قيادى شيعى: «الحرس» خطط لاغتيال «مبارك» ورجلهم فى القاهرة دعم «الإخوان» بعد الثورة

كتب: سيد حسين

قيادى شيعى: «الحرس» خطط لاغتيال «مبارك» ورجلهم فى القاهرة دعم «الإخوان» بعد الثورة

قيادى شيعى: «الحرس» خطط لاغتيال «مبارك» ورجلهم فى القاهرة دعم «الإخوان» بعد الثورة

كشف محمود جابر، القيادى الشيعى المصرى المنشق عن حزب التحرير المصرى الشيعى، الذى حاول الإيرانيون تدشينه فى حكم الإخوان، وتم رفضه من قبَل لجنة شئون الأحزاب، عن خطط ونوايا الإيرانيين لاختراق الدول العربية والمنطقة عبر استغلال ورقة الأقليات الشيعية، لافتاً إلى أن طهران وواشنطن تتفقان فى استغلال تلك الورقة للضغط على الأنظمة العربية وتكوين «لوبيات» قوية تعمل على خدمة المصالح الإيرانية فى المنطقة، منتقداً تحركات الدول العربية لمواجهة خطر المد الإيرانى، مشيراً إلى أن الدول العربية اعتمدت على المسطحين فكرياً فى تلك القضية الخطيرة، واكتفت بإطلاق قنوات تنادى بذبح الشيعة وقتلهم، ولم تفكر تلك الأنظمة فى تشييد منظمات فكرية تقاوم المد الشيعى بطرق استراتيجية عقلانية مدروسة، مثلما تفعل طهران.

{long_qoute_1}

امتدت علاقة محمود جابر مع الإيرانيين إلى سنوات طويلة قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، وكان عنصراً فاعلاً فى المؤتمرات والندوات التى تقيمها طهران لاستقطاب الشيعة العرب من كل الدول العربية، ورغم عمله بالأزهر الشريف، فإن ذلك لم يمنعه من مواصلة نشاطه على الصعيد السياسى الذى بدأ كناشط سياسى فى العديد من الأحزاب اليسارية، إلا أن قيام الثورة ودعم الإيرانيين للإخوان المسلمين كان بداية تفجير العلاقة بينه وبين الإيرانيين الذين استخدموا معه أساليب رخيصة للنيل من سمعته بإطلاق الشائعات، وانتهت تلك المحاولات بمحاولة اغتياله، على حد ذكره.

«هناك ثلاثة أحداث تورّط فيها الإيرانيون فى مصر تحديداً، الأول محاولة تدريب مصريين لاغتيال الرئيس الأسبق (مبارك)، والثانى استقطاب العديد من الصحفيين ورجال الأزهر والإنفاق عليهم، بتكليفهم بعمل أبحاث وكتب، لربطهم بشبكة التعاون، والثالث كان يقدم خدمات لوجيستية للإخوان، وكذلك ألقى القبض عليه بعد 30 يونيو»، هكذا ذكر «جابر» لـ«الوطن»، لافتاً إلى أنه تعايش مع الإيرانيين، وتعامل مع مؤسساتهم عن قُرب، وكان واحداً من القليلين الذين عاشوا داخل تلك المؤسسات، واطلع على خططهم، وعرف رجالهم ومناهج عملهم، من أجل اختراق وضرب الدول العربية من الداخل. {left_qoute_1}

وأضاف أن خطة إيران منذ 1979 كانت تقتضى تصدير الثورة، وتصدير الثورة يعنى تعظيم أخطاء النظم العربية فى مجال حقوق الأقليات، خاصة الشيعة، ومحاولة الاتجار بها، فى الوقت الذى كانت تسعى فيه إيران إلى استقطاب عدد كبير من هذه الأقليات وتقوم بإعادة تدريبهم وتأهيلهم وتسكينهم كخلايا متحركة وخلايا نائمة، وفى الوقت نفسه تتاجر بشعارات برّاقة بشأن مد يدها إلى كل الدول، وإقامة حوارات فى إطار ما يطلقون عليه التقريب بين المذاهب.

