس الإنفلونزا التى عادة تؤدى إلى وفاة كبار السن والأطفال. وفسر العلماء ذلك لاحقاً بأن الفيروس يؤدى إلى رد فعل عنيف جداً من الجهاز المناعى للجسم، مما يؤثر على المريض بالسلب، وبالطبع يكون الرد أعنف فى حالة الشباب الذين يتمتعون بجهاز مناعى أقوى من كبار السن والأطفال. قامت إدارات الصحة العامة بتوزيع أقنعة واقية ليتم ارتداؤها فى الأماكن العامة. واقتصرت الجنازات على 15 دقيقة. بعض المدن تتطلب شهادة موقعة بأنك غير مصاب بالمرض للدخول، والسكك الحديدية لم تكن تقبل الركاب بدونها.

إلى جانب نقص العاملين فى مجال الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية، كان هناك نقص فى التوابيت وحفارى القبور.

بالتأكيد ساهمت الحرب فى انتشار الوباء بهذا الشكل نظراً لما شهدته من تنقل عدد كبير من البشر بين مناطق مختلفة، بل اعتقد العديد من الحلفاء أنها نوع من السلاح البيولوجى المطوَّر من قبَل الألمان. فى وقت الحرب لم تنشر صحف الدول المتحاربة (ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا) هذا الخبر عن انتشار المرض فى بلادهم لخوفهم من تأثيره على الروح المعنوية للجنود. ولكن فى إسبانيا المحايدة نشرت الصحف الإسبانية الأنباء عن انتشار الوباء، لذلك جاءت تسمية الوباء بالإنفلونزا الإسبانية لوجود انطباع حين ذاك أنه أصاب إسبانيا فقط.

عانى الاقتصاد، حيث اضطرت الشركات والمصانع للإغلاق بسبب المرض بين العمال والفلاحين، ومنهم من كان مريضاً جداً، مما أثّر على حصاد المحاصيل.

فى المدن الكبيرة مثل نيويورك، عوقب الناس الذين لا يغطون أفواههم عند السعال بالغرامة أو أُرسلوا إلى السجن.