«الوطن» تزور «أولاد حارتنا» فى الذكرى 104 لميلاد «الحكّاء الأعظم»

كتب: إمام أحمد

«الوطن» تزور «أولاد حارتنا» فى الذكرى 104 لميلاد «الحكّاء الأعظم»

«الوطن» تزور «أولاد حارتنا» فى الذكرى 104 لميلاد «الحكّاء الأعظم»

وكالة سليم علوان، مقهى المعلم كرشة، صالون الأُسطى المِزيّن، محل الحلوى المجاور له، و«عباس الحلو» الشاب الصغير المولع بالفتاة العشرينية الجميلة «حَميدة»، لم يعد هناك أثر واحد لكل هذه الأمكنة وهذه الشخوص، اختفى كل شىء، وتبدلت ملامح «زقاق المدق» تماماً، حتى لم يبق مما ذكره أديب الحارة المصرية، فى إحدى أشهر رواياته إلا الكلمات المحفوظة على ورق، والتى لم يعد يعرفها واقع جديد اختلف تماماً، لكن ليس «الزقاق» وحده الذى تغيّر، ولا أبطال الرواية وحدهم، لكن «عالم محفوظ» بأكمله قد تبدد، العالم الذى طالما جاءه الوحى وهو على أرضه، بين حاراته الضيقة، وعلى مقاعد مقاهيه البسيطة، وأمام وجوه الأهل والأقارب والجيران التى اعتاد أن يتأملها لساعات طويلة، لينتجها بعد ذلك فى مشاهد وفصول. اختفت كل التفاصيل، وتغيرت كل الملامح، وانقطع الوحى، حتى إن الذكرى الرابعة بعد المائة، لميلاد «النجيب المحفوظ»، لم يتذكرها «أولاد حارته» جميعاً، ولم يكن لها أى أثر على الإطلاق، كأنه جاء وذهب دون أن يراه أحد. ليس لسبب آخر، سوى أنه: «آفة حارتنا النسيان».


مواضيع متعلقة