«عمارة»: «السيسى» حقق حلم مقعد لـ«المثلث».. والمنطقة مصرية 100%

09:05 م | الخميس 29 أكتوبر 2015

يجلس فى ساحة عائلة عمارة، مرتدياً جلبابه الأبيض والصديرى الأسود، زى أبناء المنطقة، يتحدث بكل زهو عن رصيد والده «على عمارة» فى قلوب أهالى مدينة حلايب وشلاتين، ومشاركته بجانب الجيش المصرى فى تمصير المنطقة، وتعليم أبناء الجبال اللغة العربية بعد سيطرة الجيش المصرى على المنطقة فى التسعينات، يعرف أن العمل النيابى يختلف عن عمله السابق كرئيس للمجلس المحلى لمدينتى حلايب وشلاتين، يفتخر بنسبه لقبائل البشارية، ولا ينكر أنها من أوصلته إلى مقعد البرلمان الأول الخاص بمثلث حلايب وشلاتين. يتوقف ملياً عن الحديث لـ«الوطن» فى أول حوار يجريه بعد انتخابه ممثلاً لمثلث حلايب وشلاتين فى البرلمان، ويأمر بإحضار «الجبنة»، فلا يخلو مجلس فى المثلث منها سواء لكبير أو صغير، ويقول إن أهل المنطقة حمّلوه أمانة فى عنقه، وينتظرون منه الخروج بالمنطقة من دائرة التهميش، وإلى نص الحوار:

■ كيف جاءت خطوة تخصيص مقعد فى البرلمان لمنطقة مثلث حلايب وشلاتين؟

- أهالينا طالبوا مراراً وتكراراً بتخصيص دائرة منفصلة لمنطقة حلايب وشلاتين، ولكن بعد ثورة 25 يناير ورحيل حسنى مبارك، وبناء على طلب الأهالى، وزارة الداخلية أعدت بمشروع قانون الانتخابات دائرة لحلايب وشلاتين، وبالفعل وصل المشروع لمجلس الشعب ما بعد الثورة والذى حوله بدوره إلى اللجنة التشريعية بالمجلس، ولكن رُفض الطلب، لقلة عدد الناخبين بالدائرة، ومع وصول محمد مرسى للحكم، كان لدينا عشم كبير فى تعيين أعضاء فى مجلسى الشعب والشورى من المثلث، كما عين وقتها عدداً من أعضاء مجلس الشعب من بعض المناطق الحدودية فى سيناء وأسوان ومرسى مطروح، والناس هنا حصلت لهم صدمة، خاصة بعد تعيينه لثلث المجلس، فقمنا بتقديم مذكرة باسم الأهالى والمشايخ والعقلاء إلى وزير الدفاع وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتخصيص دائرة مستقلة للمثلث وهو رفعها بدوره إلى مجلس الوزراء والذى أرسلها لوزارة الداخلية للتحقق من حقيقة المطلب، ورغبة أهالى المنطقة، وبعد أحداث 30 يونيو، وخلال كتابة دستور 2014 فى عهد الرئيس عدلى منصور، نص على الاهتمام بالمناطق المهمشة والحدودية، ومن بعدها أصدر الرئيس السيسى قراراً بدائرة منفصلة باسم المثلث، وجاء الوقت أن يكون هناك من يمثل المنطقة بالبرلمان، وأخيراً حلم أهالى المنطقة يتحقق.

{left_qoute_1}

■ وكيف ترى ما أُشيع حول إعادة «مرسى» أرض المثلث إلى الإدارة السودانية؟

- المنطقة مصرية 100% والقوات المسلحة باسطة سيطرتها على منطقة حلايب وشلاتين ولن تتركها، ونفتخر بمصريتنا، ونرفض أى تدخل من الجانب السودانى فى المنطقة، ونحن خط الدفاع الأول عن حدود مصر، وسنظل حراس الجنوب المصرى.

