«نفق 9» فى المعادى: الداخل مفقود.. والخارج مولود
«نفق 9» فى المعادى: الداخل مفقود.. والخارج مولود
«أم مصطفى» تحاول عبور النفق بصعوبة
تمشى بحرص شديد، يداها لا تفارقان جلبابها، حتى لا يلامس مياه «المجارى» التى تحاصر المكان، لتبدأ رحلتها داخل نفق مشاة شارع 9 فى المعادى، على أمل أن تصل بسلام إلى نهايته، وجلبابها آمن من المجارى والقمامة. مأساة يومية تعيشها «أم مصطفى» داخل «نفق المجارى»، حسبما يسميه الأهالى، فى طريقها للوصول إلى شارع المصانع، مروراً بخط المترو. تعبر السيدة الستينية عن تلك المأساة بقولها: «النفق بقاله سنين على الحال ده، صيف شتا، الميه غرقانة جوه، ده غير الزبالة اللى فى كل مكان، وأنا داخلاه ببقى خايفة، أتزحلق من الميه اللى فيه، أو هدومى تتوسخ من اللى بعدى عليه».
رغم الخطورة التى يعيشها الأهالى يومياً، خاصة أثناء مرور كبار السن به، فإنهم مضطرون لعبوره: «بعدّى كل يوم من المكان عشان أركب المترو. المحل اللى بشتغل فيه فى دار السلام، ومواصلة المترو بجنيه، مش مكلفة زى المواصلات الغالية»، حسب «أم مصطفى».
تروى السيدة المكافحة ذكرياتها فى النفق: «مرتين أتزحلق فيه، وجلابيتى تتوسخ من ميه المجارى، وبضطر أرجع البيت أغير، ويتخصم ليا نص يوم من المحل عشان التأخير»، مناشدة المسئولين تنظيف النفق ليكون مناسباً للمارة: «يشيلوا الميه اللى فيه والزبالة اللى حواليه، ويكون ممهداً لكبار السن اللى زى حالاتى»، الأمر الذى اعترض عليه «عم محمد»، أحد سكان شارع 9، مؤكداً أن هدم النفق وإعادة بنائه هو الحل بسبب تهالكه الواضح: «مش مشكلة نظافة بس، ده متهالك تماماً ولازم يتبنى من جديد، الحيطان اللى معمولة بالسيراميك بتقع جنبنا وإحنا معدين، وبنضطر نعدى لأن مفيش غيره فى شارع 9، وهو اللى بينقلنا لشارع المصانع، بدل ما نركب مواصلة بجنيه».