«عملية الاستقطاب تتم من قبَل رجالات الحرس الذين يوجدون فى أغلب البلدان العربية بصفتهم دبلوماسيين، وهم فى الحقيقة تابعون للحرس الثورى الإيرانى، وكان هؤلاء يتواصلون مع إعلاميين وشيوخ من المؤسسات السنية والكتاب وأغلب المشتغلين بالعمل العام، بل إنهم على تواصل وصلة قوية بجماعات العنف المسلح والتكفيريين فى البلدان العربية، وازدادت هذه العلاقة مع وجود تلك الجماعات فى أفغانستان وباكستان، وهى مناطق نفوذ أجهزة الأمن والمعلومات الإيرانية، وبلغ هذا الاتصال والعلاقة، ذروتهما قبيل غزو أمريكا لأفغانستان، فقد قامت إيران بتوفير الملاذ الآمن لهؤلاء وعائلاتهم، وكان منهم أسامة بن لادن وعائلته.. وكذلك أحد أكبر الأسماء فى عالم الإرهاب (صلاح ثروت شحاتة)، الذى كان من المقدّر له أن يقود تنظيمات العنف المسلح فى ليبيا ضد مصر ودخل مصر فى 2012 قادماً من إيران التى أقام بها قرابة الثلاث سنوات»، ذكر «جابر» مواصلاً حديثه حول الاختراقات الإيرانية التى طالت الإعلام المصرى، واصفاً أن ذلك بلغ مبلغاً كبيراً، بعد استقطاب عدد من الصحفيين الكبار وأحد هذه النماذج يقيم معهم علاقة تجارية عن طريق شركات استثمارية يمتلكها نجله الذى يعمل فى مجال «البيزنس»، لافتاً إلى أن الاتصال بهؤلاء يأتى عن طريق شبكة هائلة من العملاء الذين يعملون فى مجالات متعدّدة يقومون بتوجيه دعوات زيارة فى مناسبات عديدة إلى إيران من أجل فرز هؤلاء واختيار من هو صالح منهم.

وحول طريقة عمل المؤسسات الإيرانية، على تلك الخطط، أكد أنها تمثل شكلاً من أشكال تصدير الثورة واستقطاب عناصر متعدّدة فى جميع الاتجاهات، وهى تطور لمجلس الشئون الدولية التابع للثورة الإسلامية، الذى كان مسئولاً عن هذا الملف قبل عام 1995، وبعدها، ولتخفيف الضغط عن قضية تصدير الثورة، جرى ابتكار أكثر من 30 مؤسسة ترتبط بالحرس أو المخابرات الإيرانية، وكلها تعمل فى تناغم تمام، بعضها مع بعض، ومنها «وكالة ايكنا للقرآن»، وهى المسئولة عن استقطاب قراء القرآن المصريين وصناعة نسخ إيرانية منهم، فضلاً عن «مؤتمر المهدوية» السنوى، الذى يمثل أهمية بالغة.

وأكد «جابر» أن المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب، يتسم بطابع خاص، لأنه مكلف بعمليات اختراق واستقطاب كوادر وقيادات معروفة فى البلدان العربية، وبعضهم يحتل مناصب رسمية، وكان المجلس فى السابق عضو جماعة علماء المسلمين الذى يشرف عليه «القرضاوى» وكان الشيخ «التسخيرى» مساعده فى الاتحاد، و«التسخيرى» معروف بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين وأحد قيادات حزب الدعوة العراقى، ومن خلال التعاون مع الإخوان والدبلوماسية الإيرانية يتم عمل ملف كامل عن الشخصيات المراد استقطابها عبر مراحل طويلة، حتى يتم هذا العمل بأشكال متعدّدة، كما تمثل جامعة المصطفى، وهى جامعة للعلوم الشرعية للأجانب، المصدر الرئيسى لتشكيل «لوبيات» فى كل الدول من خلال الطلاب الذين يدرسون بها، فيتم توفير سبل الإقامة والنفقة وتوظيف الطلاب عبر مرحلة طويلة من التدريب والتأهيل، وتم افتتاح مقر جديد لها فى بيروت، ومن خلالها يجرى العمل أيضاً بالمنهج والإطار نفسهما، وتستهدف جامعة بيروت أغلب المصريين والسوريين واليمنيين والسعوديين، الذين يحرص الجانب الإيرانى على عدم سفرهم إلى إيران.


مواضيع متعلقة