■ البعض يرى أن الانتخابات فى حلايب يحكمها الصراع القبلى بين البشارية والعبابدة وهو ما صنع مشهد التكدس أمام اللجان.

- المقاعد الفردية على مستوى الجمهورية كلها، وليس فى حلايب فقط، تحكمها القبلية، ولكن مع بداية الترشح تقدم ثلاثة من البشارية للترشح وهو ما فرّق أصوات القبيلة، ولكن فى الإعادة الموضوع حُسم بشكل واضح، ولا أحد يمكن أن ينكر الصراع القبلى على شرف تمثيل المنطقة بالبرلمان، ومن المعروف أن الوجود الحقيقى للعبابدة فى مناطق القصير ورأس غارب ومرسى علم، وظلت البشارية تدعمهم طيلة 50 عاماً حينما كانت الانتخابات على دائرة تمتد من القصير وحتى حلايب وشلاتين، ولكن الآن بعد فصل حلايب عن الدائرة الثانية كان يجب أن يكون لنا دور وأحقية فى التمثيل لما للبشارية من وجود كبير فى المنطقة حيث تمتد من الشلاتين وحتى خط عرض 22.

■ هل يؤثر الصراع الانتخابى على العلاقات بين قبائل العبابدة والبشارية؟

- لن تؤثر الانتخابات على جيراننا من قبائل العبابدة بيننا نسب ومصاهرة ولا يمكن أن تكون الانتخابات سبباً فى خلاف بين القبائل، كانت مجرد مباراة ودية من أجل نيل شرف مقعد البرلمان، وسأكون خادماً للعبابدة قبل البشارية.

{left_qoute_2}

■ من أكبر المشاكل التى تمر بها المنطقة عدم وجود أوراق ثبوتية لدى عدد كبير من أبناء القبائل، فما الحل؟

- الكثير من أبناء القبائل يسكنون الجبال، وليس لديهم دراية بإجراءات استخراج البطاقات، وسأشكل لجنة لجمع أسماء من ليس لهم أوراق ثبوتية لمساعدتهم فى الحصول على بطاقات.

■ كيف أثرت تلك المشكلة على الانتخابات؟

- لو كل أهالى المنطقة يحملون أوراقاً ثبوتية لكان وصل عدد مستحقى التصويت فى الانتخابات لأكثر من 35 ألفاً بدلاً من 11 ألفاً فقط، وهو ما حرمنى وزملائى من المرشحين من الكثير من الأصوات، وهناك الكثير من أبناء الشلاتين بخلاف الموجودين فى الجبال والوديان لا يملكون أى أوراق تثبت الجنسية.

■ كيف ترى عملية التبادل التجارى بين مصر والسودان من خلال الشلاتين؟

- قبل إنشاء الحظيرة الخاصة بالبضائع والتصدير بالسوق الدولية كانت البضائع تأتى من القاهرة والمحافظات إلى السوق الدولية بشلاتين، ولكن ظهور الحظيرة، بعد طلب من الأجهزة المسئولة بضرورة مرور البضائع على سفاجا للجمركة والنقل إلى الحظيرة ومنها للسودان، ما جعل حلايب منطقة «ترانزيت» بدلاً من منطقة تبادل تجارى، خاصة أنه قبل إنشاء الحظيرة كان يأتى التجار السودانيون للشراء من السوق وهو ما كان يحدث انتعاشة ورواجاً فى عملية التجارة.

■ وما رأيك فى عمل الكثير من شباب المثلث فى تهريب الأرز والمواد الغذائية عبر الممرات الجبلية إلى السودان؟

- لا يصح أن نحاسب الشباب على العمل بالتهريب قبل أن نوفر لهم فرص عمل مناسبة توفر لهم ولأسرهم دخلاً مناسباً للمعيشة، ولكن هذا لا يعفيهم من الذنب، والمشاركة فى عمليات التهريب جريمة يحاسب عليها القانون ولكن على الدولة أن تكون منصفة وأن توفر لهم فرص عمل أولاً قبل محاسبتهم.. وحل مشكلات كثير ممن قبض عليهم كانوا فى طريقهم لمساعدة أهلهم فى السودان.

■ وما رأيك فى عمل الكثير من أهل البلد فى التنقيب عن الذهب فى الصحراء وكيف ترى عملية تقنينه؟

- الدولة أنشأت شركة الشلاتين للتعدين ولها مقر فى الشلاتين ومقر فى القاهرة، وتقوم بتقديم تصريح للأفراد والشركات المتوسطة والشركات المساهمة الكبيرة، ولكن الشركة لم تعمل حتى الآن بعد نشوب خلاف مع العاملين فى الذهب والمعروفين بـ«الدهابة»، حول نسبة الدولة من الذهب، ولكنهم اتفقوا على حصول الدولة على 20%.. وبهذا يكون التنقيب بشكل رسمى، ولن يرفض «الدهابة» بعد ذلك، فالشركة توفر لهم الأمان خلال العمل، ولن يكونوا مطاردين كما كانوا فى السابق.

{left_qoute_3}

■ وما رأيك فى البنية التحتية والخدمات فى شلاتين وحلايب؟

- أكبر المشاكل التى تعانى منها شلاتين هى أزمة الصحة، فلا يوجد فى المنطقة على اتساع أكثر من 300 كيلو إلا مستشفى الشلاتين وحاله لا يرضى عدواً ولا حبيباً، ولا توجد به إمكانيات، خاصة الأطباء، فهناك عجز فى جميع التخصصات التى تحتاجها المدينة وأقرب مستشفى على بعد 400 كيلو متر، ودورى خلال وجودى تحت قبلة البرلمان هو الدفاع عن حقوق المنطقة الأساسية.

■ وما رأيك فى التشديدات المفروضة على المنطقة؟

- من بعد 94 أصبحت المنطقة محظورة من بعد الشلاتين وحتى خط 22، ويجب مراعاة ظروف الناس فى عملية الرعى، فالكثير منهم يتعرض لمخاطر نتيجة إصابة بطلقات نارية، وأصيب البعض بالعجز.

■ وكيف ترى خطة التنمية والاستفادة من كنوز مصر فى المثلث؟

- يجب تحريك المياه الراكدة، والمنطقة مملوءة بالمعادن والكنوز ولا يمكن أن تحدث طفرة دون الاستعانة بعملية التعدين، والساحل منبسط ويمتد إلى 200 كيلو، والمنطقة بكر وواعدة، ولا تتم الأمور بين يوم وليلة، ولكن علينا الانتظار ومشاهدة ما تسفر عنه الأيام.

{long_qoute_1}

■ ماذا تحتاج حلايب وشلاتين للتنمية؟

- حلايب وشلاتين تحتاج مشروعاً قومياً تجمع حول المنطقة الرأى العام المصرى، وأرى أن أهم مشروع قومى فى المنطقة هو السياحة وعلى الدولة فتح المنطقة للمستثمرين سياحياً، فالمنطقة بها مقومات سياحية وساحل منبسط يصل إلى الكثير من المشروعات السياحية، ويجب إنشاء جهاز لتنمية حلايب وشلاتين كالجهاز الذى أنشئ فى سيناء، ويحب تشجيع التجار على العمل، لذلك يحب أن يكون هناك مشروع لإنشاء ميناء.

■ وكيف ترى حقوق الوافدين إلى المدينة من موظفين؟

- هناك الكثير من الوافدين العاملين فى قطاعات الدولة والأعمال الخاصة، ومحافظات الصعيد طاردة للسكان، وعدد الوافدين دائماً فى تزايد مستمر، ولا يقل عددهم عن ثلاثة آلاف، وهم أصبحوا من أهل البلد لهم حقوقهم الكاملة كبقية أهل المنطقة من السكان الأصليين وأرفض تسميتهم بالمغتربين أو الوافدين، هم من أهلنا ولن نفرق بين حقوقهم وحقوق القبائل.